دعوة للنشر في مجلة محكمة

قد يتلقى العديد من الطلاب أو الباحثين العلميين دعوة للنشر في مجلة محكمة، وذلك عبر رسالة تصل الى بريدهم الإلكتروني.

حيث تتضمن الرسالة دعوة للباحث أن يقدم أبحاثه أو أوراقه العلمية أو الرسائل العلمية التي قام بإعدادها الى المجلة العلمية، لتحكيمها ونشرها عبر أحد الأعداد الدورية للمجلة.

ولكن ما قد يتساءل عنه الطلاب هل هذه الدعوة المقدمة إليهم تعود الى إحدى المجلات العلمية المحكمة الموثوقة، أم أنها من المجلات الغير موثوقة التي يكون هدفها الأساسي الحصول على مبالغ مالية دون تحقيق أي فائدة للباحث، أو للعلم، أو للمجتمع.

وهنا على الباحث العلمي أو الطالب أن يتأكد من أن دعوة للنشر من مجلة محكمة موثوقة، وهو قادر على ذلك من خلال عدة أمور من أبسطها محتوى الرسالة التي وصلت إليه، وهل صياغتها سليمة أم أنها تحتوي على أخطاء لا يمكن أن تصدر عن مجلة ذات قيمة.

ومن الأمور الأخرى التي يجب التأكد منها اختصاص المجلة، وهل هو نفس تخصص الباحث العلمي، وما هو تصنيفها في قواعد البيانات الدولية الخاصة بالمجلات العلمية المحكمة.

أسباب قبول دعوة للنشر في مجلة محكمة:

تتعدد الأسباب التي قد تدفع الباحث العلمي للسعي الى نشر بحوثه العلمية، وفي نفس الوقت لقبول دعوة للنشر في مجلة محكمة، ومن أبرز هذه الأسباب نذكر:

1. إن السبب المعنوي بالشهرة وتسجيل اسم الباحث الى جانب أهم العلماء والباحثين العلميين من أهم دوافع النشر في المجلات العلمية المحكمة.

2. إن الترقية الوظيفية وخصوصاً في الجامعات والمؤسسات العلمية من الدوافع الهامة لنشر البحث في المجلة العلمية المحكمة.

3. يساهم النشر في إحدى المجلات المعتمدة في قبول الطالب في إحدى مراحل الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه، حيث تمنح معظم الجامعات العالمية الباحث الذي نشر بحثه في مجلة علمية محكمة معتمدة لديها أولوية عند توزيعها لمقاعد الدراسات العليا.

4. إن الكثير من الطلاب والباحثين العلميين يجهلون المجلات المعتمدة المهتمة بالمحتوى المعد من قبلهم، وبالخصوص مع المعدلات العالية جداً لرفض النشر من قبل الكثير من المجلات المحكمة، وبالخصوص المشهورة منها.

وبالتالي فإن توجيه دعوة للنشر في مجلة محكمة، يمكن اعتباره تودد من الباحثين المحتملين، وأسلوب لإزالة الحواجز معهم.

كيفية إرسال دعوة للنشر في مجلة محكمة:

هناك العديد من المجلات العلمية المحكمة التي ترسل دعوات للنشر عبر البريد الإلكتروني الى مجموعة واسعة من الباحثين المحتملين، تطلب من خلالها بحوث علمية تنتمي الى مواضيع أو مجالات وتخصصات علمية معينة.

ومع نمو هذه الدعوات يصل للعديد من الطلاب والباحثين العلميين طلبات كثيرة من الناشرين والمجلات التي تطلب تقديم أبحاث إليها.

وفي معظم الأحيان تكون دعوات النشر مكتوبة بأسلوب مميز وجذاب، يتضمن معلومات تشير الى المكانة العالية للباحث الذي تتم دعوته، مع ذكر ما يمكن أن يتم تحقيقه من فوائد جراء عملية النشر.

ولكن بنفس الوقت هناك العديد من الدعوات التي تشكّل عامل إزعاج لمن تصله الدعوة، وبالخصوص مع أسلوب صياغتها المطول والممل.

ولكن ما يجهله الباحثون العلميون أن العديد من المجلات العلمية المحكمة التي ترسل دعوة للنشر في مجلة محكمة، هي مجلات غير موثوقة أو ليست ذات تصنيف عالي، ولا تضيف قيمة أو تحقق فوائد النشر المنتظرة.

ولكن المشكلة أن الطالب أو الباحث العلمي في بداية مسيرته العلمية لا يمتلك في الكثير من الحالات الوعي أو الخبرة، التي تسمح له باكتشاف أنه برغم دعوات النشر من قبل هذه المجلات العلمية المحكمة، إلا أن قبول النشر يبقى لنسبة قليلة من الابحاث المقدمة.

كما أن انتشار ظاهرة دعوات النشر بشكل كثيف في الفترة الأخيرة، يعود الى وجود الكثير من المجلات الانتحالية غير الموثوقة، والتي لا تلتزم بالعمل  والنشر العلمي الأكاديمي، بل هدفها الأساسي هو تحقيق الأرباح المالية فقط.

ضرورة الانتباه من دعوات النشر في مجلة محكمة:

إن المجلات العلمية المحكمة ترسل عادةً دعوات النشر الى الطلاب الأكثر تفوقاً في تخصصهم العلمي.

علماً أن المجلات الموثوقة تطلب عادةً من الطلاب والباحثين من خلال دعوات النشر إرسال ملخص عن البحث وليس البحث بشكل كامل.

فمثل هذه المجلات اذا كانت ذات تصنيف عالي فإن العمل الذي يقع على كادرها يكون كبير للغاية، وأفراد الكادر لا يمتلكون الوقت الكافي لقراءة كامل البحث العلمي، واكتشاف إن كان قوي ويمتلك مؤهلات النشر، أو ضعيف ولا يستحق النشر.

ولذلك تكون دعوة للنشر في مجلة محكمة مقتصرة على طلب إرسال ملخص عن البحث العلمي، وليس إرساله بشكل كامل.

وبالتالي فإن وصلت للطالب أو الباحث العلمي دعوات للنشر تتضمن إرسال كامل الدراسة العلمية مهما كان نوعها أو تخصصها، فإن ذلك مؤشر قوي على أن المجلة التي أرسلت الدعوة من المجلات الغير موثوقة التي تسعى لتحقيق أرباح مالية فقط.

وفي إحدى الدراسات التي أجريت عن دعوات النشر في المجلات المحكمة أظهرت النتائج أن ما يتجاوز ال70% من هذه الدعوات تأتي من مجلات انتحالية مشبوهة، تسعى لتحقيق الربح المالي فقط.

مؤشرات على دعوات النشر المشبوهة:

هناك العديد من المؤشرات التي تجعل دعوة للنشر في مجلة محكمة من الدعوات المشبوهة الواجب الحذر منها، ومن انها إحدى المجلات الانتحالية ذات الأهداف البعيدة عن العمل العلمي الأخلاقي، فما هي أهم هذه المؤشرات:

• إن دعوات النشر المشبوهة المرسلة على البريد الإلكتروني للطالب أو الباحث العلمي تشمل بنسبة تتراوح بين 58% و60% منها خيار ورابط لإلغاء الاشتراك.

• هناك ما يقارب نصف عدد دعوات النشر المرسلة عبر البريد الإلكتروني تنص على أن البريد الإلكتروني هو ليس بريد عشوائي.

• معظم هذه الدعوات الخاصة بنشر الدراسات في المجلات العلمية المحكمة تنص على رسالة فيها مبالغة كبيرة بالترحيب بالباحث العلمي المطلوب دعوته للنشر.

كيفية قبول دعوة للنشر في مجلة محكمة:

بعد ان يتأكد الطالب أو الباحث العلمي من موثوقية دعوة للنشر في مجلة محكمة، يتجه الى تقييم البحث العلمي الذي قام أو يقوم بإعداده وكتابته، وبأنه ملتزم بجميع عناصر وشروط كتابة البحث العلمي القابل للنشر.

بعد ذلك يتجه الباحث العلمي الى إبلاغ المحرر في المجلات العلمية المحكمة بتفضيله، ويعمل على التأكد من أن الدراسة قادرة على تجاوز مرحلة التحكيم في المجلة العلمية المحكمة.

وفي حال كان البحث العلمي المطلوب من الباحث خارج عن تخصص الباحث فعليه رفض المراجعة ودعوة النشر، كما انه إذا وجد أنه غير قادر على توفير البحث العلمي خلال الفترة الزمنية المسموح بها لقبول البحث فعليه كذلك رفض الدعوة.

وبذلك نكون قد تعرفنا على أهم المعلومات عن الاسباب التي قد تدفع الباحث او الطالب العلمي لقبول دعوات النشر في المجلات العلمية المحكمة، وما هي الوسائل التي تعتمدها هذه المجلات لإرسال دعوات النشر.

 كما اننا نوهنا الى ضرورة الانتباه والتأكد من أن الدعوة موجهة من إحدى المجلات العلمية الموثوقة، وعرضنا المؤشرات التي قد تدل على ان دعوة النشر موجهة من إحدى المجلات المشبوهة، بالإضافة الى التعرف على كيفية قبول دعوة للنشر في مجلة محكمة.

 

 

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا