رسائل الماجستير
رسائل الماجستير
تُعتبر درجة الماجستير من أبرز المراتب العلمية التي يُمكن أن يتحصَّل عليها الباحث العلمي، وتشترط بعض الدول الحصول على درجة البكالوريوس أو الليسانس بدرجة جيد جدًّا، قبل التقدُّم لدراسات الماجستير، والتي تتطلب مدة معينة من الدراسة، وبعد ذلك يقوم الباحث بتقديم رسالة الماجستير التي تتضمن عرضًا لمشكلة معينة أو ظاهرة، والعمل على إثبات صحتها أو نفيها؛ من خلال البراهين والأدلة التي تحقق ذلك، بما يعود في النهاية بالفائدة على المجتمع بوجه عام، ومن ثم دفع عجلة التطوُّر في التخصص الذي يقدمه الباحث بوجه خاص.
تعريف رسائل الماجستير:
- يمكن تعريف رسائل الماجستير بأنها: "أحد أنماط رسائل البحث العلمي المهمة، والتي ينطوي عليها الحصول على درجة الماجستير، وهي فرع من فروع الدراسات العُليا، ويكون ذلك بعد شهادة البكالوريوس أو الليسانس وفقًا للنموذج المتبع في الدول، والذي يختلف من دولة لأخرى".
- وعرف البعض رسائل الماجستير بأنها: "إحدى الوثائق العلمية المكتوبة، وفقًا لاشتراطات معينة تحددها الجهة المنوط بها مناقشة الرسالة، والهدف من ذلك هو حصول الباحث على إحدى الدرجات العلمية التي يصطلح عليها باسم (ماجستير)".
- وعرَّفها آخرون بأنها: "إحدى الدراسات التخصصية في مجال معين، ويَشرع فيها الباحث بوضع خطة للبحث العلمي، وتكون مرجعيته في ذلك المصادر والوثائق والدراسات السابقة، وفي الغالب تكون مدتها عامين، وبعد ذلك يتحصَّل الباحث على درجة الماجستير، بعد اجتيازه لمرحلة التقويم الأكاديمي من جانب اللجنة المشرفة".
ما أنواع الماجستير؟
يوجد عديد من تصنيفات الماجستير، غير أن أشهر تلك التصنيفات ما يلي:
- الماجستير الأكاديمي: ويعتمد الماجستير الأكاديمي على دراسة المواد العلمية ذات الطابع الفكري والنظري والفلسفي، وفي العادة تتطلب الدراسة ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام من حيث التفرغ الدراسي؛ من أجل الحصول على الدرجة العلمية المتعلقة بالماجستير الأكاديمي، وبعد ذلك يستكمل الطالب الدراسات العُليا؛ للحصول على درجة الدكتوراه فيما بعد من خلال تقديم الأطروحة في مجال محدد، وبذلك يتابع الطالب الميدان البحث العلمي ولا يتوقف.
- الماجستير المــهني: والمقصود بمفهوم الماجستير المهني الانخراط في مجال دراسي معين؛ من أجل الحصول على درجة الماجستير في نموذج مهني متخصص بالنسبة للباحثين الذين لا يريدون متابعة الدراسة فيما بعد للحصول على درجة الدكتوراه، ولا يرغبون في العمل كباحثين أو أكاديميين في إحدى الجامعات أو الجهات العلمية في المستقبل، ويرمز للماجستير المهني بحروف معينة مثل: ماجستير التعليم MSC، وماجستير إدارة الأعمال MAB، وماجستير الهندسة MENG، وفي الغالب تكون مدة الدراسة بالنسبة للماجستير المهني عامين، ويقوم الباحث من خلال ذلك بحضور المحاضرات الدراسية، ويتبع ذلك تقديم الرسالة كمشروع للتخرج، ويتم تقييمها من جانب المشرفين.
أبرز الأهداف المتعلقة برسالة الماجستير:
- ينطوي على تقديم رسالة الماجستير التي تتبنَّى مشكلة علمية معينة، الحصول على الدرجة العلمية المرموقة بعد مناقشتها وتقييمها من جانب المتخصصين، وذلك يساهم في حصول الباحث على مكانة أكاديمية في المعاهد أو الجامعات، كذلك يتحصل الباحث العلمي على الترقيات والعلاوات، وفقًا للقوانين واللوائح المتبعة في هذا الشأن.
- من بين أهداف رسالة الماجستير اكتشاف الشخص صفاته الذاتية، من خلال التعرف على مدى قدرته على الانخراط في العمل الجماعي، وكذا درجة تقبله للإرشادات والنصائح من جانب مشرفي الرسالة، وتفيد رسائل الماجستير في تطوير أساليب القراءة والاطلاع الخاصة بالباحث العلمي.
- نقد الوسط المحيط بالباحث العلمي؛ لإرساء دعائم المعرفة العلمية وبناء الأفكار الجديدة، ولا يعني ذلك التقليل من الغير، وإنما توضيح أمور لم تكن مفهومة من قبل؛ عن طريق تنقيح الأفكار المتوارثة وبعض الظواهر المنتشرة.
- من الممكن أن تساعد رسالة الماجستير في توضيح العلاقة فيما بين نظرتين، والآثار المترتبة على ذلك.
- اكتساب المزيد من الخبرات عن طريق التفكير والبحث عن البيانات والمعلومات التي تتطلبها الرسالة المراد تنفيذها.
- الإثراء العلمي لبعض الحقائق العلمية المعروفة؛ من خلال إضافة مفاهيم جديدة تحمل في طياتها الأدلة الدامغة في صيغ جديدة.
- إعداد رسائل الماجستير يساهم في فتح آفاق جديدة للعمل بالنسبة للباحث العلى؛ نظرًا لاكتسابه كثيرًا من المهارات في مجال تخصصه عن طريق المعلومات التي يكتسبها الباحث العلمي خلال مراحل تنفيذ الرسالة، سواء من المتخصصين أو المرشدين أو الأبحاث السابقة.
- صعوبة المواقف التي يواجهها الباحث العلمي أثناء إعداد لرسالة الماجستير، تساهم في اكتسابه للعديد من الصفات الحميدة مثل الصبر والجَلَد.
طريقة التحضير لرسائل الماجستير:
المرحلة التمهيدية:
وفي تلك المرحلة يجب على الباحث العلمي تحقيق كل الشروط الجامعية التي تتطلبها رسالة الماجستير، وتحدد الكليات الجامعية طبيعة المواد التي يدرسها طلاب الماجستير، وبعد ذلك يمكن تحضير منهج الرسالة، وهناك عدد من الكليات أو المعاهد التي تشترط تخصص الطالب في بعض اللغات، أو الإلمام ببعض تطبيقات الحاسب الآلي وفقًا لنوعية الدراسة، وذلك قبل القيام بتسجيل الرسالة.
مرحلة تنفيذ الرسالة:
- تتمثل البداية في تحديد فرضية أو مشكلة البحث العلمي، ودراستها بشكل أعمق من خلال التساؤلات التي يطرحها الباحث في فرع معين من العلوم.
- بعد القيام بتحديد الفرضية التي يرغب الباحث في دراستها، يأتي دور الإشراف في مساعدة الباحث العلمي في تحديد عنوان رسالة الماجستير، وبعد ذلك وضع بنود خطة الرسالة، والتي تتضمن المقدمة والأقسام والأبواب, وأعمال الحصر الميداني مثل العينات والاستبيانات والمقابلات، ولخطة البحث العملي أهمية كبيرة؛ نظرًا لأنها تمثل دليل طالب الماجستير، حتى لا يقع في أي أخطاء منهجية أو فنية تخرجه عن السياق الأساسي.
- بعد إتمام خطة البحث والحصول على موافقة المشرف العام على رسالة الماجستير، يقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات عن مادة البحث من المصادر والمراجع والأبحاث السابقة.. إلخ.
- في النهاية يقوم الباحث بفرز وتحليل كل المعلومات والبيانات التي تحصل عليها، ومن ثم كتابة رسالة الماجستير، وفقًا للطرق المنهجية والعلمية والشكلية المتعلقة بالبحث.
شروط الالتحاق بدراسة الماجستير:
تختلف شروط الالتحاق بدراسات الماجستير فيما بين الجامعات، وكذلك تختلف من دولة لأخرى، غير أنها تشترك جميعها في بعض الشروط كما يلي:
- يجب على طالب الماجستير أن يكون حاصلًا على إحدى الشهادات الجامعية، مثل البكالوريوس أو الليسانس وبتقدير مرتفع؛ من أجل السماح له باستكمال الدراسة.
- ينبغي على الباحث العلمي الذي يرغب في الحصول على درجة الماجستير الالتحاق بإحدى الجامعات، ويلتزم الطالب بساعات دراسة معينة من خلال المحاضرات المقامة في هذا الشأن، ويجب عليه الاطلاع بشكل دائم على المراجع والمصادر؛ من خلال المكتبات الجامعية، أو عن طريق شبكة الإنترنت.. إلى ما غير ذلك.
- في نهاية المدة الدراسية لطالب الماجستير يقوم بإعداد الرسالة التي على أثرها يحصل على الدرجة العلمية، وفقًا للتقييم الذي يتم منحه إياه من جانب المشرفين بعد مناقشة رسالة الماجستير، وأثناء فترة التحضير للرسالة يقوم بالتواصل بشكل دائم مع الدكتور الذي يشرف على الرسالة، واطلاعه على التفاصيل الخاصة بما يتم تنفيذه أولًا بأوَّل مع مناقشته في حالة تعثر الباحث في أي مرحلة من مراحل إعداد الرسالة؛ لاستخلاص الخبرات والمعرفة منه بما يفيد البحث العلمي المقدم.
ما أوجه التشابه والاختلاف بين رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراه؟
أوجه التشابه بين رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراه:
- يحق الالتحاق بلجنة مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه لكل من تحصَّل على درجة الدكتوراه العلمية من إحدى الجامعات المعترف بها، وقام بإصدار الأبحاث الدقيقة في مجال معين، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية العلمية.
- في كل من رسالتي الدكتوراه والماجستير يتم تقديم عدد متفق عليه من النسخ الخاصة بالرسالة، بالإضافة إلى نسخة للموقع الإلكتروني لمكتبة الجامعة، كما يتم نشرهما كمراجع في مكتبة الدولة.
- يلتزم الباحث العلمي في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، وفقًا للنظام المتبع في الجامعة التي يتبعها الباحث، من حيث نوع وحجم الخط، وطريقة الطباعة.
- ينبغي خلو رسائل الماجستير والدكتوراه من الأخطاء اللغوية والنحوية، واتباع الأسس السليمة في علامات الترقيم.
- اتباع المنهج العلمي الصحيح في توثيق المراجع العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه، وفقًا لمتطلبات البحث.
أوجه الاختلاف بين رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراه:
من حيث المرتبة العلمية:
تُعدُّ درجة الدكتوراه التي يتحصَّل عليها الباحث العلمي، بعد تقديم رسالة الدكتوراه، ومن ثم مناقشتها وتقييمها، أعلى الدرجات العلمية، وتأتي درجة الماجستير في مرتبة لاحقة.
من حيث طبيعة كلًا منهما:
رسالة الماجستير عبارة عند دورة مكثفة في منهج البحث العلمي، ويمكن أن نُعرفها بأنه المرحلة يكتسب فيها الباحث مهارات البحث العلمي، ويقوم فيها بالاطلاع والتعرف على الدراسات السابقة والمراجع العلمية؛ من خلال الإشراف الذي يخضع له الباحث، تمهيدًا للقيام بأطروحة معينة في وقت لاحق، من خلال البحث المستقل، ويتمثل ذلك في رسائل الدكتوراه، والتي تتطلب مستوى متقدمًا من التعمق والإبداع والتأصيل العلمي، ويُعدُّ ذلك مرتبة أعلي من الماجستير.
من حيث المدة الزمنية:
هناك اتفاق عام على المستوى العالمي في كون رسالة الماجستير لا ينبغي أن لا تقل عن مدة ستة أشهر ولا تزيد على عامين، وبالنسبة لرسالة الدكتوراه لا تقل عن عام ولا تزيد على ثلاثة أعوام، غير أنه في بعض الأحيان من الممكن أن تتجاوز رسائل الماجستير أو الدكتوراه المدة المحددة لذلك؛ ويوجد العديد من الأسباب في ذلك مثل الإجراءات الروتينية أو تقديم الباحث أعذار مقبولة.
من حيث عدد صفحات المحتوى:
في الغالب تحتوي عدد صفحات رسالة الماجستير على مائة وخمسين صفحة على الأكثر، وبالنسبة لرسالة الدكتوراه فتحتوي على مائتين وخمسين صفحة، وذلك وفقًا للتقديرات المُعتادة، غير أن هناك بعض التخصصات التي تتم كتابة محتواها في عدد أكبر من الصفحات، وقد يصل للمئات.
من حيث المصادر أو المراجع:
تعتمد رسائل الماجستير على عدد محدود من المصادر أو المراجع التي يستنبط منها الباحث المعلومات والبيانات المتعلقة بموضوع الدراسة، ويسمح فيها بنسبة من الاقتباس، وفقًا لما تحدده الجامعة المشرفة على الرسالة، أما بالنسبة لرسالة الدكتورة فهي تعتمد على عدد أكبر من المصادر أو المراجع، وبالنسبة للاقتباس يكون في نطاق ضيق للغاية ويكاد يكون معدومًا.
لجنة المناقشين:
تضم لجنة المناقشين بالنسبة لرسائل الماجستير ثلاثة من الأعضاء من داخل الجامعة المشرفة على الرسالة، بينما تضمن لجنة المناقشين بالنسبة لرسائل الدكتوراه خمسة من المناقشين، وقد يكون هناك بعض الأعضاء من خارج الجامعة، وقد تشترط الجامعة بالنسبة للدكتوراه عرض الرسالة على متخصص في منهج البحث العلمي قبل القيام بمناقشتها؛ من أجل التأكد من استيفائها كل المعايير الفنية، ومطابقتها للتعليمات الخاصة بذلك، وتلك الأمور لا تشترط في تقديم رسائل الماجستير.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات