مقدمة البحث العلمي النموذجية
مقدمة البحث العلمي في ثوبها النموذجي تحتوي على عناصر عديدة، وسنلقي الضوء عليها من خلال فقرات مقالتنا، وفي البداية وجب التنويه لطبيعة البحث العلمي الإجرائية، والتي يبدؤها البحث باختيار الموضوع المرتبط بمجال التخصص، وبعد ذلك صياغة العنوان المعبر عن المحتوى الكلي، ويتبع ذلك كتابة المقدمة، ثم وضع التساؤلات أو الفرضيات العلمية، وجمع المعلومات من المصادر والمراجع، ثم كتابة الإطار النظري، ويلي ذلك وضع النتائج العامة للبحث، والتفكير في حلول المشكلة التي يتضمنها البحث، ثم وضع التوصيات المناسبة، ويلي ذلك صياغة مقترحات، وفي النهاية تنتهي رحلة البحث بالخاتمة وتدوين المراجع، وفيما يلي سنقدم تفصيلات لمقدمة البحث العلمي النموذجية؛ كي يقتفي الطلاب الأثر في ذلك.
مضمون المقال:
- ما أهمية مقدمة البحث العلمي؟
- ما عناصر مقدمة البحث العلمي النموذجية؟
- ما طبيعة مقدمة البحث العلمي في أبحاث المدارس والتخرج الجامعي والدراسات العليا؟
ما أهمية مقدمة البحث العلمي؟
مقدمة البحث العلمي مرحلة مهمة من مراحل تنفيذ البحث، وتحتوي على تعريف بطبيعة الموضوع بصورة عامة مع عناصر أخرى تختلف من بحث لآخر، وجدير بالذكر أن المقدمة تختلف عن التمهيد، فالمقدمة تشمل محاور أساسية للموضوع، أما التمهيد فهو مجموعة من الجمل التي تتعلق بتخصص الباحث، ولا تتضمن أيًا من مكونات تتعلق بالموضوع محل البحث، وإنما هي مرحلة تلي المقدمة لإثارة الذهن وتحفيز القارئ لمتابعة مشكلة أو قضية الدراسة.
ما عناصر مقدمة البحث العلمي النموذجية؟
عناصر مقدمة البحث العلمي الأساسية:
وهي عناصر لا يخلو منها أي بحث علمي أيًا كانت نوعيته:
- جمل البدء الاستهلالية: هناك من يبدأ بحثه أو رسالته العلمية بنزعة دينية من خلال حمد الله، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وآخرون يستهلون البحث بجمل إنشائية مختلفة في صيغتها.
- شرح عام لموضوع البحث: بعد انتهاء الباحث من صياغة جمل البدء يقوم بشرح طبيعة البحث العلمي من خلال فقرات مختصرة، ودون أن يتناول أي شروح موسعة، فالمقدمة ينبغي أن تتسم بالعمومية، أما التوضيحات والأمثلة فمكانها المتن الداخلي للبحث، وعلى حسب الترتيبات الإجرائية، وما يحمله كل جزء من تفاصيل.
عناصر أخرى يمكن أن تتضمنها مقدمة البحث العلمي أو تكتب في أجزاء منفصلة:
يوجد عناصر أخرى قد تشملها المقدمة أو الرسالة العلمية، وقد تُكتب في بنود مستقلة، وفي الغالب تتضمن مقدمة البحث العلمي تلك العناصر في بحوث المدارس أو الجامعة، وكما يمكن أن تحتوي المقدمة في تلك الحالة عليها جميًعا أو بعض منها على حسب متطلبات البحث، وعلى جانب آخر وبالنسبة لرسائل الدراسات العليا فإن تلك العناصر تُكتب بشكل منفصل في الباب الأول أو الفصل الأول، وسنوضح هذه العناصر بالتفصيل فيما يلي:
- إشكالية البحث: يتناول جزء إشكالية البحث شرحًا مختصرًا للجوانب التي يحتويها البحث أو الرسالة العلمية؛ كي يتفهم القارئ التوجهات المتعلقة بالباحث والتي يتبناها البحث.
- أهمية البحث العلمي: وهي تتمثل في الدوافع أو المبررات التي جعلت الباحث يقوم بدراسة موضوع علمي معين، وأهمية البحث العلمي عبارة عن إجابة للتساؤل: لماذا اخترت ذلك الموضوع؟، ويُكتب ذلك في بنود مرقمة.
- أهداف البحث العلمي: ويمكن أن نُطلق على أهداف البحث العلمي أمنيات الباحث التي يرجو أن تتحقق عند انتهاء الدراسة، وأهداف البحث تعكس تساؤلات البحث أو فرضياته، وهناك فئة محدودة ممن يستغنون عن كتابة الأهداف، على اعتبار أن التساؤلات والفرضيات العلمية تؤدي نفس الغرض، غير أن الغالبية لا يتبعون تلك الطريقة، ويفضلون كتابة أهداف للبحث في جزء مستقل عن الأسئلة أو الفرضيات، حتى إن كان هناك تشابه في الصياغة، وكلا الأسلوبين صحيح، ولا غضاضة في ذلك.
- حدود البحث: وهي عبارة عن إطار يرسمه الباحث على حسب طبيعة مشكلة الدراسة، كي يركز جهوده في جوانب محددة المعالم، وبما يؤتي ثماره في نتائج إيجابية للبحث أو الرسالة العلمية، ومن أهم أنواع حدود البحث:
- الحدود الجغرافية: وتتمثل في أماكن إجراء البحث سواء دولة أو قرية أو مدينة أو شركة معينة.. إلخ.
- والحدود الزمانية: وهي عبارة عن التوقيت أو الفترة الزمنية التي فصل فيها الباحث موضوعه الدراسي.
- والحدود الموضوعية: وتتمثل في طبيعة المشكلة المثارة، ويعكس تلك الحدود عنوان البحث.
- عينة البحث: وهي عبارة عن جزء من مجتمع البحث، حيث يختار الباحث مجموعة أفراد أو شركات أو جهات، كي يقوم بفحصهم وجمع المعلومات منهم، وتعرف هذه المعلومات باسم المعلومات المباشرة للبحث، ويستخدم الباحثون في ذلك أدوات مختلفة مثل: الاستقصاء، أو بطاقة الملاحظة، أو الاختبارات، أو المقابلة، وعلى الباحثين اختيار ما يناسبهم من أدوات.
- المناهج العلمية المستخدمة: يُعرف المنهج العلمي في البحث على أنه طريقة محددة الإجراءات يستخدمها الباحث لتتبع مشكلة معينة ودراستها بصورة متعمقة، ومن ثم إجلاء الغموض عنها، ويوجد أنواع كثيرة من مناهج البحث العلمي، والتصنيف الأكثر شيوًعا هو: المنهج الوصفي، والمنهج الاستردادي (التاريخي)، والمنهج التجريبي، ولكل منهج تفاصيله الخاصة به، وعلى الباحث أن يوضح في ذلك الجزء المنهج أو مجموعة التي استعان بها، والمبررات من ذلك.
ما طبيعة مقدمة البحث العلمي في أبحاث المدارس والتخرج الجامعي والدراسات العليا؟
إن مقدمة البحث العلمي تختلف في تفاصيلها على حسب نوعية وطبيعة الموضوع، وكذا تختلف على حسب مستوى البحث العلمي:
- المقدمة في أبحاث المدارس: ومقدمة البحث العلمي في أبحاث المدارس محدودة للغاية، ولا تتعدى صفحة ورقية، وهي تناسب هذه النوعية من الأبحاث البسيطة التي تتألف من عشرين صفحة على الأكثر، وهي بحوث معلوماتية وشبيهة بموضوعات التعبير، ولا تُعالج إشكاليات أو قضايا علمية، وإنما تتمثل أهميتها في تعريف الطلاب صغار السن بطريقة البحث عن المعلومات، ويكون ذلك في ضوء دراسة مادة معينة في المدرسية؛ مثل: التاريخ أو الجغرافيا أو العلوم أو اللغة العربية ... إلخ.
- المقدمة في أبحاث التخرج الجامعي: وهي مقدمة أكثر توسعًا وحجمها كبير نوعًا ما بالمقارنة بأبحاث المدارس، وقد يصل حجمها إلى صفحتين وثلاث صفحات، ويجب أن يتوافق ذلك مع حجم البحث الكلي، والذي قد يصل إلى خمسين صفحة.
- المقدمة في الدراسات العليا: ويصل حجم مقدمة البحث العلمي في بحوث ورسائل إلى خمس صفحات فأقل، ويظهر ذلك في رسائل الدكتوراه خاصة، والتي قد تتخطى ثلاثمائة صفحة في كثير من الأحيان، والمقدمة في تلك الحالة يجب أن تُصاغ بمنتهى الدقة، وفي ضوء تعليمات جهات الدراسة.
ما موقع مقدمة البحث العلمي في البحوث أو الرسائل العلمية؟
تقع مقدمة البحث العلمي بعد ملخص البحث باللغة العربية والإنجليزية، وذلك بالنسبة لرسائل الدراسات العليا، أما بالنسبة لرسائل المدارس أو بحوث التخرج فتُصاغ المقدمة بعد صفحة العنوان مباشرة، وجدير بالذكر أن هناك بعض الباحثين في الدراسات العليا يكتبون مقدمة عامة للبحث، بالتزامن مع صياغة مقدمات أخرى لكل باب أو لكل فصل على حدة، وذلك على حسب تقسيم الباحث للمحتوى.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات