منهجية إعداد البحث العلمي
البحث العلمي يلزمه أسلوب منظم في طريقة التفكير، ومن ثم التنفيذ الكتابي في مرحلة لاحقة؛ حتى يؤتي ثماره، وكثير من الباحثين والباحثات لا يوجد لديهم معرفة بمنهجية إعداد البحث العلمي، ومرجع ذلك إلى عديد من الأسباب، ومن بينها عدم منح الطلاب المعلومات الوافية فيما يخص طريقة عمل الأبحاث، أو منحهم القشور دون الخوض في تفاصيل؛ يستطيع أن يخلص منها الباحثون لأسلوب التنفيذ الصحيح، وقد يكون سبب ذلك هو انشغال المشرفين عن الباحثين الجدد، أو بسبب كسل من بعض الباحثين في البحث والتفتيش عن المعلومة، وفي النهاية فإن ذلك يؤدي إلى ظهور الأبحاث بشكل غير سليم، وخاصة في ظل تطلب البحث لدقة في مختلف جوانبه، وأي خطأ مهما كان صغيرًا سيؤثر على كامل البحث ويشوبه بالسلبية، وفيما يلي سنوضح تفاصيل محورية فيما يخص منهجية إعداد البحث العلمي لزوار موقع مبتعث الكرام.
عناصر المقال:
ما تعريف مصطلح منهجية البحث العلمي؟
ما تفاصيل منهجية إعداد البحث العلمي؟
- التفكير في مشكلة أو موضوع البحث واختياره.
- جمع المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة.
- خطوات إعداد البحث العلمي.
ما تعريف مصطلح منهجية البحث العلمي؟
- لفظة المنهجية مصدر صناعي مشتق من "منهج"، والفعل "نهج"، وهي تعني الطريقة المنظمة في العمل، ومن بين المفردات ذات الصلة كل من: "نهجات"، و"استنهج"، و"إنهاج"، و"نهجه"، و"منهوج"، و"إنهاج"، و"نهيج"، و"منتهج"، و"منهجي"، و"مناهج"، و"مناهيج".... إلخ.
- منهجية إعداد البحث العلمي تعني طريقة التفكير والأسلوب والأدوات المستخدمة في تنفيذ الرسائل أو الأبحاث العلمية.
ما تفاصيل منهجية إعداد البحث العلمي؟
سنُناقش منهجية إعداد البحث العلمي من خلال ثلاثة محاور رئيسية كما يلي:
التفكير في مشكلة أو موضوع البحث واختياره:
إن التفكير في موضوع البحث العلمي يتوقف على عديد من الاشتراطات، ومن بينها مدى شغف الباحث بموضوع أو إشكالية معينة، ويجب أن يكون ذلك في نفس مجال الباحث الدراسي، وفي موضوع مهم على المستوى العلمي أو المجتمعي، وفي ضوء ما يتوافر معه من أموال، وفي ظل الوقت المتاح لدى الباحث؛ وخاصة في ظل التزام جهات الدراسة للباحثين والباحثات بمناقشة البحث في ميعاد معين، ومن بين معايير اختيار الموضوع أيضًا أن يكون متميزًا وفريدًا من نوعه، بمعنى ابتعاد الباحث عن الانتحال من الأبحاث والرسائل الأخرى، والالتزام التام بما تقرره جهات البحث العلمي من نسب للاقتباس، ويختلف ذلك من جهة لأخرى.
جمع المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة:
من بين أوجه منهجية إعداد البحث العلمي حصول الباحث على المعلومات التي تلزمه؛ لفهم موضوع أو ظاهرة الدراسة، وطريقة الحصول على المعلومات تتمثل فيما يلي:
- معلومات مباشرة (المعلومات الميدانية): وهي عبارة عن معلومات وبيانات يقوم الباحث بجمعها؛ من خلال اختيار عينة من الأفراد تمثل مجتمع الدراسة، والذي يرغب الباحث في فحصه، ويطلق على هؤلاء الأفراد اسم المستجيبين أو المبحوثين أو المفحوصين، وهناك طرق متباينة لاختيار العينات، ومن بينها العينة الطبقية، والعينة العشوائية، والعينة العنقودية، ويتوقف استخدام أيًا من هذه الطرق على رؤية الباحث.
- معلومات غير مباشرة (المعلومات التاريخية): وهي عبارة عن المعلومات والبيانات السابقة على تاريخ تأسيس البحث أو الرسالة العلمية، ويمكن أن نقسمها وفقًا للرؤية الحديثة إلى مصادر ورقية؛ مثل: الكتب أو المجلات أو المقالات أو المخطوطات أو المجلدات العلمية، ومصادر إلكترونية؛ من خلال مواقع شبكة الإنترنت، والتي أصبحت تمتلئ بكثير من المجلات العلمية المحكمة، وكثير من المواقع المتخصصة في البحث العلمي، وعلى رأسها GOOGL SCHOLAR، وCITE SEERX، وERIC، وJURAN وتتسم تلك المواقع بإشراف خبراء بحثيين عليها، ومن ثم فإن المعلومات التي يحصل عليها الباحث مدققة، وسليمة من الجانب العلمي.
خطوات إعداد البحث العلمي:
من بين أطر منهجية إعداد البحث العلمي ما يتعلق بالأسلوب الكتابي أو خطوات التنفيذ، ويتمثل ذلك فيما يلي:
العنوان: بعد أن يستقر الباحث على موضوع البحث، ويقوم بجمع المعلومات من المصادر الأولية والثانوية، يبدأ في صياغة العنوان، ويُعد ذلك من أساسيات منهجية إعداد البحث العلمي فيما يتعلق بالجزء الكتابي، وذلك من بين الأمور المهمة، ويشترط في عنوان البحث أن يكون قصيرًا ومختصرًا، وكذا تضمنه للمتغيرات التي يدور حولها البحث، بالإضافة إلى وضوحه وخلوه من اللفظات الغريب، وفي حالة وجود أي مصطلح مبهم؛ وجب على الباحث أن يعرفه من الجانب اللغوي والإجرائي في جزء مصطلحات البحث.
ملخص البحث: وهو عبارة عن تلخيص للمحتوى في صفحة على الأكثر، ويجب أن يكتب باللغة العربي والإنجليزية، وهو عنصر مهم في منهجية إعداد البحث العلمي التي ترتبط برسائل الماجستير على وجه التحديد، وقد يتجاوز الباحثون في مراحل الدراسة الجامعية عن ذلك العنصر.
الإهداء: وهو جزء إنشائي بعيدًا عن المادة العلمية للبحث، ويتضمن شكر الباحث للأهل أو الأصدقاء، وهو يعكس مدى وفاء الباحث لمن كان لهم فضل في حياته.
المقدمة: تمثل مقدمة البحث العلمي عنصر مهم من منهجية إعداد البحث العلمي، وهي عبارة عن جزء مختصر يرتبط العنوان بباقي أجزاء البحث، ويختلف الحجم الخاص بها على حسب إجمالي صفحات البحث، وتتضمن عرضًا مختصرًا للموضوع، وكذا مبررات الباحث أو الباحثة في اختيار الموضوع.
منهج البحث وحدوده: منهج البحث وحدوده عنصران محوريان في منهجية إعداد البحث العلمي، ومنهج البحث العلمي يتمثل في الطريقة التي يعتمد عليها الباحث كقاعدة للسير عليها لتحديد الظاهرة وتفسير العلاقات بين المتغيرات، ومن بين أبرز المناهج العلمية كل من: المنهج الفلسفي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستنباطي.... إلخ، أما بالنسبة لحدود البحث فهي تتمثل في: الحدود المكانية، والحدود الموضوعية، والحدود الزمانية.
أهمية البحث: يُعتبر بند أهمية البحث العلمي أحد المحاور المهمة في منهجية إعداد البحث العلمي، ويتناوله فيه الباحث الدوافع التي جعلته ينتقي المشكلة أو الظاهرة البحثية، وبالطبع جلها دوافع سامية؛ تهدف إلى خدمة العلم والمجتمع بما يمتلكه الباحث من مقومات علمية.
أهداف البحث: الهدف أو الأهداف من البحث أو الرسالة العلمية تعكس ما يتمناه الباحث، ومن المهم أن يتم ترتيب ذلك في صورة هدف رئيسي، وأهداف فرعية، وكذا وجب أن ترتبط أهداف الباحث بموضوع الدراسة وكذا الأسئلة والفرضيات.
طبيعة المشكلة: وفي ذلك المحور من محاور منهجية إعداد البحث العلمي يوضح الباحث بصورة موجزة أبعاد المشكلة التي يتناولها، وهو جزء محدود لا يتعدى الصفحة.
فرضيات أو أسئلة البحث: تعرف الفرضيات البحثية على أنها جمل تمثل علاقات بين متغيرات البحث، ويفترضها الباحث بشكل تخميني، ومن خلال خطوات البحث تظهر ما إذا كان سيعتمد عليها الباحث كحل للمشكلة أو لا، وبالنسبة لأسئلة البحث فهي عبارة عن جمل استفهامية تحتوى متغير على الأقل، ويلجأ إليها الباحثون في الأبحاث الاجتماعية خاصة، ولا يوجد غضاضة في الاستعانة بالفرضيات والأسئلة البحثية في الوقت نفسه، وذلك من العناصر الأصيلة في منهجية إعداد البحث العلمي.
الإطار النظري للبحث: يُعتبر الإطار النظري للبحث هو القسم الأكبر، وينقسم إلى المحتوى، والذي ينقسم بدوره إلى أبواب وفصول ومباحث، والجزء الثاني من الإطار النظري يتمثل في الدراسات السابقة، والتي يسوقها الباحث بُغية توضيح الجديد في رسالته عما تم تناوله في الأبحاث الأخرى ذات الصلة بموضوعه.
النتائج والتوصيات والمقترحات البحثية: ويكتب كل بند مما سبق ذكرها بمفرده، وهي عناصر محورية في منهجية إعداد البحث العلمي، والنتائج خلاصة ما أسفر عنه البحث، أما بالنسبة للتوصيات فهي حلول مُجدية يفكر فيها الباحث، ومن الضروري أن تكون قابلة للتطبيق، أما المقترحات فهي دعوة من الباحث لأقرانه لدراسة رؤوس موضوعات يقوم باقتراحها.
الخاتمة: بعد رحلة طويلة يخوضها الباحث لشرح موضوع الدراسة، ومن ثم التوصل لنتائج ذات قرائن وبراهين واضحة؛ يُنهي البحث بالخاتمة، والتي تتضمن مُوجزًا للموضوع وأهم نتائجه.
المراجع: تُعتبر المراجع أحد الروافد المهمة التي تمد الباحث بالمعلومات والبيانات، وهناك طرق توثيق مختلفة، ومنها على سبيل المثال: APA، وMLA، وعلى الباحث أن يختار ما يناسبه، ما لم تشترط جهة الدراسة أسلوبًا معينًا، والتوثيق يكون في مضمون البحث أو صلبه، وكذلك بقائمة نهائية ووفقًا للحروف الأبجدية، وذلك بعد كتابة خاتمة البحث.
تعليق:
إن منهجية البحث العلمي تبدأ منذ تفكير الباحث في موضوع البحث، وتنتهي بالخاتمة والمراجع، وهي إجراءات تعتمد على بعضها البعض، وكثير من الباحثين يعتقدون خطأ أن المنهجية هي المنهج، وهناك فارق كبير بينهما، حيث إن المنهج العلمي له قواعد معينة للدراسة، أما بالنسبة للمنهجية فهي تتمثل في التفكير وأساليب وإجراءات التنفيذ الفعلي فيما يخص البحث العلمي.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات