إعادة الصياغة
إعادة الصياغة مطلبٌ مهمٌ في كثيرٍ من المهام الدراسية أو الأدبية أو الحياتية.... إلخ، فعلى سبيل المثال إذا ما قُلت لشخص "اذهب أنت ورفقاؤك؛ كي تشتروا ما تسدُّوا به رمقكم"، فمن الممكن أن لا يتفهَّم المُتلقِّي تلك العبارة، ويقول لك ماذا تقصد؟ ومن الطبيعي أن تبحث عن معانٍ أبسطَ من ذلك؛ لتوضيح الجُملة التي قُمتَ بطرحها، وسوف تُسارع، وتقول: "اذهب مع أصدقائك لشراء بعض الأطعمة من السوق للغذاء"، وعلى هذا المنوال قد تمَّت إعادة صياغة الجُملة لتحقيق الهدف منها، ودون إخلال بالمعنى أو الفكرة الأصلية، غير أنه يُوجد كثير من الأهداف بالنسبة لإعادة الصياغة بخلاف توضيح المعنى، وسوف نُوضِّح في هذا المقال كثيرًا من الأسئلة المهمة حول إعادة الصياغة.
ما دواعي اللجوء لإعادة الصياغة؟
هناك عديد من دواعي اللجوء لإعادة الصياغة، ومن أهمها ما يلي:
- التوضيح والتبسيط: توضيح وتبسيط النصوص في مقدمة دواعي إعادة الصياغة، فقد يكون النص الأصلي مُدوَّنًا وفقًا لكلمات صعبة للغاية، ولا يستطيع القارئ تبيانَها، وقد يلجأ القارئ في تلك الحالة إلى المعاجم اللغوية، ويحتاج ذلك لوقت طويل للغاية، لذا يعمد البعض إلى إعادة صياغة النص لتسهيل ذلك على القُرَّاء أو المُطالعين، وتحقيق القيمة من القراءة، فلا معنى لقراءة نصوص كتابية دون فهمها.
- تلخيص النص: يُعد تلخيص النص من بين دواعي أعادة الصياغة، فعلى سبيل المثال في حالة وجود مادة علمية في كتاب ذي حجم كبير، يُمكن من خلال إعادة الصياغة إعداد نموذج مُصغَّر، وفي الوقت ذاته دون إخلال بالمادة العلمية والأفكار الرئيسية، وذلك الأمر يهم الطلاب؛ حيث إنه في بعض الأوقات لا يُوجد لديهم الوقت الكافي من أجل مُذاكرة كمٍّ هائلٍ من المعلومات الكتابية، ويجدون في التلخيص ضالَّتهم، وخاصة في ظل زخم الامتحانات النهائية وعدم وجود وقت لاسترجاع كثير من المواد العلمية، ومن هذا المنطلق تُسهم المُلخَّصات في الإلمام بالمواد العلمية الدراسية.
- إعداد الأبحاث العلمية: يُعتبر إعداد الأبحاث العلمية، وخاصة ما يتعلق بالماجستير أو الدكتوراه من بين الدراسات التي تحتاج إلى إعادة الصياغة، حيث إن الطالب أو الباحث يطَّلع على عشرات المراجع والمصادر، ويتطلب الأمر منه أن يسوق بعض المعلومات من تلك المصادر؛ لتوضيح الإشكالية أو الموضوع العلمي، ويمكن في تلك الحالة أن تتم إعادة الصياغة للجُمل أو النصوص لدعم مادة البحث العلمي، وكذلك في بعض الأحيان بعد الانتهاء من الرسالة، والحصول على الدرجة العلمية يحتاج الباحثون إلى نشر الرسائل العلمية على شبكة الإنترنت، ومن بين متطلبات ذلك إعادة صياغة المُحتوى الخاص بالرسالة في عددٍ مُعيَّنٍ من الصفحات، وفقًا لما تشترطه جهات النشر، ومن هذا المنطلق يقوم الباحث بضغط الرسالة وتدوينها بصورةٍ مُصغَّرةٍ دون تأثير في الأفكار والخطوط الرئيسية للبحث.
- تحسين النصوص: يُعد تحسين النصوص الكتابية من بين دواعي إعادة الصياغة، حيث إن هناك كثيرًا من النصوص التي تتم كتابتها بشكل غير دقيق، وتتضمن عديدًا من المُغالطات، سواء الإملائية، أو النحوية، أو العلمية، أو من حيث علامات الترقيم، وإعادة الصياغة في تلك الحالة تجعل من النص خاليًا من الأخطاء ومُنمَّقًا ومكتوبًا بشكل صحيح.
ما المقومات فيمن يقوم بإعادة الصياغة؟
هناك عديد من المقومات التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي يقوم بإعادة الصياغة، ومن أبرزها ما يلي:
- التمكن من لغة الصياغة: تختلف لغة الصياغة من نص لآخر؛ فهناك نصوص بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية... إلخ، وفي حالة الحاجة لإعادة الصياغة يجب على من يقوم بتلك المهمة أن يكون مُتقنًا لقواعد اللغة التي يقوم بصياغتها؛ حتى يخرج النص دون أي سلبيات.
- المُترادفات: يجب أن يكون لدى الشخص الذي يقوم بعملية إعادة الصياغة حصيلة كبيرة في المعاني والمُترادفات؛ كي يتمكن من كتابة النص بكلمات مُغايرة للنص الأساسي.
- الخبرة: إعادة الصياغة مثلها مثل أي نشاط وتتطلب الخبرة، ولا يأتي ذلك إلا من خلال العمل في ذلك المجال لوقت زمني كبير، ومن ثم اكتساب المهارات المناسبة، ولا يتسنى ذلك بمجرد قراءة أسس إعادة الصياغة، فالتطبيق هو الأهم، وهو الذي يجعل من يقوم بالصياغة قادرًا على التعامل مع أكثر النصوص صعوبة.
ما الأسلوب الصحيح لإعادة الصياغة؟
على الرغم من صعوبة تطبيق الأسلوب الصحيح لإعادة الصياغة في بادئ الأمر إلا أنه مع التمرين المستمر سوف يتمكن الشخص من اتباع ذلك النمط، ويتمثل ذلك فيما يلي:
- الخطوة الأولى: قراءة النص الأصلي: يجب على من يقوم بإعادة الصياغة أن يقرا النص بشكل كامل؛ للتعرف على الأفكار التي يتضمنها بشكل عام، ومن بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثيرون قراءة جُملة بجُملة وإعادة صياغتها، وذلك يؤدي إلى وجود سلبيات في المعنى العام حتى وإن لم يتضح للقارئ نفسه، إلا أنه بمُقارنة النص الأصلي والنص المُصاغ فسوف يتراءى وجود قصور في المعاني، لذا وجب القراءة أكثر من مرة قبل إعادة الصياغة.
- الخطوة الثانية: البدء في الصياغة: بناءً على ما تمَّت قراءته يبدأ المُصوِّغ في الكتابة وفقًا لطريقته، والتي يجب أن تكون معبرة وواضحة، ولا مشكلة في الرجوع للنص الأصلي في حالة نسيان فكرة معينة.
- الخطوة الثالثة: مراجعة النص المصوغ: تُعد مراجعة النص المصوغ هي الخطوة الأخيرة من إعادة الصياغة، والهدف من ذلك هو مُعالجة الأخطاء الإملائية أو النحوية، ويُعد ذلك على قدر كبير من الأهمية؛ حيث إن تلك النوعية من الأخطاء تجعل النص ملفوظًا من جانب من يقرؤه، ويتشكك في المعلومات الواردة به، وخاصة في حالة كون ذلك يتعلق ببحث علمي أو مقال يطرح على الجمهور، سواء بالمواقع الإلكترونية أو بأي وسيلة أخرى للنشر.
ما الطرق الشائعة لإعادة الصياغة؟
هناك طرق ومدارس في إعادة الصياغة، ومن أهمها:
إعادة ترتيب شكل الجُملة: تُعتبر طريقة إعادة ترتيب شكل الجُملة من أبسط الطرق في إعادة الصياغة فهي لا تحتاج سوى التقديم والتأخير، ويمكن لأي شخص أن يقوم بذلك، وعلى الرغم من عدم اعتراف البعض بذلك الأسلوب، فإنها تُعتبر بداية في سبيل الإتقان والتمرس، وجميع من تفوقوا في مجال الصياغة بدؤوا بذلك الأسلوب، ومع مرور الوقت تبوَّأوا مكانة مرتفعة في ذلك التخصص.
- فعلى سبيل المثل: العمل الصالح هو طريقك لدخول الجنة.
- الصياغة: طريقك لدخول الجنة يتمثل في اتِّباعك للعمل الصالح.
تغيير الجُملة كاملة: يُعد أسلوب تغيير الجُملة بشكل كامل هو الأسلوب الأمثل والاحترافي، ولا يتسنى ذلك لمن يقوم بإعادة الصياغة إلا بعد فترة كبيرة من العمل في ذلك المجال، ومن ثم اكتساب مفردات لا حصر لها تساعده في تلك المهمة.
- فعلى سبيل المثال: هذا زمن الفتن، والحريُّ أن تنأى بنفسك عن تلك المُهاترات.
- الصياغة: في الوقت الحالي انتشرت الفتن وتعاظمت، والحل يكمُن في الابتعاد عن مثل هذه الأمور.
كيف يمكن التعرف على وجود نسخ أو انتحال بعد إعادة الصياغة؟
يمكن التعرف على وجود نسخ أو انتحال بعد القيام بعملية إعادة الصياغة؛ عن طريق كثير من البرامج والتطبيقات التي تتوافر بصورة مجانية على شبكة الإنترنت، ومن بين تلك البرامج plagiarisma، plagtraker، plagiarismcheker، checkforplagiarism، ويُمكن البحث عن تلك البرامج من خلال محرك البحث، وتثبيتها على الحاسب الآلي.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات
