نتائج البحث العلمي وطريقة كتابتها بطريقة علمية صحيحة
نتائج البحث العلمي وطريقة كتابتها بطريقة علمية صحيحة
نتائج البحث العلمي من أخطر الخطوات التي يمر بها البحث العلمي، ومن الممكن أن نطلق عليها المرحلة الهدف، ومن الطبيعي أن جميع ما يسوقه الباحث من خطوات، ينبغي أن يتبلور في النهاية في صورة نتائج.
ولنضرب بذلك مثلًا في شخص توجه لشراء شاشة تلفاز، وظل يبحث ويفتش في العديد من المتاجر والأسواق لأيام متعددة، وهنا النتيجة هي العنصر المهم في تلك الرحلة المُرهقة، ويتمثل ذلك في سؤال: هل اشترى الشاشة أم لا؟، وكذلك في حالة عدم القيام بوضع نتائج البحث، سوف تصبح جميع مجهودات الباحث بلا فائدة.
وسوف نتعرف في هذا المقال على نتائج البحث العلمي وطريقة كتابتها بطريقة علمية صحيحة.
التعريف الاصطلاحي لنتائج البحث العلمي؟
- ترتبط نتائج البحث العلمي بجميع الخطوات السابقة لها، فهي خطوة بنائية فاعلة في سبيل استكمال الرسالة البحثية.
- نتائج البحث العلمي عبارة عن: "مجموعة من البنود التي تعبر عن إجابة وافية للأسئلة أو الفرضيات التي يصوغها الباحث العلمي بعد عرض المقدمة، وهي إما مُؤكدة للفروض أو نافية لها".
ما موضع نتائج البحث العلمي بالنسبة للرسالة أو الدراسة؟
نتائج البحث العلمي هي المحطة قبل الأخيرة في سبيل إنهاء الرسالة أو الدراسة العلمية التي يتم تنفيذها بواسطة الباحث، أما بالنسبة للمحطة الختامية فهي تتمثل في وضع المقترحات أو الحلول المناسبة لمشكلة الدراسة، لذا فإن العلاقة البنائية هي التي تربط بين نتائج البحث العلمي وتوصياته، وبناءً على ذلك ينبغي أن تكون النتائج ذات صبغة علمية ومُقننة بالشكل الصحيح، والتقنين هنا يعني الإسناد والبرهنة على صحة تلك النتائج.
كيفية الوصول لنتائج البحث العلمي؟
للوصول إلى نتائج البحث العلمي يستلزم ذلك مجموعة من عدة خطوات مهمة، وسوف نفصلها كما يلي:
- تحديد مشكلة الدراسة أو موضوع البحث العلمي، وهو ما يطلق عليه بالمعنى الدارج "فكرة الموضوع"، ومن المهم أن يكون ذلك نابعًا من انشغال الباحث بتلك الفكرة، وتحفزه لإيجاد حل مناسب لها، بالإضافة إلى أهمية أن تكون تلك المشكلة على علاقة بطبيعة دراسة الباحث العلمي، حتى يستطيع أن يفندها ويفسرها بالأسلوب العلمي المنهجي.
- تدوين عنوان البحث العلمي ويمكن أن نُعرف العنوان البحثي بأنه عبارة عن جملة تحمل في طياتها المشكلة البحثية المعبرة عن كامل الدراسة، ويجب أن تكون مُتطرقة لجميع جوانب البحث.
- بعد ذلك يقوم الباحث بوضع المقدمة، وهناك من يقوم بوضعها كثاني صفحة بعض صفحة العنوان، أو كثالث صفحة بعد العنوان، ومخلص الدراسة، وفقًا لطبيعة الجهة المقدم لها البحث، وما تتطلبه من ترتيبات بالنسبة لمُجمل الرسالة، فلا يوجد قالب نمطي في ذلك، وجدير بالذكر أن المقدمة ينبغي لها أن تكون مختصرة قدر الإمكان، ولا تزيد على صفحة ورقية، ويجب أن تتضمن المقدمة مشكلة الدراسة العلمية بأسلوب موجز، مع شمولها على أهمية البحث أو الدراسة، والتي تتمثل في مُسببات دراسة ذلك الموضوع.
- بعد الانتهاء من المقدمة يقوم الباحث بوضع أسئلة أو فرضيات البحث، والتي تعبر عن صيغة الحل بشكل أولي، ويسعى الباحث لإثبات كون الفرضية صحيحة أم لا، وفي سبيله لذلك يعمل على استخدام المصادر والمراجع المكتوبة؛ للتعرف على حيثيات المشكلة، وبالإضافة إلى ذلك يستخدم أدوات البحث العلمي في ضوء ما هو متاح له من موارد مالية، ومن أكثر أدوات البحث المستخدمة للحصول على البيانات الاستبيانات والملاحظات والاختبارات، وذلك في ضوء ما يتم تحديده من عينة الدراسة.
- في ظل الكم الكبير من المعلومات التي يتوصل إليها الباحث، يبدأ في عملية التصنيف ثم الوصول إلى نتائج البحث العلمي، مستعينًا في ذلك بالطرق الإحصائية ذات الدلالة الرقمية، أو الوصفية.
كيفية كتابة نتائج البحث العلمي بطريقة صحيحة؟
مثال عملي على كتابة نتائج البحث العلمي:
سوف نوضح طريقة كتابة نتائج البحث العلمي، من خلال إحدى المشكلات الحياتية التي نراها جميعًا تتفاقم يومًا بعد يوم، غير أن وجهة نظر الفرد العادي تختلف بالكلية عما يراه الباحث العلمي المُتخصص، فبالتأكيد سوف تكون له وجهة مختلفة، ومنحى آخر أعمق، وتلك المشكلة تتمثل في عقار الترامادول.
فرضية البحث:
هل عقار الترامادول يؤثر على صحة الإنسان؟
التعليق على الفرضية المطروحة:
- من الممكن أن يقول أحد القارئين، ما تلك الفرضية؟ بالتأكيد سوف يؤثر العقار على صحة الإنسان، ومن هنا تأتي إحدى النقاط المهمة التي ينبغي أن نوضحها لقارئنا العزيز، حيث إن البحث العلمي لا يعتمد على تلك الطريقة في الإجابة، فلا بد لذلك من أرقام وصفات وحقائق ملموسة من واقع الحياة، فالبحث العلمي يعتمد على الإقناع الرقمي، وبدرجة أقل الإقناع الوصفي؛ للوصول إلى نتائج البحث العلمي، وينبغي التنويه بأنه من الممكن أن يتم تدوين أكثر من فرضية فلا يوجد نمط محدد في ذلك.
- بعد ذلك يبدأ الباحث العلمي بدراسة مشكلته، من خلال جمع البيانات والمعلومات، والتي تتمثل في المراجع الطبيبة، والنشرات الدورية المتخصصة، وآراء عينة من الأطباء، وآراء عينة من المصابين بدواعٍ سلبية مزمنة نتيجة استخدام ذلك العقار الخطير، ومن ثم التعرف على طبيعة الأمراض التي يسببها ذلك العقار نتيجة الاستخدام على المدى الطويل، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الدوار المستمر، وعدم التركيز، وأمراض الكبد والكلي، وضعف العضلات، وعيوب في الإبصار، ويتم تدوين جميع ما سبق ضمن الأبواب والفصول والمباحث بأسلوب منضبط ومرتب.
- صياغة نتائج البحث العلمي: بعد الانتهاء من كتابة الأبواب والفصول عن عقار الترامادول، من جميع المصادر، سواء الكتابية أو العينات، يتم استخدام الوسائل التحليلية البحثية، والتي تتمثل في الإحصاء التحليلي بجميع فروع، ومن الممكن استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة للوصول إلى نتائج البحث العلمي بصورة أسرع، والحصول على الأرقام الدقيقة.
- بعد ذلك تتم كتابة الفقرات المختصرة المدعمة بالأرقام الناتجة من التحليل الإحصائي، والتي تمثل نتائج البحث العلمي، وتدعم فرضية أن هناك مشكلة وكارثة حقيقية من استخدام ذلك العقار.
ما أهمية كتابة نتائج البحث العلمي؟
- تمثل نتائج البحث العلمي دليلًا واضحًا على ما قام به الباحث من جهود مضنية، والتي ساقته لتلك النتائج، وحبذا لو كانت منطقية تتوافق مع طبيعة البحث العلمي.
- تعد نتائج البحث العلمي مهمة بالنسبة لمقيمي البحث، ففي كثير من الأحيان يتجاوز المقيمين جميع أجزاء البحث، ويطلعون بشكل مباشر على النتائج لما فيها من خلاصة لصفحات البحث التي قد تمتد للكثير من الأبواب والفصول.
- تعتبر نتائج البحث العلمي هي المرحلة الممهدة لوضع مجموعة من المقترحات أو التوصيات، والتي تعد بمثابة العلاج الفعال للمشكلة البحثية.
- تسهم نتائج البحث العلمي في إجراء المقارنات بين طبيعة المشكلة في أكثر من مكان داخل الدولة، أو إجراء مقارنة بين دولة وأخرى.
وفي النهاية نرجو أن نكون قد وفقنا في عرض نتائج البحث العلمي وطريقة كتابتها بطريقه علمية صحيحة بالأسلوب المبسط الواضح؛ لكي تتحقق الاستفادة المرجوة لباحثينا المبتدئين.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات