الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة
الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة يتمثَّل في العلاقة فيما بينها، وهي علاقة الجزء بالكل، حيث إن الدراسات السابقة جزء محوري ومهم من الإطار النظري، والبحث العلمي في وجهة العام يحتاج للنظامية في العمل، وكلمة النظامية تعني الانضباط والتدقيق، وعكسها اللا نظامية، وهي تعني العشوائية والفوضى؛ لذا وجب أن يكسو البحث العلمي حالة كاملة من النظامية؛ فالأمر جدُّ خطير، ويتوقف عليه الكثير، سواء فيما يتعلق بمستقبل الباحث، وحصوله على درجة علمية؛ يستطيع عن طريقها العمل في أفضل الأماكن على حسب طبيعة التخصص المتعلق به، وهناك جانب مهم لا ينبغي أن نغفله، وهو توفير المعرفة والثقافة، وإعادة تشكيل النظريات العلمية بمفهوم حديث، أو استنباط أفكار بنيوية جديدة في طبيعتها، أو مُعالجة السلبيات التي تُحيط بالمجتمع، وتجعله مُكبَّلًا بالقيود، وجميعنا يعلم أن الفرد هو الوحدة البنائية للمجتمع، وعن طريق البحث العلمي تُحل الإشكاليات الإنسانية، وسوف نبين أطروحات متنوعة تدور حول عنوان مقالنا الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة.
ما وجهات النظر في مفهوم الإطار النظري؟
اختلاف خبراء البحث العلمي في طبيعة مفهوم الإطار النظري، وسوف نُوضِّح وجهات النظر المتباينة عبر الفقرات التالية:
- وجهة النظر الأولى: هناك فريق من الباحثين العلميين الذين يرون أن الإطار النظري يتمثل في جميع الإجراءات الكتابية المتعلقة بالبحث العلمي، ومن ضمنها الاستعانة بالدراسات السابقة، ويستندون إلى أن كلمة النظري تشير إلى جميع ما هو مكتوب فيما يخص البحث، وذلك بدايةً من العنوان والمقدمة، ووصولًا إلى خاتمة البحث والمراجع.
- وجهة النظر الثانية: هناك بعض الباحثين العلميين الذين يرون أن الإطار النظري يبدأ من الجزء الذي يلي العنوان والمقدمة، وينتهي بالخاتمة، ويشمل ذلك الدراسات السابقة، ويشيع استخدام ذلك في الأبحاث التربوية.
- وجهة النظر الثالثة: وتشير وجهة النظر الثالثة إلى أن الإطار النظري يمثل الأبواب والفصول والمباحث المتعلقة بالبحث العلمي، أي إن مفهوم الإطار النظري يتمثَّل في جزء المُحتوى أو المتن، ويلي ذلك الدراسات السابقة كجزءٍ ثانٍ.
- وجهة النظر الرابعة: وتلك الوجهة تشير إلى أن الإطار النظري يبدأ بصياغة الفرضيات أو أسئلة البحث، وينتهي بالتوصيات والمُقترحات.
- ونرى من وجهة النظر الخاصة بنا أن الفريق الأول أو وجهة النظر الأولى هي الأدقُّ مع كامل الاحترام للتوجُّهات الأخرى، غير أنه في حالة إملاء جهة الدراسة أو المشرف على الرسالة لطريقة معينة أو توضيح معين للإطار النظري، يجب على الباحث أن يلتزم بذلك؛ نظرًا لاختلاف التوجُّهات البحثية من مكان لآخر.
ما أهم عناصر الإطار النظري؟
عنوان البحث العلمي:
يُعَدُّ العنوان هو بداية الإطار النظري، ومن المهم أن يكون نابعًا من جُملة المشكلة ومُعبِّرًا عنها، وكذلك ينبغي أن يُصاغ بشكل مُختصر، وبعيدًا عن الإطالة التي لا طائل منها، وكذا يجب أن يعكس العنوان بُعد الحداثة، والمقصود من ذلك هو طبيعة المشكلة المُساقة عبر فقرات البحث، والتي يجب أن تكون جديدة من حيث الطرح.
مقدمة البحث:
مقدمة البحث ثاني أجزاء الإطار النظري، ويجب أن تكون مُوجزة ولا تجاوز صفحتين، ومن المهم أن تشمل الأهمية من الدراسة، وكذلك يمكن أن يستند الباحث إلى بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو أقوال الشعراء أو النثريات الشهيرة، ويجب على الباحث أن يضمن مقدمة البحث بالطريقة التي يستخدمها في شرح الدراسة، وهو ما يطلق عليه منهج البحث العلمي.
أهمية البحث:
هناك بعض الجهات الدراسية أو بعض المُشرفين على الأبحاث ممن يُوجِّهون الطلاب نحو كتابة أهمية البحث في فقرة مستقلة، وآخرون يرون أنه بالإمكان ضم ذلك الجزء للمقدمة.
أهداف البحث العلمي:
هدف أو أهداف البحث العلمي من المحاور الأساسية في الإطار النظري، ومن المهم أن يكون ذاك في ضوء موضوع البحث، ويجب أن تكون الأهداف مقبولة من حيث المنطق، ويُمكن تحقيقها بشكل واقعي، ويجب أن تكون قابلة للمُعايرة القياس، ومن المهم أن تُصاغ الأهداف بأسلوب واضح؛ من خلال اختيار مفردات بسيطة.
إشكالية البحث:
الإشكالية عدد محدود من الفقرات بما لا يجاوز نصف صفحه، وهي عنصر مهم في الإطار النظري، ويوضح فيها الباحث المشكلة بشكل عام، ودون الخوض في شرح أو آية تفصيلات أخرى، كمدخل من أجل استكمال البناء البحثي فيما بعد.
سؤال البحث أو الفرضيات:
سؤال البحث عبارة عن حلول من ذهن البحث في ضوء ما يعرفه عن موضوع الدراسة بشكل مبدئي، ومن ثم صياغة ذلك في صورة استفهامية تبدأ بما أو هل أو لماذا أو كيف... إلخ، وتُستخدم تلك الطريقة في الأبحاث الاجتماعية، أما الفرضيات فهي عبارة عن علاقة بين متغيرين أحدهما مستقل، والآخر يتبعه، ويمكن أن يتضمن البحث أكثر من متغيرين على حسب تُوجُّهات الباحث، وفي النهاية يجب أن تُجيب إجراءات البحث التي تلي ذلك الجزء عن السؤال أو الفرضية؛ سواء بالإيجاب أو النفي دون أن يكون للباحث أي دخل وبطريقة موضوعية، وذلك مبدأ مهم من مبادئ البحث العلمي.
محتوى البحث:
محتوى البحث أو الصلب يعني جميع الشروح والتفصيلات التي تتضمنها كل من الأبواب أو الفصول أو المباحث، ويكون التقسيم الداخلي للمُحتوى على حسب توجيهات الجامعة أو مُشرف الرسالة، وفي حالة عدم وجود شروط معنية يقوم الباحث بالتقسيم وفقًا لما يراه مناسبًا، وعلى حسب حجم البحث المُراد صياغته، ومن المهم أن يبتعد الباحث عن الإطالة أو الحشو دون داعٍ، وكذلك وجب تنويع الأفكار، غير أنه ينبغي أن يكون ذلك في نفس إطار الموضوع، وعدم الابتعاد عن الطرح الأساسي؛ حتى لا يشوب البحث السلبية.
نتائج البحث العلمي:
تُعَدُّ نتائج البحث العلمي من أبرز إجراءات الإطار النظري، ويجب أن تكون النتائج وليدة للإجراءات البحثية، بدءًا من العنوان، مرورًا بالمقدمة والأهمية والمحتوى العام، ومن المهم أن تكون نتائج الباحث مُدعمة بقرائن، سواء كانت رقمية أو وصفية، ويجب على الباحث أن يُدقِّق في ذلك؛ نظرًا لكون النتائج من أكثر الأجزاء التي تُعَدُّ محل أسئلة للجنة مناقشة البحث.
التوصيات والمُقترحات البحثية:
وهي عبارة عن مجموعة من الحلول التي تنبع من الباحث ذاته، ويكون ذلك في إطار الدراسة، واكتشافه للحقائق المتعلقة للبحث، ومن المهم أن تكون بسيطة، ويمكن تطبيقها.
الخاتمة:
وهي آخر أجزاء الإطار النظري للبحث، وهي عبارة عن صفحة كتابية محدودة الجوانب، وتشتمل على مجموعة من الجُمل التي توضح مفهوم البحث عامَّةً، وكيف قام البحث بتخطِّي الصعاب حتى انتهى من البحث، ومن الممكن أن يُضمِّن الباحث الخاتمة بأبرز الاستنتاجات والمُقترحات.
الدراسات السابقة:
الدراسات السابقة عبارة عن الكُتُب أو المصادر التي يرجع إليها الباحث، من أجل الحصول على بيانات ومعلومات متعلقة بموضوع البحث العلمي، وكذلك من أجل النقد بأسلوب بناء، وهي أحد الأجزاء الأساسية بالإطار النظري، ويجب على الباحث أن يقوم بعرض مُلخَّص للدراسات السابقة، وهناك أكثر من طريقة في ذلك، ومنها الترتيب التاريخي من الأقدم للأكثر حداثة، وذلك الأسلوب هو الأكثر شيوعًا.
وبنهاية مقالنا الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة، نكون قد أجلينا طبيعة كل منهما، ووجهات النظر المختلفة المتعلقة بذلك.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات