أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها
أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها
البحث العلمي هو الوسيلة التي يحقق الإنسان عن طريقها ما يرغب فيه من تقدم وتطور على جميع المستويات، وهو أيضًا السبيل لاكتشاف الجديد والابتكار والابتعاد عن أسلوب الحياة النمطي، فلولا الأبحاث العلمية وما تحدثه من آثار مهمة للإنسان، لظل قابعًا في الكوخ الخشبي البدائي دون أي تقدم، وذلك مع اختلاف الطريقة التي كان يتم بها البحث العلمي في القدم عن مثيلتها في الوقت الحالي، فلكل زمن أدوات ووسائل متعلقة بالبحث، ولا شك أنه خلال الفترة الحالية أصبحت الخيارات والأدوات متعددة في يد الباحث العلمي؛ للوصول إلى نتائج أفضل، من خلال مجموعة من الخطوات المرتبة بشكل منهجي، وسوف نتعرض في هذا المقال لأحد البنود المهمة في خطوات البحث العلمي، وهي أهداف البحث العلمي وطريقة كتابتها.
ما أهداف البحث العلمي؟
أهداف البحث العلمي إحدى الخطوات المهمة في سبيل إعداد الأبحاث العلمية، وهي تعبر عن الغاية من البحث، أو ما يصبو إليه الباحث العلمي من الأطروحة أو الرسالة المقدمة في مجال التخصص الذي درسه، ويجب على كل باحث أن يحدد الأهداف قبل القيام بالبحث، لما ينطوي عليه من أهمية من أجل الوصول إلى النتائج.
ما موضع أهداف البحث العلمي في خطة البحث أو الدراسة؟
يجمع خبراء البحث على أن الدراسة أو البحث العلمي يبدأ بوضع عنوان البحث العلمي، ثم بعد ذلك يقوم الباحث بوضع المقدمة الخاصة بالبحث، والتي يجب أن تكون مختصرة ومعبرة عن فحوى البحث دون أن يتطرق فيها الباحث لأي نتائج أو استنتاجات، بل يترك ذلك في نهاية البحث، ويجب أن لا تزيد مقدمة البحث على صفحة واحدة فقط، ثم بعد ذلك يقوم الباحث بتوضيح أهمية البحث، وبعد ذلك يقوم بوضع أهداف البحث العلمي، ومن ثم يقوم بوضع مجموعة الفرضيات التي تعبر عن البحث وأهدافه، ومن ثم يشرع في وضع النصوص الكتابية التي يثبت من خلالها صحة تلك الفروض، ويكون ذلك من خلال البيانات والمعلومات التي تتعلق بموضوع البحث، وطريقة جمع البيانات من خلال أدوات ومناهج البحث العلمي، والدراسات السابقة التي تخص المؤلفين أو الباحثين الآخرين، وفي الخاتمة يصل الباحث إلى تحقيق الأهداف، ومن ثم النتائج.
هل تؤثر طبيعة الزمان في أهداف البحث العلمي؟
بالتأكيد، يحدث تأثير في أهداف البحث العلمي من زمن لآخر مع ثبات الدراسة البحثية، ولتقريب ذلك المعنى لذهن القارئ، فعلى سبيل المثال في حالة بحث الكواكب في المجرات الكونية المجاورة لمجرتنا، والتي تسمى الطريق اللبني أو درب التبانة، فسوف يكون هناك اختلافات في الماضي عن الحاضر كما يلي:
· في القرن الماضي: سوف يكون الهدف هو مدى وجود كواكب في المجرات الأخرى، وسوف يحاول العالم أو الباحث جاهدًا لأن يوجد الدليل الدامغ على وجود كوكب من خلال ما يتاح له من وسائل علمية ذات نطاق محدود من حيث الرؤية التلسكوبية.
· في العصر الحديث: سوف يصبح الأمر مختلفًا، حيث سيكون هناك أكثر من هدف، مثل عدد الكواكب في المجرات الأخرى، وهل توجد حياة في كواكب المجرات الأخرى.. إلخ، والسبب في ذلك هو اختلاف ما يتم استخدامه من تقنيات تكنولوجية حديثة ساهمت في اتساع المدارك البشرية وتطوير الأهداف.
هل هناك فرق بين أهداف البحث العلمي وأهمية البحث العلمي؟
الفرق شاسع بين المصطلحين، وهناك كثير من الباحثين العلميين الذين لا يضعون حدودًا بين المفهومين، وقد يكون ذلك نظرًا لتكاسل الباحث في تعريف كل منهما، أو لضيق الوقت، فهو يخلط الأوراق دون تركيز فيما يقوم به من خطوات، أو قد يكون ذلك نتاج لقلة الخبرة في وضع الفواصل فيما بين المصطلحين، وفي كلتا الحالتين فإن نتيجة ذلك هي سلبية على البحث العلمي بأكمله، وبالتالي تظهر النتائج التي يقدمها الباحث في النهاية بصورة مشوهة؛ نظرًا لعدم وجود أهداف البحث العلمي بشكل محدد وفقًا لخطوات المنهج البحثي.
ما أهمية أهداف البحث العلمي بالنسبة للتقييم في رسائل الماجستير والدكتوراه؟
تعد أهداف البحث العلمي في طليعة ما يقوم المناقشون في رسائل الماجستير والدكتوراه بالاطلاع عليه، فهي التي تحدد وجهة الرسالة بشكل عام، ومن دونها لا يستقيم الأمر، فكيف تتم كتابة رسالة من دون أهداف؟! بالتأكيد سوف تصبح عبارة عن مجرد عرض علمي أو مقال مطول، لذا ينبغي أن يدرج الباحث أهمية ذلك عند بداية خطة البحث العلمي.
مثال على كتابة أهداف البحث العلمي:
في حالة ما إذا كان عنوان موضوع الدراسة أو البحث هو مشكلة العنوسة في مصر فإن الأهداف يمكن أن تتمثل في:
· خطورة مشكلة العنوسة: ويصل الباحث العلمي إلى توضيح ذلك الهدف عن طريق الأرقام الإحصائية التي يتحصل عليها أثناء القيام بخطوات منهج البحث العلمي، والتي تظهر مدى تفاقم تلك المشكلة عامًا بعد آخر، ويمكن أن يتفرع أكثر ويحاول أن يضمن الدلالات الرقمية لأكثر من مدينة أو إقليم في الدولة، أو يقارن بين الدولة والدول المجاورة على أن يصل لنفس المفهوم، وهو أن هناك مشكلة بالنسبة للعنوسة في أكثر من دولة.
· أسباب مشكلة العنوسة: ويمكن أن يدرس الباحث العلمي ذلك الهدف؛ من خلال التعرف على المسببات الحقيقية لذلك، مثل المستوى التعليمي أو الإمكانيات المادية أو تعنت الأهالي أو ما يتمثل في العادات والتقاليد مثل زواج الفتيات.
وبناءً على ما تحقق من أهداف البحث العلمي سالفة الذكر يصل الباحث إلى ملخص للنتائج المهمة من خلال الأدلة والبراهين المدعمة بالأرقام، ومن ثم يضع الاستنتاجات والرأي الشخصي، ويجب أن يحمل الباحث في جعبته الحل المبتكر لتلك المشكلة ووسيلة العلاج.
وجدير بالذكر أن أهمية البحث بالنسبة للموضوع سالف الذكر تكمن في أن مشكلة العنوسة سوف تؤثر على مقدرات الدولة المستقبلية؛ نتيجة ظهور كثير من الآفات المجتمعية السلبية، ومن ثم الوقوع في الرذيلة، وظهور كثير من حالات الجريمة بوجه عام، والمعاناة التي قد تسبب كثيرًا من الأمراض النفسية، وخصوصًا بالنسبة للنساء، وكذلك انخفاض نسبة النسل في المرحلة القادمة، بالإضافة إلى قيام الدولة بصرف مبالغ مالية كبيرة من أجل تجنب تلك المظاهر السلبية الناتجة عن العنوسة، بدلًا من توجيه تلك الطاقات نحو البناء والإنتاج.. وهكذا.
طريقة كتابة أهداف البحث العلمي:
هناك عديد من الأمور الشكلية التي يجب على الباحث مراعاتها عند كتابة أهداف البحث العلمي، وسوف نوضحها كما يلي:
· يجب أن يكون الهدف أو مجموعة الأهداف التي يدونها الباحث مرتبطة بمنهج وموضوع البحث ولا تحيد عنه.
· يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس الكمي ومرتبطة بفرضيات البحث؛ حتى يتحقق الغرض منها في الحصول على النتائج بنهاية خطة الدراسة.
· ينبغي أن تصاغ الأهداف بشكل واضح بعيدًا عن المسميات والألفاظ الغريبة التي قد لا يفهما القارئ، وفي حالة ما إذا اضطر الباحث لذكر بعض المصطلحات العلمية غير المعروفة ضمن الأهداف يجب أن يوضح دلالتها في الهوامش السفلية.
· من المهم أن تكون أهداف البحث العلمي قابلة للتحقيق في الواقع العملي، والبعد عن الأهداف الخيالية بعيدة المنال.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات