كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟
كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟ تطلب بعض جهات الدراسة الجامعية من الطلاب مشروعات بحثية، وذلك في مجالات التخصص المتعلقة بهم، ونفس الأمر بالنسبة لطلاب الدراسات العُليا؛ سواء أكان ذلك ماجستير أو دكتوراه، بالإضافة إلى بعض الجهات التي تقدم دُعومًا مالية للطلاب؛ من أجل عمل أبحاث، وقبل ذلك ينبغي أن يقدم الباحثون أو الباحثات مشروعات أبحاث، والهدف من ذلك هو فحص جهات الدراسة لتلك المشروعات، والتأكد من جدواها من الناحية العلمية، وذلك قبل أن يشرع الطلاب في تنفيذ الأبحاث الخاصة بهم، ومن ثم يعرض ذلك المشروع البحثي أو كما يطلق عليه من جانب بعض الجهات باسم "المقترح البحثي" على لجنة لتقييمه، وفي حالة اعتماده يُخطر الطالب بذلك؛ من أجل المضي قدمًا في عمل البحث أو الرسالة، وفيما يلي سنوضح إجابة مفصلة على سؤال مقالنا: كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟، داعين المولى - سبحانه وتعالى - أن يوفق جميع الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة.
محاور المقال:
ما حجم المشروع البحثي؟
كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟
بيانات الباحث - عنوان البحث - المشكلة البحثية - أهداف البحث -منهج البحث - أسئلة البحث أو الفرضيات - عينة الدراسة - أدوات الدراسة - الدراسات السابقة – التحليل - النتائج المتوقعة – المراجع - الجدول الزمني.
ما حجم المشروع البحثي؟
يختلف حجم المشروع البحثي أو المقترح البحثي حسب محددات جهة الدراسة؛ حيث إن نجد أن بعض الجامعات تطلب مشروعًا بحثيًّا في حدود 500 كلمة، وأخرى في حدود 1000 كلمة، وأخرى في حدود 2000 كلمة، وذلك أمر نسبي.
كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟
كتابة المشروع البحثي تتطلب عددًا من العناصر كما يلي:
بيانات الباحث: في بداية المشروع البحثي ينبغي على الباحث أن يدون جميع البيانات الشخصية الخاصة به؛ مثل: المؤهل العلمي، والجهة التعليمية التي ينتمي إليها، وتخصصه العلمي، والخبرات السابقة الخاصة به، وجهة العمل في حالة وجودها.
عنوان البحث: بعد أن يختار الباحث موضوع البحث، يجب عليه أن يضع العنوان المناسب، ولكي يتسم العنوان بالجودة فلا بد له من مجموعة من الشروط، ويتمثل ذلك فيما يلي:
- عنوان أقل من 15 كلمة: ينبغي أن يكون العنوان مُختصرًا، ولكن بشكل غير مُخل، وأكثر من 15 كلمة تدخل العنوان إلى نطاق الفقرة، ويصبح غير ذي قيمة حقيقية، ويخرج من نطاق مسمى العنوان.
- عنوان غير منسوخ: وذلك شرط أساسي في العنوان، وفي البحث بأكمله؛ نظرًا لأن البحث يعتمد على تقديم الجديد، وإثراء مجال معين، وفي حالة اكتشاف جهات الدراسة الجامعية أو الجهة المسؤولة عن تقديم الأبحاث أيًا كان مسماها لوجود شبهة نسخ في جميع أجزاء البحث؛ وذلك بخلاف نسبة الاقتباس التي تقررها جهات؛ فإن ذلك يؤدي إلى توقيع عقوبات على الباحث.
- عنوان يتناول قضية مهمة: يوجد أولويات في القضايا التي تطرح عبر الأبحاث والرسائل العلمية، ومن المهم أن يختار الباحثون موضوعات مهمة من الناحية العلمية أو المجتمعية، وعدم اشتقاق موضوعات سطحية.
- عنوان يحتوي على متغيرات البحث: متغيرات البحث عبارة عن المصطلحات العامة أو الكلمات المفتاحية التي يدور البحث في فلكها، وعلى سبيل المثال في حالة كون البحث بعنوان: "الإمام على بن أبي طالب في الفكر السني والشيعي"، فإن ذلك يتضمن متغيرات أساسية، وهي الإمام على - كرم الله وجهه - والفكر السني، والفكر الشيعي، وبمجرد أن يقرأ المُطالعون ذلك العنوان سيستشفون فحوى البحث بشكل عام، وفي حالة عدم تضمن العنوان للمتغيرات البحثية، فإن ذلك سيجعل من العنوان بعيدًا كل البُعد عن المتن الداخلي، وما ثم يشوبه القصور.
المشكلة البحثية: وفي ذلك الجزء من مشروع البحث، يكتب الباحث ملخصًا عامًّا لطبيعة المشكلة التي يرغب في تبنيها، ومبررات اختياره لذلك دون غيره، وبالطبع كلما كانت تلك المشكلة مهمة، وتمس قطاعًا كبيرًا من الجمهور؛ كان ذلك من دواعي قبول مشروع البحث.
أهداف البحث: وهو جزء أصيل من المشروع البحثي، ويضع فيه الباحث أكثر من هدف، ويبدأ بالهدف العام، ويتفرع إلى أهداف ذات صلة.
منهج البحث: ينبغي أن يقرر الباحث منهج أو مناهج البحث، التي سيستخدمها في إعداد وتنفيذ البحث، ويجب أن يوضح مبررات الاختيار، فعلى سبيل المثال يمكن أن يقول في حالة التطرق لموضوع: "الإمام على بن أبي طالب في الفكر السني والشيعي"، أن المنهج المتبع هو المنهج الشرعي، والاستنباطي؛ نظرًا لكونهما الأقدر على ترتيب الدراسة، والخروج بنتائج صحيحة.
أسئلة البحث أو الفرضيات:
- وذلك بند أساسي في المشروع البحثي، ومن خلال خبراتنا السابقة؛ يمكن القول إن أول الأمور التي ينظر لها من جانب المقيمين للمقترح البحثي بعد عنوان البحث هو الأسئلة؛ فإذا وجدت مُحكمة ودقيقة من حيث الصياغة، وأثارت إعجاب المشرفين أو الجهة المسؤولة عن اعتماد المقترحات البحثية، فإن ذلك سيكون بمثابة جواز مرور وقبول للخطة البحثية.
- من بين الشروط المهمة التي وجب أن توجد في أسئلة البحث أن تكون معبرة عن المحتوى العام، والمستهدفات، وفقًا لرؤية الباحث، وينبثق ذلك من فهم دقيق ومتعمق لموضوع الدراسة، وفي ظل معلومات وافية، ويجب أن تتضمن الأسئلة المتغير المستقل للبحث على أقل تقدير.
- من الشروط الأساسية عند وضع الفرضيات أن تكون محتوى لمتغير مستقل وآخر تابع، وتكون مقبولة من حيث المنطق، ويمكن قياسها بنهاية البحث.
عينة الدراسة: وهي جزء مهم من أجزاء المشروع البحثي، وفيها يحدد الباحث طبيعة العينة البشرية، والتي سيستقي منها معلومات المباشرة، وطريقة اختيارها.
أدوات الدراسة: وهي عبارة عن أدوات أو تقنيات تستخدم للمساعدة في الحصول على المعلومات من عينات الدراسة، ويجب على الباحث أن يحددها في المشروع البحثي، ومن بين أنواع أدوات البحث العلمي المحورية كل من: الاستبيان، والملاحظة، والمقابلة.... إلخ.
التحليل: وفي ذلك البند من بنود المشروع البحثي (المقترح البحثي)؛ يحدد الباحث الطريقة الإحصائية التي يرى أنها مناسبة؛ لتحليل المعلومات التي يتحصل عليها من المبحوثين أو المستجيبين.
الدراسات السابقة: وهي عبارة عن مؤلفات أثارت موضوع البحث بشكل مباشر، أو جانب منه في مراحل سابقة، وعلى الباحث أن يُدون جميع هذه الدراسات، ويوجد طرق متنوعة في ذلك، ومنها الترتيب التاريخي من الأحدث للأقدم، أو من خلال الصلة بالموضوع؛ حيث يضع الباحث المتشابه في المقدمة، ويلي ذلك الأقل تشابهًا، مع توضيح أسماء مؤلفي الدراسات السابقة، وتواريخ تنفيذها في المشروع البحثي.
النتائج المتوقعة: في ضوء الأسئلة أو الفرضيات التي يختارها الباحث، وكذلك الأهداف التي يتم تحديدها، يضع الباحث ما يتوقعه من نتائج في المشروع البحثي.
المراجع: وهي عبارة عما يستعين به الباحث من كتب في سبيل الحصول على معلومات غير مباشرة، بمعنى سابقة على تاريخ تنفيذ البحث.
الجدول الزمني: وفي ذلك القسم من أقسام المشروع البحثي؛ يضع الباحث لكل جزء من الأجزاء تقديرًا للوقت الذي يمكنه إنهاؤه فيه.
وبعد أن انتهينا من الإجابة عن سؤال: كيف أكتب مشروعًا بحثيًّا؟ يُسعدنا تلقي رسائلكم واتصالاتكم؛ في حالة الرغبة بالمساعدة في إعداد الأبحاث والرسائل العلمية.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات