كيف أكتب بحثًا علميًّا مُبدعًا؟
كيف أكتب بحثًا علميًّا مبدعًا؟ لا شك في أن المبدعين هم من ينالون الاستحسان من الجميع، ويجب على أي باحث علمي أن يسعى نحو الإبداع، والهدف وعلى الرغم من كونه قد يبدو شخصيًّا، فإن له أبعادًا في غاية الأهمية فيما يخصُّ الوطن ورفعة شأنه؛ فالبحث العلمي أصبح أهم وسيلة لدى الشعوب في سبيل الارتقاء والتقدم، وجميع من تخطوا الصعاب كان داعمهم البحث العلمي الحقيقي، وليس مجرد سرد لما فصَّله الآخرون؛ فالنمطية أو التقليدية طريقة العاجزين، وقد يقول البعض لا تتوافر موارد مالية ولا مواد معملية ولا.... إلخ، وتلك حجج واهية، وبالإمكانيات المُتاحة يستطيع الباحث في حالة امتلاكه روح التحدي أن يُبدع، وهو ما سوف نُوليه الاعتبار الأول من خلال الإجابة عن سؤال مقالنا: كيف أكتب بحثًا علميًّا مبدعًا؟
ما أول عنصر من عناصر كتابة بحث علمي مبدع:
المعلومة هي رأس العمل البحثي، وهي أبرز عناصر كتابة بحث علمي مبدع، ومن دونها لن يُصبح هناك تقنين، ولنفكر معًا بصوت عالٍ؛ فأنا أريد أن أكتب بحثًا علميًّا مبدعًا عن المُحاسبة، فأي من الطرق سوف أسلك؟ ذلك يعتمد على مقدار المعلومة التي يمتلكها الباحث، ولنكن صُرحاء، فلن تفيد النظريات المحاسبية القديمة التي تتمثل في وضع نماذج للقيود المالية المزدوجة، وما يلي ذلك من دورة محاسبية تتمثل في ميزان المراجعة وحساب المتاجرة والأرباح والخسائر والميزانية العمومية، ولا يوجد جديد فيما سبق ذكره، وحتى لو كان بأسلوب مُخالف لما كتبه الغير، فنحن نُريد أن نرتقي بأكثر من ذلك، ونُبدع.
ما الحل؟
يمكن أن يربط الباحث بين الماضي والحاضر؛ من خلال استخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته التي لا نهاية لها؛ فهناك تطبيقات للبرمجة؛ ويستطيع الباحث أن يصمم برنامجًا معينًا يخدم المجال الهندسي أو الطبي أو الإداري أو المحاسبي.... إلخ.
فعلى سبيل المثال يمكن تصميم برنامج محاسبي غير نمطي.
ما إجراءات كتابة بحث علمي مبدع؟
العنوان:
يُعَدُّ العنوان أوَّل إجراءات كتابة بحث علمي مبدع، ومن بين السمات التي يجب أن تتوافر في العنوان أن يكون موجزًا ولا يتجاوز 60 حرفًا مكتوبًا، وأن يشتمل على محور الدراسة الرئيسي أو المتغير المستقل، وكذلك وجب الاهتمام بصياغة العنوان دون ارتكاب أي خطأ إملائي أو نحوي أو علمي.
وعلى سبيل المثال يمكن أن نختار عنوانًا مثاليًّا وإيجابيًّا كما يلي:
"فاعلية برنامج في المحاسبة المالية لشركات المملكة العربية السعودية".
المقدمة:
مقدمة أي بحث علمي مبدع يجب أن تكون مُوجزة، ويفضل ألا تتجاوز صفحة مكتوبة، ويجب على الباحث أن يوضح بها الأهمية التي انطوت على تبنيه لتلك الإشكالية بالذات، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون المقدمة الإبداعية على هذا النحو:
مقدمة:
فاعلية برنامج في المحاسبة المالية
المحاسبة المالية تُعَدُّ من أبرز التخصصات في الوقت الحالي؛ فلا يُوجد منشأة كبيرة أو صغيرة إلا وتحتاج لعلم المحاسبة، وسوق العمل في الوقت الحالي يتطلب كمًّا كبيرًا من المحاسبين، وخاصة في ظل وجود مؤسسات ضخمة للغاية، ولها فروع في الداخل والخارج، وما لفت انتباهي هو وجود شركات أو مؤسسات تستخدم الطرق اليدوية التي عفا عليها الزمن، ولم يعد لها وجود، وكذلك هناك شركات تستخدم برامج محاسبية ضعيفة، ولا ترقى لطموحات العمل، وخاصة في ظل عصر السرعة الذي نعيشه، لذا قمت بتصميم برنامج دقيق للغاية؛ من أجل إجراءات المعاملات المحاسبية المالية داخل الشركات بكفاءة.
ولقد استخدمت في هذا البحث المنهج الوصفي والكمي لتفصيل الإشكالية.
إشكالية البحث:
الإشكالية البحثية تتمثل في مجموعة من الجمل التي يضعها الباحث؛ من أجل توضيح طبيعة الدراسة.
ويمكن أن تتمثل إشكالية بحثنا في:
من خلال مراجعتي للأنظمة المستخدمة في بعض المؤسسات تبين وجود أنظمة عتيقة لا تفي بالمتطلبات.
أهداف البحث:
تتمثل أهداف البحث فيما يهدف الباحث الوصول إليه بنهاية الدراسية، ويجب أن تكون الأهداف مصوغة بما يتوافق مع العنوان والمقدمة أي في نفس توجهات الموضوع، ويمكن أن يقوم الباحث بصياغة كثير من الأهداف حسب طبيعة البحث الذي يتبنَّاه، وجوانب القضية التي يرغب في طرحها.
الحدود الزمانية والمكانية للبحث:
ينبغي على الباحث العلمي أن يحدد مكان إعداد وتنفيذ البحث، ويمكن أن نمثل ذلك فيما يلي:
تم إعداد البحث في المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من... إلى......
ويُمكن أن تتمثل أهداف البحث في:
اصطناع نظام محاسبي تطبيقي يختصر الوقت، ويرفع الكفاءة داخل المؤسسات.
سؤال البحث: سؤال البحث عبارة عن صيغة استفهامية يعبر بها الباحث عن الحل الذي يراه مناسبًا وفقًا لما يتملكه من ذخيرة معلوماتية.
هل يمكن تصميم برنامج للمؤسسات داخل المملكة على اختلاف أنواعها؛ لمُعالجة القصور في النظم المحاسبية؟
محتوى البحث:
يُعبِّر محتوى البحث عن شروحات وتفصيلات متنوعة يرغب الباحث في سوقها، وفي نفس إطار موضوع البحث دون أن يتم التطرق لأمور فرعية أخرى تخص جوانب وتخصصات مغايرة، ومحتوى البحث يتألف من الأبواب والفصول والمباحث.
ويمكن أن نمثل ذلك في موضوعنا بما يلي:
- الباب الأول: طبيعة النظم المحاسبية المستخدمة في الشركات السعودية.
- الباب الثاني: مدى جدوى الطرق المحاسبية التقليدية بالمملكة.
- الباب الثالث: تصميم برنامج فعال في المحاسبة المالية يناسب جميع أنواع الشركات.
نتائج البحث:
النتائج من أهم خطوات أي بحث علمي مبدع، ومن دون ذلك لن يكون هناك أي أهمية للبحث، ويجب على الباحث أن يبلور ما توصل إليه عبر محتوى البحث، وتلك النتائج هي التي تدعم سؤال البحث أو الفرضية، وتجيب عنهما بشكل دقيق، ويجب أن يقرن الباحث العلمي ذلك بأرقام واقعية تجعل القارئ أو المقيم يقتنع بما يفنده الباحث دون أي التباس.
ويمكن أن نمثل النتائج في بحثنا البسيط الذي نسوقه في:
من خلال فحص النظم المحاسبية في الشركات التالية......... ويتم ذكر أنشطة الشركات والمناطق التي تقع فيها داخل المملكة العربية السعودية......... تبين وجود عيوب وسلبيات فيما يتم اتباعه من نظم محاسبية، ويمكن أن تكون القرينة هي قياس السرعة في الأداء، والقدرة على مد أصحاب الشأن بالمعلومات التي تساعدهم في إصدار القرارات المناسبة.
في سبيل حل تلك المشكلة قمت بفضل الله بتصميم نظام محاسبي فعال للغاية، وتمت تجربة ذلك في الشركات التالية..... وكانت النتائج...... ويتحدث الباحث عن النتائج المُرضية التي تم التوصل إليها.
التوصيات:
يمكن أن يقترح الباحث ما يحلو له من توصيات مثل: تعميم ذلك النظام البرمجي؛ حيث إن تكلفته رخيصة، وسهل من حيث الاستخدام.
خاتمة البحث:
وهو آخر جزء من بحث علمي مبدع، ويذكر فيها الباحث الصعوبات الكبيرة التي واجهته أثناء دراسة الشركات، والتعرف على النظم المحاسبية بها، وكذلك أثناء القيام بتصميم التطبيق وتطلبه لمهارات كبيرة... وهكذا.
مراجع البحث:
وهو جزء مهم عند كتابة بحث علمي مبدع، حيث يذكر الكاتب جميع ما قرأه في سبيل تفصيل موضوع البحث العلمي، ويوثقه في هوامش البحث، وكذا في قائمة البحث النهائية للمراجع.
وفي الخاتمة، نرجو أن نكون قد وضعنا الباحث العلمي على الطريق الصحيح من خلال الإجابة عن سؤال: كيف أكتب بحثًا علميًّا مبدعًا؟ وفقًا لنموذج بحث بسيط، غير أن مردوده قد يكون قويًّا، ومؤثرًا في تخصص المحاسبة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات