كيف تكتب خطة البحث؟
كيف تكتب خطة البحث؟ إذا ما كنت من الباحثين في مرحلة الدراسات العُليا بقسميها الماجستير أو الدكتوراه، أو من طلاب الجامعات، أو حتى طلبة المدارس، فإن ذلك المقال سيُفيدك، ويجعل منك في النهاية قادرًا على كتابة خطة البحث، ومِنْ ثَمَّ تنفيذ التفاصيل المرتبطة بها، ووفقًا للطريقة المنهجية المنظمة، وعلى الرغم من جودة اللغة التي يمتلكها كثير من باحثينا وطلابنا، غير أنهم قد يعرفون نظم كتابة الأبحاث، وذلك مطلب مهم من جانب الجهات العلمية على اختلاف أنماطها؛ فهم يعنيهم في المقام الأول مدى ترابُط البحث، واستخدام الباحث للطرق العلمية المُتعارف عليها، وفي النهاية بلوغ نتائج جيدة، تجعل البحث ذا قيمة.
محتويات المقال:
|
_________________________________
مـــا طبيعة خطة البحث؟
نقصد بخطة البحث عددًا من الخطوات أو الخطوط العريضة، والتي يضعها الباحث بشكل مُسبق؛ يعكس الصور العامة المستقبلية للبحث، ومِنْ ثَمَّ وضع التفاصيل المرتبطة بذلك في مرحلة تالية؛ لإكمال المنظومة البحثية، وتقديم بحث لائق للجهات العلمية.
ما أهمية خطة البحث؟
-
النظام والترتيب هما الداعمان لأي بحث علمي؛ والذي يُعد مغايرًا لأي نوع من أنواع التدوينات، فمثلًا يختلف عن كتابة المقالات، وكذا المسرحيات، وبالمثل القصص بمُختلف أنواع القصيرة والروايات، ولا بد له من عناصر محددة تساعد الباحث في بلوغ المأمول، وتوضيح موضوع أو ظاهرة أو مشكلة بصورة لا لبس فيها، وخاصة في ظل تخصصية تلك الأبحاث، فنجد أن هناك أبحاثًا تجريبية وأخرى تطبيقية، وفي فروع عدة مثل التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والفلسفة والاجتماع... ولنقل ما نشاء من الفروع، فهي لا حصر لها.
-
وفي ضوء ما سبق تتضح أهمية خطة البحث، التي تُعد بمثابة خريطة شاملة للباحثين والباحثات.
هل تختلف خطة البحث من مرحلة دراسية لأخرى؟
نعم، تختلف خطة البحث من حيث المنهجية بين مرحلة دراسية وأخرى، وسنوضح ذك فيما يلي:
-
خطة البحث في المرحلة الجامعية: تُعتبر خطة البحث في المرحلة الجامعية بسيطة نوعًا ما، ولا تتطلب كثيرًا من العناصر، وهي بمثابة تأهيل للطلاب؛ من أجل معرفة أسلوب عمل الأبحاث، تحسبًا للالتحاق بالدراسات العُليا فيما بعد، كما أنها تستخدم كعُنصر مهم في تقييم طلاب وطالبات الجامعة، والتعرف على الاستفادة التي حققوها من الدراسة في كلية معينة، بالإضافة إلى أن بعض الجامعات تضيف درجات تلك الأبحاث إلى التقدير الكُلي التراكمي، وهذه الأبحاث محدودة من حيث الحجم، ويمكن أن تتراوح بين 40-60 صفحة، ويمكن أن يتم إعدادها وتنفيذها؛ من خلال فرد واحد أو اشتراك مجموعة من الأشخاص.
-
خطة البحث في مرحلة الماجستير والدكتوراه: تتضمَّن خطة البحث في مرحلة الماجستير والدكتوراه عناصر كثيرة، والتفاصيل المرتبطة بها أكبر، حيث يصل حجم رسائل الدكتوراه في بعض الأحيان لما يُجاوز 500 صفحة، ويتم إعداد ذلك بشكل فردي، وتتطلَّب فترة زمنية كبيرة قد تتخطَّى ثلاثة أعوام في بعض الجامعات، ويلزمها دقَّة في كلمة مكتوبة، نظرًا لمناقشتها من جانب لجان متخصصة.
عوامل مهمة تؤثر في جودة خطة البحث:
-
التنــــــاغم بين جميع عنــــــــــاصر خطة البحث: يُعتبر التناغم بين العناصر المهمة المؤثرة في جودة خطة البحث، فعلى سبيل المثال نحن نتحدث عن عنوان: "فاعلية إدارة الجودة الشاملة في زيادة المبيعات"، فيجب أن تكون المقدمة في نفس الإطار، وكذا الأهمية والأهداف، والأسئلة، والفرضيات... إلخ.
-
أن تعبر خطة البحث عن مشكلة أو موضوع مهم: من عناصر جودة خطة البحث أن تعبر عن مشكلة أو موضوع حيوي، وذلك بعيدًا عن الموضوعات المستهلكة، والتي تطرق إليها السابقون بشكل مُستفيض، أو الموضوعات غير المهمة، والتي لا تمثل قيمة، ولكن في حالة رغبة بعض الباحثين في تناول قضايا علمية سابقة، وذلك حق مكفول للجميع؛ فيجب أن يكون ذلك من باب التجديد والتطوير.
كيف تكتب خطة البحث وتفاصيلها؟
سنستعرض فيما يلي عناصر خطة البحث، وتفاصيلها:
العنوان: العنوان هو المكون الأول لخطة البحث، والتفاصيل المرتبطة بصحة وجودة عنوان البحث تتمثَّل في: عنوان يعكس موضوعًا جديدًا وغير منسوخ، وصحيح لغويًّا، ويحتوي على متغيرات البحث أو الكلمات الرئيسية، ومُختصرًا من حيث الكلمات، وواضحًا وبسيطًا.
مقدمة البحث: المقدمة كما يتضح من مدلولها عبارة عن جزء كتابي محدود، ويختلف في حجمه من بحث لآخر؛ وكذا من مرحلة دراسية لأخرى؛ فنجده في أبحاث الجامعات والمدارس لا يتخطَّى صفحة، أما في الدراسات العُليا فيمكن أن يصل لثلاث صفحات، وهو بمثابة تهيئة لأذهان القراء لطبيعة المحتوى الداخلي بشكل عام، ومن المهم أن تحتوي المقدمة على وجهة نظر الباحث في الموضوع، ومدى أهمية الطرح، ويمكن أن يدعم الباحث مقدمته بآيات قرآنية أو بعض من الأحاديث النبوية ذات العلاقة المباشرة بموضوع خطة البحث.
مشكلة البحث: وهو جزء أساسي في خطة البحث؛ بغرض تعريف القراء بنوعية المشكلة المُثارة بين جنبات البحث، وحجم ذلك الجزء بين 150-250 كلمة.
منهج البحث: تستخدم مناهج البحث العلمي في تفصيل الموضوع محل خطة البحث، وبطريقة منظمة؛ فعلى سبيل المثال نجد أن المنهج الوصفي يهتم بدراسة الظواهر على نفس حالتها في الطبيعة، ومِنْ ثَمَّ وضع إطار للعلاقات، والتعرف على المسببات، وفي النهاية استخلاص النتائج، وتوجد مناهج علمية عديدة بخلاف المنهج الوصفي، مثل المنهج الاستقرائي، والكمِّي، والاستنباطي، والتاريخي.. إلخ، ومن المهم أن يشير الباحث في ذلك البند المهم من بنود خطة البحث للمنهج أو المناهج التي استخدمها في بحثه.
مصطلحات البحث: وذلك الجزء من أجزاء خطة البحث المهمة بالنسبة للباحثين في الدراسات العُليا على وجه الخصوص؛ حيث إن المُصطلحات العلمية بوجه عام متشابكة ومتشعِّبة من حيث تعريفها، ويهم الباحث توجه معين، ومِنْ ثَمَّ يلزم ذلك تعريف واضح للمُصطلحات، وفيما ينتوي الباحث عمله من تفصيلات داخل البحث أو الرسالة العلمية.
أهمية البحث: ويُعتبر بند أهمية البحث من العناصر التي يجب أن يشملها أي بحث علمي، مهما كان مستواه أو ما يحتويه من تخصص، والأهمية تُعبِّر عن الدواعي من التطرق لموضوع البحث دون غيره من الموضوعات.
أهداف البحث: وأهداف البحث تعكس ما يودُّ الباحث في تحقُّقه، وهو بند أصيل من بنود خطة البحث، ومن المهم أن تتَّصف بالوضوح والبساطة، مع إمكانية قياسها، وذلك الجزء يرتبط بصورة مباشرة باستنتاجات البحث.
أسئلة البحث وفرضياته: وأسئلة البحث وفرضياته من البنود المهمة في خطة البحث، وتُعد أسئلة البحث بمثابة بلورة للمشكلة في هيئة سؤال، ويمكن أن يصوغ الباحث أكثر من سؤال وعلى حسب رغبته، وبالنسبة للفرضيات؛ فتكتب بأسلوب خبري لتُعبِّر عن علاقة بين متغيرين بحثيين، وهناك من يستخدم طريقة الأسئلة أو فروض البحث أو كليهما على حسب التوجهات، وطبيعة تخصص البحث.
مضمون البحث: ويتمثَّل مضمون البحث أو المحتوى في كل من: الأبواب والفصول والمباحث والمطالب، وحجم التقسيم والتوصيف يتوقف على مستوى الدراسة، ونوعية المشكلة العلمية، بما يحقق في النهاية دراسة واضحة وشاملة، وذلك من عناصر خطة البحث المحورية.
الاستنتاجات (نتائج البحث)، والتوصيات: تُعد الاستنتاجات بمثابة خلاصة لجميع أقسام البحث، وتمثل أهم ما يتوصَّل له الباحث بعد دراسة مُستفيضة، ويُعتبر من أبرز أقسام خطة البحث، أما بالنسبة للتوصيات فيصوغها الباحث في ضوء الشرح والتفصيل والنتائج، وهي عبارة عن حلول لإشكالية البحث العلمي.
خاتمة البحث: وهو من بين الأجزاء الصغيرة، التي تُمثِّل نهاية خطة البحث، ويمكن أن يتناوله الباحث في صفحة أو اثنتين على الأكثر، وذلك بالنسبة لأبحاث الجامعات، وفي ثلاث صفحات أو أربع فيما يتعلق بأبحاث الدراسات العُليا.
المصادر والمراجع: ويتضمَّن ذلك الجزء قائمة بجميع المصادر والمراجع التي شملها البحث أو الرسالة العلمية، ولذلك طُرُق مُتباينة.
المُلحقات: وهو عُنصر من عناصر خطة البحث، وأهم ما يشمله الصور ونماذج أدوات البحث العلمي، سواء الاستبيانات أو بطاقات الملاحظة... إلخ، وكذلك الجداول البيانية.
وبنهاية إجابتنا عن سؤال: كيف تكتب خطة البحث؟، وفي حالة رغبتكم في المُساعدة المتعلقة بإعداد وتنفيذ الأبحاث والرسائل العلمية والتقارير العلمية بمُختلف المستويات الدراسية؛ يُسعدنا تواصُلُكم معنا.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات