خطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة
خطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة
خطة البحث هي المرشد والمنظم للأبحاث أو الرسائل العلمية، ومن خلالها يشق الباحث طريقه نحو تنفيذ الرسالة، وتعدد الخطط بوجهها العام أداة مهمة في تنظيم الأعمال البشرية، فلا يمكن بناء مدينة سكنية دون وضع خطة مُسبقة، ولا يمكن التنقيب عن الآثار أو المعادن الثمينة دون وضع الخطة التي تسهل من ذلك الآمر، ولا يمكن القيام بأي اختراع بشري دون وضع خطة دقيقة مُنظمة، وعلى نفس الدرب البحث العلمي الذي تلزمه خطة دقيقة تسهل من عملية التنفيذ، ومن ثم الخروج إلى النور بصورة إيجابية، وسوف نتعرف في هذا المقال على خطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة.
ما تعريف خطة البحث العلمي؟
خطة البحث عبارة عن نموذج مسبق لجميع أجزاء البحث العلمي المُزمع تنفيذها، والهدف من ذلك هو خروج البحث بشكل منظم، والحصول على نتائج دقيقة يستطيع من خلالها الباحث أو كاتب الرسالة أن يضع حلولًا منطقية لإشكالية الرسالة العلمية.
ما أهمية خطة البحث بالنسبة للدارس أو الباحث؟
- تُعد خطة البحث العلمي هي المرجعية التي يستطيع من خلالها الباحث أن يتابع النسق العام للبحث، وتصويب الانحرافات التي قد تنشأ نتيجة تناسي أحد البنود في البحث.
- تسهم خطة البحث العلمي في تحديد الأهداف الرئيسية من البحث، والعمل على تحقيقها دون حياد في ذلك مع تجنب أي تفاصيل أخرى بخلاف موضوع البحث.
- من خلال تنفيذ خطة البحث العلمي يستطيع الباحث أن يحدد وقتًا زمنيًّا لكل جزء من أجزاء الرسالة، وبالتالي ينتهي من جميع الأعمال المتعلقة بالبحث أو الرسالة في الوقت المحدد، دون أن يُداهمه الوقت.
- تعد خطة البحث وسيلة مهمة كي تتعرف لجنة التقييم على طبيعة البحث، والخطوات الخاصة به، فهي تمنح المقيمين الانطباع الأول عن البحث أو الرسالة، وبالتالي ما بعد ذلك سوف يكون سهلًا بإذن الله؛ من أجل حصول الطالب أو الباحث على الدرجة العلمية اللائقة.
ما الشروط التي ينبغي أن تتوافر في خطة البحث؟
- ينبغي أن تكون خطة البحث العلمي مختصرة وواضحة، وعلى صلة وطيدة بموضوع البحث العلمي في جميع عناصرها.
- أن تساق خطة البحث العلمي وفقًا للمعلومات التي تتوافر لدى الباحث العلمي، بالإضافة إلى ما يتم جمعه من معلومات وبيانات عن موضوع البحث العلمي.
- يجب أن تخلو خطة البحث العلمي من أي ألفاظ مُبهمة يصعب فهمها أو تحمل تأويلات متعددة.
ما الأمور المتعلقة بفترة ما قبل إعداد خطة البحث؟
قبل الشروع في كتابة خطة البحث ينبغي على الباحث اتخاذ القرار بخصوص موضوع البحث العلمي، ومن ثم اختيار الباحث للموضوع النابع من الإيمان بأهميته، نظرًا لوجود مشكلة علمية ينبغي العمل والاجتهاد من أجل حلها، ونفس الأمر في حالة وجود إشكالية يتأثر بها قطاع عريض من المجتمع وتسبب لهم سلبيات غير محدودة، وفي تلك الحالة لا ينبغي أن يقف أمام تلك المشكلات عاجزًا ومُكبل اليدين، فالباحث ليس شخصًا عاديًّا، فهو مسلح بالعلم، والذي يمثل الوسيلة من أجل مُجابهة أي مشكلة تتعلق بتخصصه العلمي.
ما عناصر خطة البحث العلمي؟
تتكون خطة البحث العلمي من العديد من العناصر كما يلي:
- العنوان: وهو أول عنصر من عناصر خطة البحث، ويجب أن يكون العنوان معبرًا عن كينونة إشكالية البحث، وأن يكون مختصرًا وغير مطول، ويشير خبراء البحث إلى أن العنوان ينبغي أن لا يزيد على ستين حرفًا.
- المقدمة: وهي عبارة عن مجموعة من الجمل التي توضح طبيعة البحث بشكل عام، والأهمية التي حفزت ودفعت الباحث لدراسة ذلك الموضوع أو تلك الإشكالية دون غيرها، ويجب أن لا تزيد مقدمة البحث على صفحة كتابية، ومن الممكن أن تتضمن آية أو مجموعة من الآيات القرآنية، أو أحد الأقاويل المأثورة، غير أنه ينبغي أن يراعي الباحث أن تكون جميع الإضافات السابقة في نفس وجهة موضوع البحث العلمي، ولا غضاضة في إمكانية إشارة الباحث إلى جزء يسير من النتائج النهائية بصورة مشوقة تجعل من القارئ يتحفز لقراءة المزيد من صفحات البحث أو الرسالة العلمية.
- الفرضيات أو التساؤلات: وهي من أبرز العناصر في خطة البحث العلمي، ودونها لا تقوم للبحث قائمة، والفرضيات أو التساؤلات عبارة عن إجابات غير مؤكدة لحل مشكلة الدراسة، وعن طريقها يشرع الباحث في جمع المعلومات؛ لإثبات جودتها من عدمه دون تحيز في ذلك من جانب الباحث العلمي.
- الأبواب والفصول والمباحث: وهي عبارة عن الشروحات المستفيضة التي يفصلها الباحث حول موضوع البحث أو الرسالة العلمية، وهدف ذلك هو تبيان طبيعة المشكلة وأسبابها وجميع ما يتعلق بها جوانب، وتعد تلك المرحلة هي الفاصلة قبل وضع النتائج ومن أكبر أجزاء خطة البحث العلمين ويجب أن يتم تدوينها بعناية فائقة دون وجود تشابه أو تكرارات مع التعمق في طرح الأفكار.
- النتائج: وهي المرحلة الفاصلة في خطة البحث العلمي، وهي ذات علاقة بالفرضيات؛ حيث توضح كون الفرضيات صحيحة أم لا، ويتم تدوينها في فقرات مختصرة وواضحة، مع توضيح ما تم التوصل إليها من معلومات رقمية أو وصفية أو تحليلية كسند وبرهان يدعم أحد التوجهات.
- التوصيات: وهي عبارة عن مجموعة من المقترحات التي يقدمها الباحث من وجهة نظره؛ لحل إشكالية الرسالة أو البحث العلمي، وذلك بناء على النتائج البحثية التي تم التوصل إليها.
- المراجع: وتمثل المراجع كل ما اطلع عليه الباحث العلمي من كتب أو مقالات أو موسوعات علمية، وهي تصنف إلى قسمين، القسم الأول يتمثل في المراجع داخل متن البحث وهي عبارة عن حواشي سفلية تشير إلى مؤلفي الكتب التي تمت الاستعانة بها، والقسم الثاني عبارة عن مُجمع أو قائمة شاملة لكل المراجع التي تم ذكرها داخل البحث مرتبة ترتيبًا أبجديًّا.
- الخاتمة: وهي نهاية خطة البحث العلمي والتي يبين فيها الباحث كم المجهودات التي تم بذلها في سبيل خروج البحث بتلك الصورة، وهي مشابهة للمقدمة في كونها يجب أن لا تزيد على صفحة، وكذلك من الممكن أن يتم تدوين بعض الآيات أو الأحاديث بها.
- الملحقات: وهي عبارة عن الصور والرسومات والجداول المتعلقة بموضوع البحث العلمي.
ما التنظيم الشكلي للرسالة العلمية؟
يختلف التنظيم الشكل للرسالة العلمية على حسب الجهة المقدم إليها البحث، وسوف نوضح ذلك التصور كما يلي:
- التعلىم الأساسي: يتمثل التعليم الأساسي في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، ولا تتطلب تلك المراحل التنظيم الشكل للرسالة العلمية بحذافيره، ويمكن أن تتكون خطة البحث العلمي من العنوان والمقدمة ومشكلة الدراسة ثم الأبواب والفصول، وفي النهاية الخاتمة التي تتضمن النتائج والحلول.
- التعلىم الجامعي: وفي تلك المرحلة يكون الطالب قد نضج بشكل أكبر ويمكن أن يتطور أسلوبه واستيعابه بالنسبة لما يتعلق بالتنظيم الشكلي للرسالة العلمية، ومن خلال ذلك يمكن أن يُكون بحثه العلمي من خلال الاطلاع على بعض المصادر، ومن ثم تدوين بعض المراجع في البحث أو الرسالة، وفي تلك المرحلة أيضًا لا يكون البحث متكاملًا من حيث كم المعلومات أو الطريقة البحثية المنهجية.
- الدراسات العليا: وتلك المرحلة تتعلَّق بالحصول على درجة علمية متميزة تتمثل في درجتي الماجستير أو الدكتوراه، ووقت إعداد الرسالة يصل إلى سنوات دراسية حسب الوجهة الجامعية المتعلقة بذلك، لذا فإن التنظيم الشكلي للرسالة العلمية يجب أن يتم وفقًا للطرق العلمية المتعارف عليها، مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة من خلال خطة البحث العلمي المحكمة.
وفي الخاتمة، نرجو أن نكون قد فصَّلنا جميع ما يتعلق بخطة البحث والتنظيم الشكلي للرسالة العلمية.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات