3.138.116.20
Whatsapp

اترك رقمك و سنتواصل معك

المنهج الوصفي الارتباطي 

تعريفه، وتصنيفه، وخطواته، وتقويمه

المنهج الوصفي الارتباطي

تعريفه، وتصنيفه، وخطواته، وتقويمه

المنهج الوصفي الارتباطي

تعريفه، وتصنيفه، وخطواته، وتقويمه

جاء المنهج الوصفي الارتباطي ليُعالج أحد أوجه النقد التي وجَّهها المنهجيون للدراسات الوصفية بهيئتها الكلاسيكية، ويتمثَّل ذلك في اقتصار المنهج الوصفي العام على تحديد ظاهرة للدراسة، وَمِنْ ثَمَّ القيام بعملية توصيف دقيق، وبعد ذلك القيام بطرح التساؤلات، ثم عملية جمع المعلومات والبيانات وتحليلها، ويتبع ذلك وضع استنتاجات البحث، وهنا نجد فجوة كبيرة جعلت التجريبيين يوجهون سهامهم للوصفيين، وهي عدم القدرة على تحديد طبيعة العلاقات بين المتغيرات التي يتضمَّنها البحث، وَمِنْ ثَمَّ ينجم عن ذلك قصور في الاستدلال والبرهنة، وسنخصص فقرات موضوعنا للحديث عن المنهج الوصفي الارتباطي بالتفصيل.

 

محاور المقال:

  • تعريف المنهج الوصفي الارتباطي.
  • تصــــــــــــنيف المنهج الوصفي الارتباطي.
  • خطوات تطبيق المنهج الوصفي الارتباطي.
  • تقــويم المنهج الوصفي الارتباطي.

 

 

 

تعريف المنهج الوصفي الارتباطي:

المنهج الوصفي الارتباطي (منهج الدراسات الارتباطية) أحد أنواع المناهج الوصفية، ويُستخدم في قياس العلاقة بين متغيرين (متغير مستقل، ومتغير تابع)، وهل هذه العلاقة مُوجبة أم سالبة، وَمِنْ ثَمَّ التنبؤ بمستوى معين من الدلالة في صورة رقمية، وتعتبر العلاقات الارتباطية بمثابة خطوة أولية تنحى بالباحث نحو دراسة أكثر شمولًا، وَمِنْ ثَمَّ الارتقاء في خطوات تالية نحو دراسة سببية أو تجريبية تُعد أكثر قُدرة على الوصول لنتائج أكثر منطقية، ويُستخدم في قياس الترابط بين المتغيرات كثير من معاملات الارتباط (بيرسون، سبيرمان، كندل، وتتراوح النسبة بين -1: 1).

  • في حالة وجود علاقة بين متغير البحث المستقل والتابع بمقدار +1؛ فإن ذلك يعني أنه كلما تزايدت قيمة المستقل زاد التابع (علاقة موجبة).
  • في حالة وجود علاقة بين متغير البحث المستقل والتابع بمقدار -1؛ فإن ذلك يعني أنه كلما تزايدت قيمة المستقل نقص التابع (علاقة سالبة).
  • في حالة وجود علاقة بين متغير البحث المستقل والتابع بمقدار (صفر) (لا يوجد علاقة بين المتغيرين).

تعليق:

  • مما سبق يتضح أن المنهج الوصفي الارتباطي يقتصر دوره على تحديد وقياس العلاقة فقط، ولا يمكن أن يستخدم في التعرف على الأسباب، بمعنى أنه في حالة وجود علاقة بين مستوى ذكاء بعض طلاب المرحلة الثانوية ودرجاتهم في مادة الفيزياء، فإن الباحث يمكن أن يقوم بوضع جدول لعينة من الطلاب، ويقيس مستوى الذكاء، ويضع أمام كل طالب درجاته في مادة الفيزياء.
  • وبتطبيق المنهج الوصفي الارتباطي، وعن طريق معادلات الإحصاء؛ يمكن أن يقول إن هناك علاقة موجبة أو سالبة، ولكن لا يستطيع أن يقول إن الذكاء فقط هو السبب في ارتفاع درجات الفيزياء، ويخضع التفسير لأسلوب المنطق، وليس للعلاقة الكمية الإحصائية.

 

إعداد الأبحاث العلمية ونشرها

 

تصنيف المنهج الوصفي الارتباطي:

يتبع المنهج الوصفي الارتباطي منهج دراسة العلاقات المتبادلة، والأخير يتبع بدوره المنهج الوصفي، حيث صنف العالم (فان دالين) المنهج الوصفي إلى ثلاثة صنوف رئيسية، وهي: منهج الدراسات المسحية، ومنهج دراسات التطور والنمو، ومنهج دراسة العلاقات المتبادلة، ولكل صنف مما سبق ذكره فروع، فنجد أن:

  • منهج الـــــــــدراسات المسحية يتبعه: المنهج التربوي، ومنهج دراسات الرأي العام، ومنهج السوق، والمنهج الوظيفي، ومنهج تحليل المضمون، ومنهج المسوح الاجتماعية.
  • منهج الدراسات النمائية يتبعه: منهج النمو (بحوث طولية، بحوث عرضية)، ومنهج دراسة الاتجاهات.
  • منهج دراسة العلاقات: ويتبعه المنهج السببي المقارن (العِلية)، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج الوصفي الارتباطي.

 

خطوات تطبيق المنهج الوصفي الارتباطي:

تتمثَّل خطوات تطبيق المنهج الوصفي الارتباطي فيما يلي:

  • تحديد الإشكالية البحثية: بداية استخدام المنهج الوصفي الارتباطي مثلها مثل جميع البحوث العلمية، ويتمثَّل ذلك في تحديد مشكلة معينة، ومن بين شروط اختيار المشكلة أن تكون ذات صلة بتخصص الباحث، وأن تكون واضحة جلية، وأن تتكرر من حيث الحدوث، وألا تكون عابرة؛ حتى يستطيع الباحث أن يدرسها بدقة.
  • وصف إشكالية الدراسة: وفي تلك الخطوة يصوغ الباحث وصفًا للإشكالية، وتحديد جميع الجوانب المتعلقة بها، وتلك الخطوة تشترك فيها جميع شعب المنهج الوصفي.
  • صياغة تساؤلات البحث والفرضيات: في ضوء وصف المشكلة البحثية يبدأ البحث في خطوة مهمة من خطوات تطبيق المنهج الوصفي الارتباطي، ويتمثَّل ذلك في وضع مجموعة من التساؤلات؛ سواء رئيسية، أو فرعية منبثقة، وبعد ذلك يقوم الباحث بوضع فرضيات، بمعنى علاقات بين متغيرات البحث المستقلة والتابعة، وتلك العلاقات تمثل إجابات احتمالية يلزمها دلائل، مثل: كلما ارتفعت درجات الحرارة انخفض حضور الموظفين للعمل، وكلما زاد عدد السكان قل الدخل القومي.... وهكذا.
  • اختيار العيِّنة البحثية: في ضوء ما تتم صياغته من فرضيات يقوم الباحث باختيار مفردات تمثل مجتمع البحث، وطريقة الاختيار تخضع لنظرية الاحتمالات الإحصائية، ومن بين تلك الطرق: العيِّنة الهدفية، والعينة الحصصية، والعينة المنتظمة، والعينة الجغرافية، والعينة العنقودية، والعينة الطبقية، وللباحث أن يختار الطريقة التي تناسب طبيعة موضوع البحث، ولكن ينبغي أن يوضح أن حجم العيِّنة مناسب، ويمكن أن يستخدم في تعميم الاستنتاجات بنهاية الدراسة.
  • اختيار أدوات البحث وتجميع المعلومات: وفي ذلك الإجراء من إجراءات المنهج الوصفي الارتباطي، يختار الباحث من بين أدوات البحث العلمي (الاستبيان، الملاحظة، الاختبارات، المقابلة) واحدة أو أكثر لتجميع المعلومات من المستجيبين (عيِّنة البحث).
  • قــــــــــــــياس الترابط: بعد عملية تجميع البيانات تأتي أبرز خطوات المنهج الوصفي الارتباطي، وتتمثَّل في قياس نسبة الترابط بين المتغيرات، ويستخدم الباحث في ذلك معامل ارتباط بيرسون الذي يقيس العلاقة بين المتغيرات الفئوية أو النسبية، ومعامل ارتباط سبيرمان في حالة كون مستوى القياس رتبيًّا بين المتغيرين (عدد مفردات 30 فأكثر)، ومعامل ارتباط كندل ومستوى قياس رتبي بين المتغيرين (عدد مفردات بحث 15 فأقل)، ويوجد معادلات أخرى لقياس الترابط متنوعة.
  • استخلاص النتائج: بعد أن ينتهي الباحث من قياس الترابط بين متغيرات البحث؛ من خلال معادلات التحليل الإحصائي يقوم باستخلاص النتائج.
  • ملحوظة: لا يستخدم المنهج الوصفي الارتباطي بمعزل عن المناهج العلمية الأخرى، وللباحث أن يختار مناهج أخرى تحد من عيوب ذلك المنهج، وخاصة فيما يتعلق بعملية تفسير النتائج.

 

تقويم المنهج الوصفي الارتباطي:

المميزات:

  • دراسة الإشكاليات الاجتماعية: يُعد المنهج الوصفي الارتباطي أحد أبرز المناهج المستخدمة في دراسة الإشكاليات المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية.
  • قياس الترابط بين المتغيرات كمًّا واتجاهًا: يُتيح المنهج الوصفي الارتباطي قياس نسبة الترابط من متغيرات البحث كمًّا واتجاهًا؛ من خلال معادلات الإحصاء.
  • اختيار الفرضيات البحثية المنسابة: يُساعد المنهج الوصفي الارتباطي الباحثين في تحديد المتغيرات البحثية الصحيحة، واستبعاد المتغيرات التي لا يوجد علاقات فيما بينها.

العــــيوب:

  • تأثر العلاقات بالظروف المحيطة: قد يؤثر تغير الظروف في العلاقة بين متغيرين، وعلى الباحث أن يكون يقظًا لذلك؛ فعلى سبيل المثال في حالة وجود فرضية تتمثَّل في: عدم توجه الموظفين لعملهم في شركة النظافة؛ بسبب هطول الأمطار، فإن ذلك قد يتغير بالكلية نتيجة ظهور مرض وبائي يُخيفهم من العمل، ويجعلهم يتغيَّبون.
  • الترابط بشكل عرضي غير مستمر: يؤخذ على المنهج الوصفي الارتباطي إمكانية أن تكون العلاقة بين المتغيرات عرضية لا تتكرر، ولكن قد يكون ذلك النقد غير صائب في ظل وعي الباحث بالأسباب المنطقية، وعلى سبيل المثال في حالة ارتفاع معدل إنتاج محصول القمح في إحدى السنوات، فإن ذلك لن يكون بسبب زيادة هطول الأمطار، بل بسبب تطوير سلالات جديدة من خلال الهندسة الوراثية.
  • قصـــــــــــــور في عملية التعميم: يشوب عملية تعميم الاستنتاجات التي تنتج عن استخدام المنهج الوصفي الارتباطي كثير من السلبيات؛ لذا يجب على الباحث أن يضع نصب عينيه العلاقات السببية بعد قياس الترابط، والقيام بعملية اختبار موسع للفرضيات، ومن المهم عدم تقبل الدلائل الرقمية الإحصائية التي لا تتماشى مع المنطق الصحيح.

 

وفي نهاية طرحنا حول (المنهج الوصفي الارتباطي)؛ نوجه عناية سيادتكم نحو وجود مجموعة كبيرة من الخدمات الأكاديمية والدورات التدريبية لدى موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية، ويسعدنا تواصلكم، نُحِبُّكم في الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم.

 

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك





ادخل بريدك الالكتروني و اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد





تواصل الآن 00966115103356