ضوابط كتابة الرسائل العلمية
نقصِدُ بضوابط كتابة الرسائل العلمية جميع الأمور والتفصيلات الدقيقة، التي تُساعد في صياغة رسائل تستحوذ على إعجاب الجهات المعنية (جهات الدراسات العُليا)، ويختلف البحث العلمي عن أي نوع آخر من أنواع المُدوَّنات، فمعاييره ومُحَدَّداته واشتراطاته تختلف مثلًا عن كتابة الرواية، أو القصة القصيرة، أو المقالات الخبرية بجميع أنماطها، والأمر أكبر من ذلك بكثير مع احترامنا لجميع الكُتَّاب، الذين نُكِنُّ لهم كل التقدير، غير أن الكاتب قد يكون مُؤثِّرًا في قطاع مُعَيَّن من الجمهور، أما الباحث العلمي فله تأثير على المُجتمع بأسره، وربما يتخطَّى الأمر ويصل صيتُه وتأثيره على المُستوى الإقليمي أو الدولي. نعم؛ الباحث العلمي هو عمود الخيمة في الوقت الرَّاهن، وعن طريقه يُمكن اختصار عشرات السنوات من التَّعَب والكدِّ، فتقنية واحدة في مجال مُعَيَّن قد تكون كفيلة بإحداث التطوُّر المنشود، والنهوض ونيل قصب السبق، وبالتأكيد كل ما سبق ذكره مُرتبط بضوابط كتابة الرسائل العلمية؛ فهي سبيل الباحث نحو النجاح وتحقيق المآرب.
مُحتويات المقال:
- ضوابط كتابة الرسائل العلمية المظهرية.
- ضوابط كتابة الرسالة العلمية المنـهجـية.
ضوابط كتابة الرسائل العلمية المظهرية:
يُوجد كثير من ضوابط كتابة الرسائل العلمية المظهرية، التي تشترك فيها غالبية جهات الدراسات العُليا، وسنُبيِّنُها فيما يلي:
- الكتابة الحاسوبية: أوَّل ضوابط كتابة الرسائل العلمية المظهرية يتمثَّل في ضرورة كتابة جميع أجزاء الرسالة بمُلحقاتها على الحاسب الآلي، والبرنامج الأكفأ في ذلك هو الوورد، بما يحمله من مُقوِّمات، وواجهة تسمح للباحث بالكتابة والصَّف النظامي، مع سهولة تضمين المراجع العلمية، بالإضافة إلى بساطة عملية التعديل عند رغبة الباحث في ذلك، كما أن الحاسب الآلي وسط مهم لحفظ الرسالة، وبعيدًا عن الطُّرُق الكلاسيكية الورقية، ويُمكن اصطناع أكثر من نُسخة؛ بهدف اللجوء إلى أيٍّ منها في المُستقبل، عند إجراء تعديلات لجنة المُناقشة، أو حال الرَّغبة في إصدار كتاب، أو نشر الرسالة في موقع الدوريات العلمية على شبكة الإنترنت.
- صفحة عنوان الرسالة: لصفحة عنوان الرسالة تنسيقات مُعَيَّنة، وذلك من ضوابط كتابة الرسائل العلمية المحورية، حيث تشتمل تلك الصفحة على اسم الجامعة والكلية والقسم الخاص بالطالب، ويكون ذلك في الجزء العُلوي يمينًا، ويلي ذلك عنوان الرسالة بخط عريض وكبير في مُنتصف الصفحة، ثم اسم الباحث أو الباحثة، وبعد ذلك اسم المُشرف أو مجموعة المُشرفين على الرسالة العلمية، ويُدوَّن تاريخ إعداد الرسالة بالهجري والميلادي في مُنتصف الصفحة السُّفلية.
- صفحة الشُّكر والتقدير: وتلك الصفحة تلي صفحة العنوان، وفيها يمتنُّ الباحث ويشكر السادة المُشرفين على ما قاموا به من مُساعدة في الرسالة العلمية.
- صفحة إهداء الرسالة: وفيها يصوغ الباحث مجموعة من العبارات الرَّنَّانة، وذلك الجزء لا علاقة له بالأقسام المنهجية للرسالة، ويسير بمعزلٍ عنها، وعلى الرغم من كونه تكميليًّا فإنه مهم، ولا يُمكن إغفاله.
- صفحة فهرس المُحتويات: وهي الصفحة التي تلي الشُّكر والإهداءات، ويضع فيها الباحث جميع ما يشمله البحث من أقسام، مع وضع نطاق لأرقام الصفحات أمام كل قسم.
- نوعية الورق المُستخدم في طباعة الرسالة: من بين ضوابط كتابة الرسالة العلمية، التي تطلبها جهات الدراسات العُليا الطباعة على ورق A4، وهو الأمر الشائع بين جميع الجامعات، ونحن نلحظ أن الكتابة العلمية بوجه عام لا تخرج عن ذلك المقاس، ويُفضَّل أن يكون الورق ذا وزن سميك، ولا يقل عن 80 جرامًا، والهدف من ذلك هو المُحافظة على الرسالة أثناء التداوُل، وذلك لأطول فترة زمنية مُمكنة، وبالنسبة للون الورق المُعتمد في جُلِّ جهات الأبحاث هو اللون الأبيض، ويُمكن أن يشذَّ عن ذلك صفحة العنوان فقط، وذلك في حالة رغبة الباحث بإضافة لمسات جمالية على الرسالة العلمية.
- نوعية الخطوط المُستخدمة في كتابة الرسالة: تختلف طبيعة الخطوط التي يُحدِّدها المسؤولون عن الدراسات العُليا عند كتابة الرسالة، ومن أكثر الخطوط استخدامًا كل من TIMES NEW ROMANS، وARIAL، وSAMPLIFIED ARABIC، وTRADITIOAL ARABIC، وفيما يَخُصُّ حجم الخط فإن الشائع هو كتابة عناوين الأبواب وفقًا لمقياس 18 مع استخدام الخط الغليظ، وبالنسبة للعناوين الجانبية فتُكتب بالمقياس 16 مع التنفيذ بالخط الغليظ، والكتابة النصية العادية يُمكن أن تأخذ مقياس 14، أما بالنسبة لكتابة العناوين فوق الجداول والرسوم البيانية الصور؛ فيكون باستخدام الخط 12 الغليظ.
- ترقيم صفحات الرسالة: وذلك العُنصر من بين ضوابط كتابة الرسالة العلمية الأساسية، وتطلب بعض الجهات ترقيمًا في الجُزء العُلوي يسارًا، وبالنسبة للرسائل المُدَوَّنة باللغة الإنجليزية يكون الترقيم على عكس ذلك في الجُزء العُلوي يمينًا، وهناك أماكن أخرى قد تُحدِّدها الجهات لكتابة ترقيم الصفحات مثل مُنتصف الصفحة السُّفلي.
- الهوامش والحواشي: يُعتبر تنظيم الهوامش والحواشي في مقدمة ضوابط كتابة الرسائل العلمية، وهناك مقياسان شائعان بالنسبة للهوامش يمينًا ويسارًا؛ وهما 2.5 سم في الاثنين، والبعض الآخر من الجهات يطلب 3 سم في اليمين، و2.5 في اليسار، وذلك على اعتبار مُراعاة التكعيب الحلزوني البلاستيكي لأوراق الرسالة أو البحث العلمي، وحتى لا يُغطِّي على الكتابة الداخلية، وبالنسبة للحواشي السُّفلية، التي تتضمَّن توثيق المراجع؛ فهي في حدود 4-6سم.
- التجليد والتغليف: تجليد وتغليف الرسالة العلمية من ضوابط كتابة الرسائل العلمية المهمة، وفي الغالب تتطلَّب الجامعات التغليف البلاستيكي مع تكعيب الورق، ومن المهم أن يكون الغُلاف الأمامي من البلاستيك الشفاف، أما ظهر الرسالة أو الغُلاف الخلفي؛ فهناك بعض الجامعات في دولنا العربية تُطالب بألوان مُعَيَّنة للغُلاف الخلفي، وذلك للتمييز بين الدكتوراه والماجستير، حيث تشترط لونًا أسودَ خلفيًّا لرسالة الماجستير، وبالنسبة للدكتوراه تشترط لونًا كُحليًّا... وهكذا، وبالطبع هناك اختلافات بين جهات الدراسات العُليا في ذلك.
- عدد نُسخ الرسالة: من بين ضوابط كتابة الرسائل العلمية طباعة أكثر من نُسخة، ويختلف عدد النُّسخ التي تتطلَّبها جهات الدراسة على حسب القواعد واللوائح الداخلية، وهناك مُحَدِّد آخر في ذلك، وهو عدد أفراد لجنة المُناقشة، ومن المُفضَّل أن يقوم الطالب بطباعة عدد أكثر من المطلوب؛ وذلك من أجل مُواجهة أي ظروف طارئة.
- الجداول في الرسالة العلمية: تنظيم الجداول من بين ضوابط كتابة الرسائل العلمية الضرورية، ولا تُوجد رسالة علمية تكاد تخلو من الجداول، التي يُمكن أن تُمثِّل بيانات تتعلَّق بجهات حكومية أو علمية، وتتضمَّن معلومات مهمة يستطيع أن يخلص منها الباحث بنتائج جيِّدة، وذات براهين واضحة، كما يُمكن أن تتضمَّن هذه الجداول ما يتعلَّق بتحليل الاستبيانات أو بطاقات المُلاحظات أو المُقابلات، أو أي أداة أخرى من أدوات البحث العلمي، حيث يستخدم الباحثون والباحثات برمجيات حديثة؛ من أجل تبويب وتلخيص وتحليل البيانات، بما يُساهم في وضع استنتاجات جيِّدة على حسب نوعية البحث العلمي، وترتيب الجداول في البحث يكون من خلال الترتيب الرقمي التَّصاعُدي، وفي أسفل الجدول يكتب رقمه مع توضيح الوصف الخاص بالجدول، وعلى سبيل المثال: (جدول 1: مُقارنة بين حالات الطلاق في مصر خلال السنوات الأربع الماضية)، (جدول 2: نتائج استبيان عن أسباب ارتفاع مُعدَّلات الطلاق في جمهورية مصر العربية).... إلخ.
- الصور والأشكال والرسومات في المُحتوى: هناك ترتيب مُتَّبع فيما يَخُصُّ الصور والأشكال والرسومات التي يرغب الباحث في تضمينها لمُحتوى البحث؛ والتي تُستخدم لتوضيح الأفكار المكتوبة، ولإثراء الهيئة العامَّة للبحث، ومن المهم أن يقوم البحث بالترتيب الرَّقمي التَّصاعُدي لتلك الأشكال، ويضع نقطتين، ثم يقوم الباحث بتوضيح طبيعة ما تُعبِّر عنه الصورة أو الشكل أو الرسم، وعلى سبيل المثال يُكتب (شكل 1: صورة لإنفوجرافيك القُبَّعات السِّت)، و(شكل2: ..............)... إلخ، والترقيم يكون أسفل الصورة أو الرسم، مع أهمية وضع هذه الصور في صفحات مُستقلَّة، وبجوار ما يُناسبها من مُحتوى، حتى يسهُل على الباحث مُطالعة ورؤية تلك الصور بمجرد الإشارة إليها في النص المكتوب.
ضوابط كتابة الرسالة العلمية المنهجية:
أفردنا في الفقرات السابقة ضوابط كتابة الرسائل العلمية في شِقِّها المظهري، ولكن ذلك يجب ألا يُنسينا أهمية اتِّباع النُّظُم المنهجية العلمية التي تراكمت وتأصَّلت عبر أجيال مُتتابعة، وفصَّلها خُبراؤنا العلميون بصورة مُستفيضة؛ حتى تُصبح الرسالة العلمية مُكتملة الأركان، ومُصوغة بالطريقة المثالية، وتتمثَّل ضوابط كتابة الرسالة العلمية المنهجية فيما يلي: كتابة عنوان شامل ومُعبِّر عن مشمول الرسالة، ويلي ذلك كتابة مُقدِّمة عامَّة تُهيِّئُ القُرَّاء لمُتابعة التفاصيل الأخرى، وبعد ذلك تدوين أهمية وأهداف البحث بأسلوب صحيح، ودون خلط بينهما، ثم يلي ذلك كتابة أسئلة الرسالة أو الفرضيات الخاصَّة بها، ويلي ذلك كتابة المتن (مُحتوى الرسالة)، ويتبع ذلك تضمين الدراسات السابقة والتعامل معها بشكل مُنظَّم، ثم كتابة استنتاجات البحث وتوصياته ومُقترحاته، وفي النهاية وضع خاتمة البحث المُختصرة، وتدوين المراجع البحثية.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات