مقدمة رسالة ماجستير
مقدمة رسالة ماجستير
قبل التَّطرُّق إلى طريقة كتابة مقدمة رسالة ماجستير سوف نتعرَّف على طبيعة البحث العلمي وأهمِّيته، وذلك على اعتبار أن رسالة الماجستير أحد أنواع مناهج البحث العلمي، وفي نهاية المقال سوف نُوضِّح أمرًا لم يتطرَّق إليه كثيرون على الرغم من أهميته الكُبرى، حيث إن معظم خبراء الأبحاث العلمية فنَّدوا طريقة كتابة البحث العلمي وموضوعه وأهدافه والاستنتاجات والمراجع، إلا أنهم أغفلوا جانبًا على درجة كبيرة من الأهمية، وهو النصائح التي يجب أن يتبعها مقدم رسالة الماجستير قبل وأثناء عملية مناقشة الرسالة العلمية، وهو ما سوف نُفصِّله بعد التَّعرُّف على كتابة مقدمة الرسالة، من أجل أن يتعايش مقدمو رسائل الماجستير مع جميع الخطوات المتعلقة بذلك الأمر؛ حتى تمام الحصول على الدرجة العلمية بفضل الله.
طبيعة البحث العلمي وأهميته:
- طبيعة البحث العلمي
البحث العلمي عبارة عن: "ما يقوم به أحد المتخصصين، أو ما يُعرف باسم الباحث العلمي، من خطوات؛ من أجل إثبات صحة أو نفي إحدى الفرضيات أو النظريات"، وتُعتبر رسالة الماجستير أحد أنواع البحوث العلمية التي يقوم بتقديمها الباحث؛ من أجل الحصول على درجة الماجستير العلمية.
- أهمية البحث العلمي
تتمثَّل أهمية البحث العلمي في الحاجة إلى الأبحاث والدراسات العلمية، التي تزداد يومًا بعد يوم، والجميع في سباق محموم؛ من أجل الحصول على القدر الأكبر من المعارف المستمدة من العلوم، والتي تُساهم في تحقيق الرفاهية، والراحة لبني البشر، وجميع سبل التقدم للآخرين، وبالتالي أصبح البحث العلمي هو الوسيلة الأساسية من أجل تقدم المعارف؛ لتوفير الظروف المثالية للإنسان.
وتُعتبر مناهج البحث العلمي من الأمور المهمة في جميع حقول المعرفة، لذا ينبغي على الباحث العلمي الإلمام بتلك المناهج والقواعد المرتبطة بها، والتي تتمثَّل في تحديد قضية البحث ووصفها من الناحية الإجرائية، وبعد ذلك اختيار المنهجية المحددة؛ من أجل جمع المعلومات المتعلقة بذلك، ومن ثَمَّ تحليل تلك البيانات، والحصول على النتائج ومن ثَمَّ استخلاص الحلول الإيجابية للمشكلة موضوع البحث.
تعريف رسالة الماجستير
رسالة الماجستير يمكن تعريفها بأنها: "الوثيقة العلمية المكتوبة التي يقدمها الباحث؛ من أجل الحصول على إحدى الدرجات العلمية العالية؛ عن طريق إحدى الهيئات أو الجامعات".
وتتنوَّع رسائل الماجستير من خلال عديد من الأنماط، مثل:
· نظام الماجستير التدريسي، وهو من أشهر أنظمة الماجستير، وتلك النوعية تتمثَّل في الدراسات النظرية والفلسفية، وتعتمد تلك الدراسات على الميدان العملي، والدراسات المقارنة، والمداخل التطبيقية.
· نظام الماجستير البحثي، وتلك النوعية تتمثَّل في المجالات المرتبطة بالاختراعات والابتكارات، في ميدان نظم المعلومات والإلكترونيات، والهدف من ذلك هو عملية التطوير العلمي.
· نظام الماجستير البحثي الدراسي، وهو يجمع بين سمات النوعين السابقين، من حيث الدراسات النظرية والفلسفية، وكذلك التطبيقات العملية، وتتمثَّل تلك النوعية في أبحاث المحاسبة، والإدارة التنفيذية، وإدارة الأعمال، واقتصاديات السوق، وغير ذلك.
مقدمة رسالة ماجستير
المقدمة عبارة عن مُختصر ما يتم تقديمه من بحث علمي؛ من أجل توصيل فكرة الموضوع بشكل عام إلى المُتلقِّين، ويُشترط في المقدمة عدم الإطالة؛ حيث إن الهدف منها توضيح فكرة المشكلة أو الظاهرة أو القضية موضوع منهج البحث العلمي؛ من أجل ترك انطباع أوَّلي لدى المستمع أو القارئ أو المشرف، وينبغي أن تكون بأسلوب بليغ مُنمَّق لتحفيز القارئ وشدِّ انتباهه، ومن الممكن إضافة عنصر التشويق إلى المقدمة، ويجب أن تكون لغتها موجزة؛ حتى لا تظهر بشكل غير مفهوم، وفي بداية رسالة الماجستير ينبغي أن تتضمَّن الصفحة الأولى المقدمة، والتي تتم كتابتها في عدَّة أسطر، ويتم من خلالها التمهيد للدراسة أو البحث المُزمع تقديمه، والعيِّنة بيِّنةٌ في ذلك الأمر؛ لذا ينبغي إظهار القدرة على البحث والاستنتاج وتنظيم مجريات الأحداث التي مرَّ بها الباحث خلال كتابة الرسالة، مع بيان القدرة على الملاحظة ورصد النتائج، وممَّا سبق يتَّضح أنه من دون مقدمة رسالة ماجستير جيِّدة، لن ينجح البحث العلمي برُمَّته.
ملخص للخطوط العريضة لكتابة مقدمة رسالة الماجستير
· ينبغي أن تتَّسم مقدمة رسالة ماجستير بالتميُّز والابتكار عن غيرها من الرسائل، فالنمطية في الأداء بداية الفشل، والابتكار هو طريق الحصول على المرتبة والدرجة المأمولة.
· الاستعانة بالعبارات التي يمكن من خلالها جذب القارئ، وعن طريق ذلك يتم شرح الموضوع بأسلوب مُبسَّط، ويجب أن تكون طريقة الكتابة نابعة من القلب؛ حتى يستشعر المستمع أو القارئ بالراحة، فلا يضجر ويبتعد عن الموضوع المطروح.
· من المُفضَّل أن يستعين الباحث في مقدمة رسالة الماجستير بالآيات القرآنية التي تزيد من الجو الروحاني، وتضفي الخشوع لدى المستمعين، ومن شأن ذلك أن يُبيِّن كاتب الرسالة للمشرفين والمناقشين أن منهج البحث العلمي المقدم يستند إلى الحقائق الدينية والعلمية، وأيضًا من الممكن أن يستعين مقدم رسالة الماجستير بالأبيات الشعرية التي تتَّصل بسياق البحث، وكذا الأقاويل المشهورة التي تُثري منهج البحث العلمي.
بعض النصائح والإرشادات لمقدم رسالة الماجستير
بعد قيام الباحث العلمي بتقديم رسالة الماجستير، يتم تحديد الموعد الخاص بمناقشة الرسالة، وعند ذلك تقوم الهيئة المنوط بها الأمر في طرح عديد من الأسئلة على الباحث، وتدور حول منهج البحث العلمي المقدم، والهدف من عملية مناقشة الرسالة هو اختبار مدى معرفة وفهم الباحث للرسالة المقدمة، ومدى إثراء الرسالة للمعرفة بموجه عام.
- قبل مناقشة رسالة الماجستير
· من الممكن الحصول على بعض التوجيهات والمقترحات من المشرف على رسالة الماجستير، نظرًا للخبرات التي يتمتَّع بها في مناهج البحث العلمي والرسائل؛ لقيامة بحضور مثل هذه المناقشات، ومعرفته بالتفاصيل الدقيقة لإدارة مثل هذه المناقشات، ومن النصائح المهمة إمكانية تجهيز الباحث لملخص للرسالة في خمس دقائق، وفي الغالب لا يكون ذلك الأمر موضع درجات أثناء المناقشة، وإنما هو مجرد طرح لطبيعة البحث العلمي المقدم للمناقشة، بالإضافة إلى إمكانية عرض لطريقة جمع المعلومات والبيانات والنتائج، والأسلوب المُتَّبع.
· هدوء الأعصاب من الأمور المهمة، وينبغي على مقدم رسالة الماجستير أن يكون واثقًا من نفسه ومُتوكِّلًا على الله.
· ينبغي القيام بمراجعة جميع الأجزاء المتعلقة بمنهج البحث العلمي المقدم في الرسالة أكثر من مرَّة، ولا يعني الأمر حفظ ما هو مكتوب، فالمناقشة ليست اختبارًا تحريريًّا نمطيًّا، وإنما هي عبارة عن أسئلة للتعرُّف على مدى فهم الباحث، وعملية مراجعة الرسالة المقصود بها معرفة الأهداف من الرسالة.
· ينبغي أن يقوم الباحث العلمي بطباعة الرسالة بأكثر من نسخة، ومنها نسخة خاصة به، يُمكنه العودة إليها أثناء تفصيل بعض الجزئيات أثناء عملية المناقشة وتبرير وجهة نظره في تلك الجزئيات، وذلك الأمر مهم؛ لأنه في كثير من الأحيان يُطلب من الباحث القيام بفتح إحدى الصفحات للإجابة عن سؤال ما.
رسم سيناريو للأسئلة المتوقعة أثناء مناقشة رسالة الماجستير
تختلف الأسئلة التي يتم طرحها من قبل مجموعة المناقشين وفقًا لمنهج البحث العلمي المقدم، لذلك لا يمكن التنبُّؤ بما يتم طرحه من أسئلة، كذلك تتنوَّع الأسئلة وفقًا لوجهات نظر فريق المناقشة، فهناك البعض منهم ممَّن يرون بعض الأمور صحيحة، ولا تتطلَّب المناقشة العلمية، والبعض الآخر يريدون مزيدًا من الاستيضاح لبعض النقاط التي يرونها من وجهة نظره غير واضحة، لذا فمن الأفضل أن يعتبر مقدم رسالة الماجستير جميع الأجزاء الخاصة بالرسالة قابلة للمناقشة, ومع ذلك يمكن التركيز على بعض الأجزاء التي من المُتوقَّع أن يسأل فيها فريق المناقشة.
ومن أمثلة الأسئلة المُتوقَّعة، والتي ينصح خبراء الماجستير بأخذها في الاعتبار:
· ما طبيعة الإستراتيجية الخاصة بمنهج البحث العلمي المُتَّبع؟
· ما أسلوب جمع المعلومات والبيانات الذي تم استخدامه من جانب مقدم رسالة الماجستير؟
· ما طريقة الاختيار التي تمَّت بالنسبة لعيِّنة البحث؟
· ما الطريقة المتعلقة بالأسئلة الخاصة بالاستبيانات في حالة وجود استبيان؟
· ما المُعوِّقات التي واجهت الباحث العلمي أثناء تنفيذ خطوات الرسالة؟
· ما الطرق التي اتَّبعها الباحث من أجل الإقلال من نسبة التحيُّز في حالة وجوده؟
· ما النتائج المُترتِّبة على القيام بـ...... في الجزئية......؟
· هل يوجد أي اكتشاف جديد بالنسبة لموضوع رسالة الماجستير؟
· ما الأمور المكتسبة التي تعلَّمتها منذ بدء تنفيذ رسالة الماجستير؟
· هل هناك أجزاء إضافية كنت ترغب في إضافتها في حالة توافر مزيد من الوقت.
· في حالة القيام بإجراء تلك الدراسة مرَّة أخرى، هل هناك أي خطوات أو تحسينات سوف تقوم بها من أجل التوصل إلى نتائج أفضل؟
- صباح يوم مناقشة رسالة الماجستير
ينبغي على مقدم رسالة الماجستير أن يستيقظ مبكرًا، ثم تناول الإفطار، ومن المُفضَّل تناول ملعقتين من عسل النحل بعد تناول وجبة الإفطار؛ لزيادة نسبة التركيز، وينبغي عدم الإكثار في الطعام، حتى لا يُصاب الفرد بالوخم والنُّعاس، ومن المهم التوجُّه إلى مقر المناقشة قبل الموعد بفترة، حيث إن ذلك من شأنه أن يُساعد الباحث العلمي في التَّعرُّف على القاعة وموقع المشرفين، ومن المهم أن يبقى الباحث في القاعة قبل بدء المناقشة بمُدَّة، حيث يُساهم ذلك في إزالة الرَّهبة لدى مقدم رسالة الماجستير، ويجب عدم نسيان نسخة الرسالة الخاصة بالباحث، وعدم نسيان عدَّة أقلام وأوراق جانبية، وقبل الدخول لقاعة المناقشة ينبغي ذكر الأذكار الدينية؛ لتسهيل الأمور، وأن يُسمِّي الله ويتوكَّل عليه.
- أثناء مناقشة رسالة الماجسـتير
· يجب أن يتَّسم الباحث العلمي بالبشاشة عند مناقشة منهج البحث العلمي المقدم، والمُتمثِّل في رسالة الماجستير، حيث إن ذلك الأمر يُعطي انطباعًا أوَّليًّا لدى المناقشين، ويُظهر لهم ثقة الباحث بنفسه.
· ينبغي التركيز بشكل جيِّد في الأسئلة المطروحة من قبل المناقشين حول منهج البحث العلمي المقدم، وفي حالة عدم فهم أحد الأسئلة من الممكن طلب طرح السؤال مرَّةً أخرى من أجل تفهُّمه جيِّدًا.
· عند الإجابة عن الأسئلة لا بُدَّ أن تكون بشكل واضح ودقيق وصحيح، ويجب البُعد عن الإجابات التي ليس لها أي علاقة بالسؤال المطروح من قبل المناقشين.
· دافع عن وجهة نظرك من خلال الحُجَّة العلمية مع تقبُّل آراء المناقشين، فالأمر عبارة عن حلقة من المناقشة العلمية؛ فلا ينبغي القبول بشكل تام أو الرفض بشكل تام، وفي حالة وجود بعض الاتِّجاهات الخاصة بك، والتي لا يعرفها المناقشون فلا بُدَّ من توضيح الأمر.
· ينبغي أن تكون الإجابة ببُطءٍ، ودون تسرُّع حتى تستطيع ترتيب الأفكار، وفي حالة وجود أحد الآراء المُخالفة من جانب المناقشين، فلا بُدَّ من توضيح وجهة النظر بطريقة علمية.
· الاعتراف من الأمور المُحبَّبة في مناهج البحث العلمي، وفي حالة اكتشافك أيَّ قصور في منهج البحث العلمي المقدم، فلا بُدَّ من الاعتراف بذلك.
· لا تجعل من المناقشة حلقة من التحدِّي، في حالة أن يكون أحد أعضاء المناقشين مُخالفًا ومُعارضًا بشكل كامل، وذلك على الرغم من إجابتك الصحيحة الواضحة، فحاول أن تكون لبقًا، وتخطَّ الأمر ببساطة، فما هو إلا عضو، وأنماط البشر مختلفة، فمنهم السَّلس، ومنهم ما دون ذلك.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات