كيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها
كيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها؟ الدراسات السابقة عنصر محوري، وذو أهمية كبيرة في كثير من أنماط الرسائل العلمية، وهي بمثابة النهر الذي يمد المحاصيل الزراعية بالمياه الوفيرة، وبما يساعد على نمو الزرع وترعرعه، وبالمثل نجد أن الدراسات السابقة أحد الروافد المهمة للمعلومات فيما يخص الأبحاث العلمية، ويخصص لها الجزء الثاني بالإطار النظري، أو يمكن أن يضمنها الباحث لمحتوى البحث في فصل منفصل، أو ضمن جزء مشكلة الدراسة، ونجد البعض يضمونها لمشكلة الدراسة، والأمر نسبي وعلى حسب المعايير التي تحددها جهات الدراسات العليا، ولا يعني تنوع المحددات من جامعة لأخرى وجود اختلافات وتناقضات، بل إن الأمر لا يعدو كونه رؤى في طبيعة بعض الإجراءات، والهدف في النهاية واحد، وهو الخروج بقيم علمية مُجدية، وفيما يلي سنستعرض كيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها، من خلال تفصيلات المقال، مع نقاط أخرى مهمة.
أطروحات المقال:
-
ما الهدف من وجود الدراسات السابقة في الأبحاث العلمية؟
- مـــا أبرز طرق ترتيب الدراسات السابقة؟
- كيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها؟
- مثال لمناقشة الدراسات السابقة وترتيبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الهدف من وجود الدراسات السابقة في الأبحاث العلمية؟
- هدف معلوماتي: يُعتبر الهدف المعلوماتي في مقدمة الأهداف من سوق دراسات سابقة في الأبحاث، وخاصة البنائية منها، بمعنى التي يُنشئها الباحث رغبة منه في معالجة جوانب القصور في مشكلة معينة تم التطرق إليها مسبقًا، ولم تُقدم الحلول المجدية، أو أسفرت عن نتائج غير دقيقة، ومن ثم رأى الباحث تناول ذات المشكلة أو جانب منها، والسعي حثيثًا لبلوغ قيمة جديدة، لم يتوصل إليها باحث من قبل، فهو متفرد بما لديه من قواعد وأسس علمية، وفكر مستنير يستطيع عن طريقه جمع المعلومات، وتحليلها، وتفسيرها بأسلوب علمي.
- هــدف المقارنة: الشيء بالشيء يُعرف، ويُعد هدف المقارنة بين أهداف تخصيص جزء للدراسات السابقة في متون الأبحاث؛ حيث يقوم الباحث بتفصيل أوجه الاختلاف والشبة بين الدراسات السابقة والبحث العلمي الذي يصوغه، وذلك وفقًا لقواعد وطرق منهجية، ومن ثم إظهار براعة الباحث، وتميزه عن أقرانه السابقين.
ما المعايير التي تحدد اختيار الدراسات السابقة وتضمينها في البحوث والرسائل العلمية؟
- مدى صلتها بالبحث المقدم: ينبغي على الباحث أن ينتقي الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع بحثه، وذلك المعيار على قدر كبير من الأهمية؛ نظرًا لوجود بعض الباحثين ممن يتناولون رسائل بعيدة كل البعد عن محاور البحث ولا يمكن الاعتداد بها كدراسات سابقة، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم إلمامهم الكافي بالطريقة المنهجية للأبحاث، أو نتيجة خوفهم من تقييم تلك الأبحاث، وظهورها بهيئة أفضل من أبحاثهم.
- مــــــــــــدى حـــــــــــداثتها: من المهم على الباحث أن يختار دراسات سابقة حديثة في نوعيتها، حيث إن العتيق منها غير مفيد من ناحية القيمة العلمية، وسيُعد ذلك بمثابة تضييع للوقت، وعلى سبيل المثال يمكن أن يضمن الباحث الدراسات السابقة في حدود 10 سنوات مثلًا، ويتوقف المدى الزمني للدراسات السابقة على مدى غزارة الأبحاث فيما يخص موضوع الرسالة ذاتها.
مـــا أبرز طرق ترتيب الدراسات السابقة؟
- طـــــريقة ترتيب الــــــــدراسات الــــــسابقة تاريخيًا: وتُعد تلك الطريقة هي الأكثر شيوعًا بين جموع الباحثين والباحثات، وفيها يقوم الباحث بترتيب ما جمعه من دراسات سابقة على حسب التاريخ، حيث يضع الأحدث، ويليه الأقدم.
- طريقة ترتيب الدراسات السابقة وفقًا لصلتها بالبحث: تختلف نسبة التشابه بين الدراسات السابقة، والبحث الحالي؛ فنجد أن البعض منها ذو صلة مباشرة من حيث المحاور البحثية التي يتناولها الباحث، وأخرى أقل من حيث العلاقة، وبناءً على ذلك يقوم الباحث بترتيب الدراسات السابقة حسب الموضوعات الأكثر صلة، ويليها الأقل.
- طريقة ترتيب الدراسات السابقة حسب المناهج العلمية المستخدمة: قليل من يستخدم تلك الطريقة، والمعيار في الترتيب هو المنهج العلمي المستخدم في الدراسات السابقة، مثل: المنهج الكمي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستنباطي، والمنهج الوصفي، والمنهج التاريخي... إلخ، حيث يقوم الباحث بجمع كل مجموعة من الدراسات السابقة لها نفس المنهج في صنف واحد... وهكذا.
- طريقة ترتيب الدراسات السابقة عن طريق المقارنة: وفي ذلك النموذج من طرق ترتيب الدراسات السابقة؛ يقوم الباحث بتوضيح نقاط الاختلاف والتشابه بين بحثه وتلك الدراسات، والتعليق باختصار.
كيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها
يبدأ الباحث بوضح الدراسات السابقة باللغة العربية أولًا، ويلي ذلك الدراسات الأجنبية، ووفقًا لطرق الترتيب الموضحة في إجابة السؤال السابق، وبعد ذلك يكتب اسم الباحث أولًا، وتاريخ الدراسة، ويلي ذلك عنوان موضوع الدراسة السابقة، وبعد ذلك يتناول الباحث طبيعة مشكلة الدراسة، والهدف منها أو طبيعة الفرضيات التي صيغت، وأبرز ما خلصت إليه الدراسة من نتائج وجميع ما سبق يعرض بصورة مختصرة، ولا يزيد على 150—200 كلمة لكل دراسة سابقة، وفي نهاية ذلك يقوم الباحث بالتعليق في حالة وجود رؤية خاصة به مخالفة عما دون في الدراسة السابقة.
مثال لمناقشة الدراسات السابقة وترتيبها:
فيما يخص رسالة ماجستير بعنوان (تأثير العلاقة الوالدية بمستوى التحصيل الدراسي عند أطفال الروضة):
دراســـــة (راجي، عبد الله، 2016)، (إساءة معاملة الأطفال وتأثيرها على تحصيل الأطفال تعليميًا).
وتلك الدراسة تهدف إلى معرفة مدى تأثير العنف الجسدي بالنسبة للأطفال في سن الخامسة من عمرهم، وتمثلت عينة الدراسة في 104 أطفال وطفلة.
- النتائج: نسبة 12% من الأطفال محل عينة الدراسة؛ تعرضوا لإساءة في التعامل ما بين تعنيف أو توبيخ أو ضرب... إلخ، وذلك على لسان الأطفال والأمهات، وهؤلاء الأطفال في مستوى دراسي مُتدنٍّ، أما باقي العينة ممن لم يعنفوا أو يصابوا بأذى جسدي من أحد الوالدين أو كليهما؛ فهم لديهم قدرات تعليمية، وثقة بالنفس كبيرة.
- التعليق: النسبة تعبر عن ارتباط المعاملة الوليدية بشكل وثيق بالتحصيل الدراسي إيجابيًا وسلبيًا، غير أنه كان في الإمكان اختيار سنوات عمرية أخرى، واختيار مفردات للعينة أكثر، للحصول على قرينة دامغة.
دراسة (الشيماء، صهيب، 2014)، (إشكالية تعنيف الأطفال ودورها في التحصيل التعليمي):
طرحت تلك الدراسة في دولة الكويت، واستهدفت التعرف على طريقة المعاملة من جانب الأمهات داخل الأسر الكويتية، وتضمنت العينة استطلاع رأي 45 أُمًا.
- النتائج: خلصت الدراسة إلى أن طرق المعاملة السيئة من جانب الأمهات للأطفال تتمثل في الاهانة، والعزلة، والمعايرة بالغير، والصراخ، وجاءت نسبة 40% من الأمهات يتبعن التوبيخ والغضب، وقد يصل الأمر إلى الإيذاء الجسدي، كما جاءت نسبة 13% من الأمهات يتبعن أسلوب الحرمان من كافة ما يتعلق به الأطفال ويحبونه، بينما جاءت نسبة 5% يقمن بضرب أطفالهن بطريقة مبرحة، وبالتعمق والتحليل وجد أن المعاملة السيئة تؤدي إلى عدم تركيز الأطفال في دراستهم، وتأخرهم تعليميًا عن غيرهم ممن لا يتعرضون لذات المعاملة.
- التعليق: النتائج واضحة، غير أنه كان من الممكن اختيار عينة أكبر من ذلك، والحصول على نتائج أكثر دقة.
وفي نهاية طرحنا لكيفية مناقشة الدراسات السابقة وترتيبها، وفي حالة رغبة زوارنا الكرام في الحصول على خدمات موقعنا المتعددة؛ فيمكن التعرف عليها من الصفحة الرئيسية، والتواصل معنا.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات