خصائص الكتابة الأكاديمية
جدول المحتويات
تعريف الكتابة الأكاديمية
خصائص الكتابة الاكاديمية ومميزاتها
الجهة المستهدفة من الكتابة الأكاديمية
نوع وأسلوب الكتابة
الغرض او الهدف
أخلاقيات الكتابة الأكاديمية
المهارات اللغوية
خصائص الكتابة الأكاديمية
تتعدد خصائص الكتابة الأكاديمية التي تعتبر من أهم أنواع الكتابة، لما تلعبه من دور في تطور العلوم من مختلف المجالات، ولمساهمتها الفاعلة في رفاهية ورقي الأمم والمجتمعات.
تعتبر الكتابة الاكاديمية من أبرز الوسائل والمهارات التي يفترض اتقانها من أي باحث علمي او طالب أو عامل بالمجال العلمي الاكاديمي.
فهي الطريق الأبرز للوصول الى نتائج مفهومة وواضحة في الدراسات العلمية التي تحتاج اتباع منهجية علمية محددة، تتضمن العديد من العناصر والخطوات المتسلسلة والمترابطة.
ولكل من يسعى الى معرفة خصائص الكتابة الأكاديمية، وكيفية الوصول الى أفضل أشكال هذه الكتابة بما يحقق الأهداف المنتظرة منها، فإننا نضع بين يديه من خلال هذا المقال أهم المعلومات التي تساعده على الوصول الى كتابة أكاديمية متكاملة.
تعريف الكتابة الأكاديمية:
إن الكتابة الأكاديمية هي أحد اهم انواع الكتابة التي تهتم بالمواضيع العلمية، والتي يعتمد فيها الطالب او الكاتب او الباحث العلمي على شروط وقواعد الكتابة الاكاديمية الصحيحة.
وبالتالي يمكننا تعريف الكتابة الاكاديمية بانها الاسلوب والنسق اللغوي الخاص، والذي يمتلك تراكيب وألفاظ وأدوات خاصة ببناء خاص، والتي لها صياغة وخصائص ودلالات محددة وقوالب محددة تساهم في الوصول الى نتائج منطقية سليمة.
إن الكتابة الاكاديمية تستخدم بكتابة مختلف الرسائل والأبحاث العلمية، وبكتابة الأوراق والتقارير والملخصات والاطروحات والمقالات العلمية، وغيرها من الدراسات العلمية المتنوعة.
وهي من المهارات التي تكتب بترتيب معين وتحتاج من الطالب والباحث العلمي لتنفيذ عمله باحترافية ومهارة وابداع، وهو ما يرفع من شأن الكتابات الاكاديمية وتحقيق الفوائد المنتظرة منها.
خصائص الكتابة الاكاديمية ومميزاتها:
تسعى الكتابة الاكاديمية الى تحقيق الأهداف المحددة التي وضعت من أجلها، فالقائمين عليها أشخاص يمتلكون المهارة والخبرة والمعارف، والمتلقين هم المهتمين بالكتابة العلمية كالعلماء والباحثين العلميين والطلاب.
ولذلك على أي طالب او باحث علمي ان يكون على ادراك تام لكيفية الوصول الى كتابة أكاديمية سليمة، والالتزام بجميع الشروط والخصائص لهذه الكتابة بما يحقق الاهداف المرجوة منها.
فما هي اهم خصائص الكتابة الأكاديمية:
يمكننا تقسيم الخصائص للكتابة الأكاديمية الى ثلاثة محاور رئيسية، وتنقسم هذه المحاور الرئيسية الى العديد من القواعد الفرعية وذلك وفق الشكل التالي:
-
الجهة المستهدفة من الكتابة الأكاديمية:
إن الكتابات الأكاديمية تستهدف جهة معينة من الجمهور ومنهم على سبيل المثال الطلاب والباحثين العلميين، والعلماء وأعضاء الهيئات التدريسية، وغيرهم من المهتمين بالموضوع او التخصص الأكاديمي الذي تمّت الكتابة الأكاديمية والنشر فيه.
-
نوع وأسلوب الكتابة:
تظهر خصائص الكتابة الاكاديمية من خلال نوع وأسلوب الكتابة الذي يمكن ملاحظته عبر العديد من الامور أبرزها:
-
إن الكتابة الأكاديمية هي كتابة علمية موضوعية يفترض أن تبتعد عن العاطفة والأمور الشخصية، بحيث تحتوي على أحكام ومعطيات وحقائق مدّعمة بالأدلة والبراهين، ولا تتأثر بالمعتقدات والميول الخاصة بالكاتب الاكاديمي.
-
على الكاتب أن يحرص على أن تكون كتابته صريحة وواضحة، وأن تكون العلاقات والتسلسل فيها منطقي سليم.
-
إن الباحث العلمي أو الطالب يجب ان يدرك مسؤوليته عن كل ما يرد في النصوص الاكاديمية التي يكتبها، سواء من الناحية العلمية، او بعدم معارضتها القوانين والتشريعات والاعراف المجتمعية أو الاديان السماوية.
-
إن اللغة المستخدمة في الكتابة الاكاديمية هي لغة عقلانية تعتمد على البرهان والدليل، ولا تسمح بدخول المبالغات، او الكتابات الغامضة او الضعيفة، ولا يجب أن يخرج الباحث عن المنهج والسياق الأكاديمي في كتابته، لكي لا يضعف الدراسة او النص الذي يقوم بكتابته.
-
إن الدقة من أهم خصائص الكتابة الاكاديمية التي يعتمد فيها الباحث على الادبيات والدراسات السابقة، وما وصل اليه العلماء والباحثون السابقون، كما انه يعتمد على الحقائق والأرقام، والمعارف المتراكمة، والحقول المعرفية.
وهذا ما يستلزم الكثير من الصدق والدقة والأمانة، في نقل المعلومات والبيانات والحقائق والاحصائيات والأرقام من مختلف المصادر والمراجع.
-
تعتبر الكتابة الأكاديمية من الكتابات الرسمية التي تحتاج لغة سليمة لا تعتمد على اللهجات والكلمات العامية التي تضعف النصوص والأبحاث.
-
من أبرز خصائص الكتابات الاكاديمية الحياد والموضوعية في مختلف مراحل البحث، وعلى الباحث العلمي ان يظهر ذلك من خلال عدم الاعتماد على ضمائر الملكية أو أسلوب الأنا في الكتابة.
فلا يفترض أن يعتمد على كلمات مثل: (نحن، انا، اعتقد، أظن، أرى، نرى، نظن..) وغيرها من كلمات بذات المعنى، بل يتم الاعتماد على عبارات مثل (يرى الباحث، انتهت الدراسة الى أن..) أو غيرها من عبارات مشابهة.
-
إن فصاحة الكلمات وقوتها وترابطها وتسلسلها تظهر الفكر الأكاديمي العميق لدى الباحث، كما تظهر معارفه وخبراته الواسعة، ورجاحة فكره وتمكنه من الموضوع الذي يتناوله، والتخصص الذي ينتمي اليه.
-
على الطالب او الباحث العلمي أن يتجنب اللغة التأكيدية القاطعة، او الادعائية، بل أن يستخدم أسلوب حذر وعلمي يميل الى الاعتقاد في عرض المعلومات والنتائج، ولا يتجه الى أسلوب البت والقطع.
-
على الباحث العلمي أن يحرص على أن يكتب بأسلوب عقلاني تحليلي موضوعي، ولا ينحاز لآراء أو ميول شخصية، فالانحياز يكون للعلم والحقيقة المثبتة بالدلائل والبراهين حتى إن خالفت توجهات الباحث وآرائه وميوله الشخصية.
-
إن إحدى اهم خصائص الكتابة الأكاديمية هي خلوها من الأخطاء الإملائية او النحوية او اللغوية، ويكون ذلك بشكل شخصي من الباحث في حال امتلك المهارات والمعارف التي تسمح له القيام بهذا العمل الشاق الذي يحتاج لمعارف خاصة.
كما يمكن لتحقيق هذه الخاصية الاعتماد على مدقق لغوي محترف يمتلك الامكانيات والمعارف اللغوية الكبيرة، ويبقى موقعنا الإلكتروني من أهم المواقع التي تفدم خدمة تدقيق لغوي متميزة ذات جودة عالية، تضمن خروج النص بشكل سليم ومترابط.
-
الغرض أو الهدف:
إن ثالث محاور خصائص الكتابة الأكاديمية تظهر من خلال الهدف أو الغرض الذي تسعى هذه الكتابة لتحقيقه، وهي عادةً تهدف الى إثبات أمور علمية، أو تفسيرها، او الوصول الى نتائج وحلول ترتبط بمشاكل أو ظواهر معينة.
تعتبر الأبحاث العلمية من أسمى أنواع الكتابة الأكاديمية، وهي تسعى عادةً الى الوصول الى اكتشافات علمية جديدة، او الوصول الى حلول او نتائج منطقية معينة ترتبط بالمشكلة او الظاهرة البحثية التي تنتمي الى تخصص علمي محدد.
أخلاقيات الكتابة الأكاديمية:
على أي شخص متخصص يتجه الى الكتابات الأكاديمية أن يلتزم بالأخلاقيات والقيم العلمية الأساسية ومن أبرزها:
-
إن الأمانة العلمية من أهم أخلاقيات البحث العلمي، فالباحث العلمي عندما يستعين بأي معلومات او بيانات من مصادر ومراجع سابقة عليه أن يقوم بتوثيق هذه المصادر بشكل علمي أكاديمي سليم.
كما أنه يجب أن يعرض الحقائق والبيانات ونتائج الدراسة العلمية كما هي، دون اي تأثير أو تعديل عليها بما يتوافق مع رأي الباحث وميوله الشخصية.
فلا يعرض ما يتوافق مع رأيه وميوله، ويخفي ما لا يتناسب مع مصالحه او اعتقاداته.
-
على الباحث العلمي أن يظهر الحيادية والموضوعية بجميع مراحل العرض لكتابته، أو في حال كان يعمل على نقد وتقييم دراسات سابقة، فلا يعدّل او يحرف النتائج أو الحلول التي تتعارض مع الآراء والمصالح الذاتية للباحث العلمي.
-
على الباحث العلمي ان يكون مدركاً لأهمية عمله العلمي الاكاديمي، فلا يتغاضى عن الاخطاء بسبب سوء النية أو الإهمال، فالباحث هو إنسان من الطبيعي أن يخطأ ولكن هذا الخطأ يجب أن تكون لأي سبب غير مقصود، وليس عن سوء نية.
وهذا ما يستوجب عدم الاستعجال أو الاهمال أثناء العمل الأكاديمي، والقيام بالمراجعة الهادئة والدقيقة لتجنب الكثير من هذه الأخطاء.
-
على الباحث العلمي وكما ذكرنا عند حديثنا عن خصائص الكتابة الأكاديمية أن يحترم الملكية الأدبية والعلمية للباحثين الآخرين.
فلا يقوم باقتباس أي عمل أو نص من نصوصهم بشكل مباشر (حرفي) أو غير مباشر (عبر إعادة الصياغة)، إلا مع توثيق هذه الأعمال وتوضيح اسم المؤلف والناشر وتاريخ النشر.
-
من اخلاقيات الكتابة الأكاديمية التجرد عن اية مواقف خاصة أو أحكام مسبقة، وأن لا يجعل الباحث العلمي علاقاته الشخصية تؤثر على رؤيته سلبياً أو إيجابياً.
-
القراءة الواسعة من أهم صفات الباحث العلمي المميز، فهو يعمل على توسيع ثقافته بمجاله العلمي وجميع المجالات المرتبطة به، وبكل ما يحسن من قدرته على البحث والكتابة العلمية، حيث يتميز الكاتب الأكاديمي بامتلاكه قاعدة ثقافية مميزة.
-
يعتبر العمل الاكاديمي من ابرز الأعمال التي تحتاج الى بذل الكثير من الجهد وقضاء وقت كبير بالعمل البحثي، وهو ما يستلزم أن يحمل الباحث العلمي صفات التحمل والصبر والدقة والتنظيم وعدم الاستعجال.
فهذا كله يساعد على نجاح العمل الأكاديمي، وبالخصوص عندما يحب الباحث العلمي موضوع عمله، لأنه سيبذل في سبيل نجاحه جميع الجهود المطلوبة، ولن يستعجل ويتسرع بشكل يضر بعمله العلمي.
-
إن اللغة القوية واستخدام الكلمات في مكانها الصحيح، والترابط في العبارات والجمل والفقرات، من مميزات الباحث الجيد، وهو ما يستلزم منه امتلاك اللغة الصحيحة القادرة على جذب القراء للاطلاع على البحث العلمي.
المهارات اللغوية:
للكتابة الاكاديمية العديد من المواصفات التي تستلزم من الباحث العلمي او الطالب امتلاك المهارات اللغوية الأساسية التي تساعد على الكتابة الاكاديمية والتي يمكن اختصارها بما يلي:
-
مهارة التكلم وهي مهارة تساعد الباحث العلمي في الاقناع عند عرض دراسته على الآخرين، وتعتمد مهارة التحدث على استخدام الأوتار الصوتية والحلق واللسان، فهي تحتاج الى سلامة بالنطق والى أن تكون مخارج الحروف سليمة.
وبالتالي يمكن ربط هذه المهارة بكل ما يرتبط بالكلام والحديث او بالصوت.
-
مهارة الاستماع وهي مهارة تستند الى حاسة السمع، فالمهارة هذه تستند الى التلقي والادراك.
-
مهارة الكتابة وهي اهم المهارات المرتبطة بموضوع هذا المقال، بحيث يحتاج الباحث العلمي الى أن يحسن استخدام الكلمات والعبارات والأرقام.
-
مهارة القراءة وهي التي تسمح للشخص القراءة عبر النظر (أو عبر اللمس للكلمات النافرة للكفيف)، وذلك للكلمات والعبارات التي تمت كتابته عبر مهارة الكتابة.
ومن أهم التقنيات اللغوية التي ينبغي الحرص عليها يمكن ان نذكر:
-
استخدام المفردات والكلمات والالفاظ بالشكل الصحيح.
-
الاستخدام السليم للجمل وتركيبها بشكل مناسب.
-
التأكد من دلالة المعاني وسلامتها.
-
صياغة العناوين والفقرات بشكل قوي.
-
استخدام ادوات الربط بشكل مثالي.
-
بناء الفقرات والنصوص بشكل صحيح.
-
استخدام المصطلحات والمفاهيم وصياغتها بالشكل الصحيح.
-
صياغة الفرضيات البحثية او أسئلة البحث أو أهدافه بالشكل السليم.
-
سلامة الكتابة إملائياً ونحوياً ولغوياً، وتنقيط وتشكيل الاحرف التي تحتاج الى ذلك لتوضح المعنى.
-
استخدام الرموز والأرقام والإيضاحات بالشكل الصحيح والمناسب.
-
الاستخدام الصحيح لمختلف علامات الترقيم.
وبذلك نكون قد اطلعنا على مختلف المهارات اللغوية، وعلى تعريف الكتابة الأكاديمية والأخلاقيات المتبعة فيها، بالإضافة الى الاطلاع على أهم خصائص الكتابة الأكاديمية، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المفيدة بالنسبة لكم.
المصادر:
اشتراطات الكتابة الأكاديمية السليمة، 2021، أكاديمية الوفاق
مفهوم الكتابة الأكاديمية وخصائصها، 2021، الكتابة الأكاديمية
أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، كلية الآداب في جامعة الملك سعود
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات