إهداء بحث ماجستير أحد العناصر الهامَّة في الرسالة، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن ذلك الجزء الصغير جمالي أو تكميلي، وذو درجة أقل في الأهمية عن غيره من إجراءات البحث الأخرى، مثل: عنوان البحث، ومقدمته، والمنهج العلمي المُستخدم، وأهداف البحث، وأسئلة البحث، والإشكالية.... إلخ، فإن ذلك التصور يعكس ضحالة في الفكر من منظور يتمثَّل في كون رسالة الماجستير وحدة واحدة، وغياب أي جزء ولو صغير من الأمور السلبية، بل إن المفردة التي تُكتب بشكل خاطئ قد يكون لها تأثير في نفوس المُناقشين أو القُرَّاء، وبالمثل تعريف أي مصطلح علمي في غير محلِّه، أو وضع مرجع غير ذي صلة... إلخ، ومثل ذلك من الأمور التي قد تبدو بسيطة؛ فهي مُؤثِّرة وبشدَّة؛ فالباحث لا يكتب لنفسه، بل لمجتمع علمي يلزمه الدِّقَّة في كل كبيرة وصغيرة، وسوف نُوضِّح في هذا المقال البُعد الذي يعكسه إهداء بحث ماجستير، والبنود التي يشملها، وموضعه من الرسالة، وفي النهاية سوف نستعرض نماذج من إهداء بحث ماجستير.

 

ما البُعد الذي يعكسه إهداء بحث ماجستير؟

• يعكس إهداء بحث ماجستير مدى نُكران الباحث لنفسه، وبُعده عن الأنا الذَّاتية، وظهوره بمظهر مُتواضع، وهو ما يجعل مُناقشي الرسالة وقارئيها يشعرون بمدى تأدُّب الباحث، ورجاحة عقله.
• إن الباحث العلمي لا يعيش بمفرده؛ فهو إنسان في المقام الأول مليء بالفطرة التي فطره المولى سبحانه وتعالى عليها، ومن بين ذلك حب الآخرين، وعلى الرغم من الهدف الأسمى للبحث، وهو إيصال فكرة جديدة لم يطرحها آخرون من قبل، ومن ثم إفادة البشر في مجال معين، سواء أكان تطبيقيًّا أو تربويًّا أو أيًّا كانت نوعيته، والسعي حثيثًا في سبيل ثقافة تُساعد في نهضة الوطن على النحو العام، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكبح إنسانية الباحث، ويجعله يُفكِّر في ذاته، ودرجته العلمية التي سوف يحصدها؛ فهناك كثيرون ممَّن لهم أدوار مختلفة في تعظيم فكر الباحث، وتفوقه على أقرانه.

 

 

ما البنود التي يمكن أن يتضمَّنها إهداء بحث ماجستير؟

هناك مجموعة من البنود التي يمكن أن يشملها إهداء بحث ماجستير، سواء كلها، أو بعضها، وفقًا لرؤية الباحث، ومن أبرزها ما يلي:

مدح معلم البشرية الأول:

يُعَدُّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أكثر الشَّخصيات التي يُمكن أن يبدأ بها الباحثون إهداء بحث ماجستير، وهل يُوجد بشر خير من الصَّادق المعصوم؟! فهو حبيبنا، وشفيعنا يوم التَّنادِ.

 

شُكر الأبوين:

يقول المولى سبحانه وتعالى في مُحكم آياته:

بسم الله الرحمن الرحيم:

"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إلى الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليَّ ۚ ثُمَّ إلى مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )15)".

صدق الله العظيم [لقمان: 14: 15].

ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الأبوان أحدهما أو كلاهما من بين عناصر إهداء بحث ماجستير، فإذا لم يكن للأبوين فضل على الباحث العلمي، فمن يكون له الفضل؟!  

 

الإخوة والأخوات:

يُعَدُّ الإخوة والأخوات خيرَ سندٍ في حياة كل فرد؛ بدافع من أصالة النَّسب، والحب الفطري، ويُمكن أن يُضمِّنهم الباحث فيما بين سطور إهداء بحث ماجستير.

 

شكر الزوج أو الزوجة:

وذلك يختلف على حسب كاتب الرسالة، سواء أكان باحثًا أو باحثة، وبالتأكيد للزوجين أثر في حياة بضعهما البعض، وخاصة في ظل طول فترة الرسالة، سواء ما يخص محاضرات الدراسة، أو تنفيذ الرسالة ذاتها، ومن ثم الحاجة لمُساندة شريك أو شريكة الحياة، ومن الممكن تضمين ذلك عند كتابة إهداء بحث ماجستير.

 

شُكر مُشرفي الرسالة:

للمُشرفين على الرسالة دور كبير على الباحث في مرحلة الماجستير، ومن المُتعارف عليه أن رسالة الماجستير يلزمها مُشرف يتابع الطالب في كافة مراحل البحث، ويُوجِّهه للصَّواب، والسبب في ذلك هو ضحالة ما يمتلكه الباحث العلمي من معلومات حول طريقة تنفيذ الرسالة، ومن هذا المُنطلق ينبغي أن يضمن الباحث جزءًا إهداء بحث ماجستير بشكر بسيط للمُشرف أو المُشرفين على الرسالة.

 

شُكر زملاء الدراسة:

ينبغي ألا ينسى الباحث العلمي في زُمرة خطوات الرسالة زملاء كان لهم الفضل، سواء في مراحل الدراسة الأساسية، أو الجامعية، أو بالدراسات العُليا، فهناك أشخاص لا يمكن نسيانهم؛ نظرًا لدماثة خلقهم، وإيثارهم لغيرهم، وهم كُثُر، ويمكن أن يتضمن إهداء بحث ماجستير أبرز هؤلاء الزملاء.

 

شُكر أي شخص له تأثير في حياة الباحث:

على الرغم من وجود أشخاص في حياتنا بصفة دائمة مثل الأبوين، أو لفترة مؤقتة، مثل المُشرفين على الرسالة أو زُملاء الدراسة، فإن هناك بعض الأشخاص الذين يُقابلهم الإنسان في مواقف معينة، ويهيئهم المولى - عزَّ وجلَّ - كي يكونوا خيرَ عونٍ لنا في كافة مراحل الحياة؛ فهم منحةٌ ومنَّة من الله في وقت الحيرة والأزمة، وقد يكون لأحدهم دور فعَّال في تغيُّر مسار الحياة برُمَّتها، ويمكن أن يكون لأحدهم مكان في إهداء بحث ماجستير.

 

ما موضع جزء إهداء بحث ماجستير؟

يبدأ الباحث رسالة الماجستير الخاصَّة به من خلال وضع غلاف خارجي يحتوي على شعار الجامعة التي يدرس بها، وطبيعة التخصُّص، وفي وسط منتصف الصفحة يقوم بكتابة عنوان الرسالة ببُنط كبير وسميك، وبعد ذلك يقوم بكتابة اسمه، وبعد ذلك اسم المُشرف على تنفيذ الرسالة، وفي الصفحة التالية يتم وضع إهداء بحث ماجستير.

 

ما طبيعة اللغة المُستخدمة عند صياغة إهداء بحث ماجستير؟

صياغة أي إهداء بحث ماجستير ينبغي أن تعكس قُدرات الباحث اللغوية، والتي ينبغي أن تكون مُفعمة بالصور البلاغية، مثل: التشبيهات، والكنايات، والاستعارات... إلى ما غير ذلك؛ فالباحث يكتب نصًّا يعكس الحب والتقدير لأناس كان لهم دور حيوي ومحوري، ومنهم من ضحُّوا واستقطعوا وقتًا كبيرًا، وبذلوا جهودًا مُضنية، ومن المهم أن يستشعر القارئ مدى امتنان الباحث لهؤلاء.

 

(نموذج 1) إهداء بحث ماجستير:

الإهداء

إلى أُمِّي الغالية، والتي ما زالت تمدُّني بطاقة إيجابية لا نظير لها،

وما زال نبض قلبها يطربني منذ أن كنت صغيرًا.

 

إلى والدي، سندي وعضُدي في تلك الحياة.

 

إلى زوجتي العزيزة التي أُكِنُّ لها كل الاحترام والتَّقدير

إلى إخوتي وأخواتي الكرام.....

 

أُقدِّم لكم

هذا العمل البحثي البسيط

 

 

(نموذج 2) إهداء بحث ماجستير:

أهدى رسالتي

إلى من علَّمتني الصبر والجدَّ والاجتهاد في كافة مناحي الحياة... أُمِّي الحبيبة.

 

إلى من أرسى لديَّ قواعد الخلق الكريم، وكيفية كبح زمام النفس... أبي المُوقَّر.

 

إلى من كانت نعم السَّند في رحلتي العلمية والبحثية، ولم تدَّخر جُهدًا في مُساعدتي... زوجتي الغالية.

 

إلى الأستاذ الدكتور/............ الذي لم يضنَّ عليَّ بأي معلومة علمية في تخصُّص.....

 

إلى جميع أهلي وأصدقائي...

 

أُقدِّم إليكم رسالتي المُتواضعة.............

 

وفي النهاية؛ نكون قد قدَّمنا معلومات بسيطة ووافية حول إهداء بحث ماجستير، وندعو الله أن يُوفَّق طلابنا لإتمام رسائلهم على أفضل حال.

 

 

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا