عناصر مقدمة البحث العلمي
تُعَدُّ مقدمة البحث بمثابة جزء شارح لموضوع البحث بشكل عام، ودون الخوض في تفاصيل محلها المتن الداخلي للبحث (الإطار النظري)، والهدف الإجرائي من المقدمة هو التوضيح بصورة مُوجزة، ومن ثم متابعة باقي خطوات البحث الكتابية، وهو جزء لا غنى عنه في أي بحث علمي، وفي بعض الأحيان نجد أن مقدمة البحث العلمي تقع بعد العنوان مباشرة، ويكون ذلك في الغالب في أبحاث المدارس، وفي أحيان أخرى نجد مقدمة البحث العلمي تقع بعد ملخص البحث باللغة العربية والإنجليزية، ويشيع ذك في رسائل الماجستير، وفي أحيان أخرى نجد المقدمة تلي جزء إهداء الرسالة، وذلك ما هو متبع في أبحاث التخرج الجامعي، وتختلف عناصر مقدمة البحث العلمي من بحث أو رسالة علمية لأخرى، وسنستعرض تلك العناصر بشكل مُفصَّل، وبعد ذلك سنوضح مجموعة من الملاحظات الهامة التي تتعلق بذلك.
محاور المقال:
· ما طبيعة عناصر مقدمة البحث العلمي؟
· ملاحظات هامة فيما يخص عناصر مقدمة البحث العلمي
ما طبيعة عناصر مقدمة البحث العلمي؟
تتمثل عناصر مقدمة البحث العلمي الكاملة فيما يلي:
· طبيعة الموضوع محل البحث: وفي ذلك الجزء يوضح الباحث فكرة البحث المحورية، مع إمكانية التنويه بتوقعات الباحث حول النتائج التي يمكن أن تتحقق، وهناك البعض ممن يدعمون ذلك الجزء بآية من القرآن، أو حديث شريف، أو شعر، أو قول مأثور، أو نثرية لأحد المشهورين، ومن المهم أن تكون تلك الدعوم أو الاستشهادات في صميم موضوع البحث؛ كي تُؤتي ثمارها.
· أهمية البحث العلمي: تُعَدُّ أهمية البحث العلمي من بين عناصر مقدمة البحث العلمي التي تُدرج في جميع أنواع البحث والرسائل، وهي عبارة عن مبررات منطقية تُعبِّر عن سبب اختيار الباحث وتبنيه مشكلة معينة.
· أهداف البحث العلمي: أهداف البحث العلمي يتم وضعها في بنود مرتبة، وتتمثل في ما يتمني الباحث أن يبلغه، وهي صورة أخرى من أسئلة البحث أو الفرضيات، لذا نجد بعض الجهات الدراسية تطلب من الباحثين الاكتفاء بتساؤلات البحث أو الفرضيات، دون تخصيص جزء مستقل لأهداف البحث، غير أن الشائع هو صياغة جزء منفصل لأهداف البحث، وأخرى للأسئلة البحثية أو الفرضيات حسب متطلبات الدراسة، وتُعَدُّ أهداف البحث العلمي بين عناصر مقدمة البحث العلمي الأساسية.
· مصطلحات البحث العلمي: وهو جزء يقوم فيه الباحث بتعريف المتغيرات الأساسية للبحث، وكذلك ما يراه الباحث من مصطلحات أخرى تتكرر في البحث، والتعريف يكون لغويًّا أو إجرائيًّا، غير أن هناك بعض جهات الدراسة ممن تطلب تعريفًا إجرائيًّا فقط لكل مصطلح، على اعتبار أن الأخير هو الأهم فيما يتعلق بفهم طبيعة الدراسة، وحدوث اتساق بين رؤية الباحث وما يستوعبه المطالعون.
· حدود البحث العلمي: حدود البحث العلمي يعبر عنها ثلاثة أنواع من الحدود الرئيسية، وهي الحدود المكانية (الجغرافية) وتنصبُّ على مكان إجراء الدراسة، وهي اختيارية، والحدود الزمانية، وتنصبُّ على زمن أو توقيت تنفيذ الدراسة وهي اختيارية، والحدود الموضوعية، وتنصبُّ على نوع أو طبيعة الموضوع المفصل عبر جنبات البحث، وهي إلزامية في مختلف أنماط البحوث والرسائل.
· منهج البحث العلمي: عرَّف الخبراء منهج البحث العلمي بأنه أسلوب أو طريقة محددة المعالم تساعد الباحث في دراسة موضوع معين، أو هو فن التفكير وبصورة منهجية، أو طريقة للاستكشاف والتوصل للحقائق، وهو عنصر أصيل من عناصر مقدمة البحث العلمي، والشائع هو استخدام أكثر من منهج علمي في الوقت نفسه، ومن أشهر أنواع مناهج البحث العلمي كل من: المنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والمنهج الوصفي.
· عينة البحث العلمي: يحتاج بعض الباحثين لاختيار مفردات من مجتمع الدراسة في نوعيات معينة من البحوث العلمية، ومن ثم التَّعرُّف على توجهاتهم وسماتهم وخصائصهم، ويطلق على ذلك النوع من المعلومات اسم المعلومات المباشرة، وطرق اختيار عيِّنة الدراسة متعددة، فهناك من يختار العيِّنة بصورة عشوائية، أو حصصية، أو قصدية.
· أدوات البحث: أدوات البحث العلمي عبارة عن وسائل تساعد الباحث في تحصيل المعلومات من المبحوثين (عيِّنة الدراسة)، وهي من بين أنواع عناصر مقدمة البحث العلمي التي يضمنها الباحث في حالة اختياره لعيِّنة، ومن أبرز أنواع أدوات البحث العلمي كل من: المقابلة، الاستبيان، والملاحظة والاختبارات، وللباحث أن يختار أداة أو أكثر حسب مقتضيات الأمور.
· إشكالية البحث: من المهم أن يصوغ الباحث جزءًا محدودًا ضمن عناصر مقدمة البحث العلمي، ويُعرف ذلك بمشكلة البحث أو إشكالية البحث، ويحتوي ذلك الجزء على جوانب المشكلة المُثارة بصورة مُوجزة.
· تساؤلات البحث أو فرضياته: وتُعَدُّ التساؤلات البحثية أو الفرضيات من أهم عناصر مقدمة البحث العلمي، أو يمكن أن نقول إنها المحور العام للبحث برُمَّته، وتساؤلات البحث تمثل أسئلة يصوغها ويطرحها الباحث من خلال استخدام أدوات الاستفهام المعهودة، مثل: لما، لماذا، كيف، هل... إلخ، وتحتوي على متغير مستقل بحد أدنى، أما الفرضيات فهي علاقة بين متغير مستقل، وآخر تابع، وتُصاغ بصورة موجهة أو غير موجهة على حسب حدس وتفكير الباحث.
ملاحظات هامة فيما يخص عناصر مقدمة البحث العلمي:
· يوجد باحثون يفصلون بين المقدمة والعناصر التي تتضمنها، بمعنى يضعون جزءًا خاصًّا يوضح موضع البحث، ويسمى المقدمة، وأجزاء أخرى مستقلة تُعرف بأهمية البحث، وأهداف البحث، وحدود البحث، وباقي عناصر مقدمة البحث العلمي السابق توضيحها في الفقرات السابقة.
هناك كثير من الباحثين والباحثات ممن يخلطون بين جزئي المقدمة والتمهيد:
· والمقدمة كما سبق وأن أشرنا عبارة عن جزء شارح عام لموضوع أو إشكالية البحث، وقد يُكتب في فصل كامل، ويُعرف ذلك بفصل المقدمة، ويندرج أسفله كل من: طبيعة الموضوع، و أهمية البحث، وأهداف البحث، ومشكلة البحث، وحدود البحث، ومنهج البحث، وعينة البحث، وأدوات البحث، و مصطلحات البحث، وفرضيات البحث، وليس بالضرورة أن تحتوي المقدمة على جميع العناصر السابقة، ويتحكم في ذلك طبيعة موضوع البحث، وطريقة ترتيب دارس البحث أو الرسالة العلمية، والتي يمكن أن تخضع لما تُمليه جهات الدراسة على الباحث، أو ما يحدده المشرفون من أسلوب يجب على الباحث أن يتبعها.
· أما التمهيد فهو جزء يلي المقدمة، وهو عبارة عن فقرات تهدف التحول من العام للخاص، وإثارة ذهن القراء أو المُطالعين، لذا نجد التمهيد قد لا يحتوي على أي شيء عن موضوع البحث، ويمكن أن يتطرق الباحث فيه إلى مجال التخصص العام، وعلى سبيل المثال في حالة كون موضوع البحث يتحدث عن مشكلة أطفال الشوارع، فإن البحث هنا يدور في فلك علم الاجتماع، ويمكن أن يتحدث في التمهيد عن الدور البنَّاء لعلم الاجتماع في مُعالجة السلبيات داخل جنبات المجتمع.
· والتمهيد يختلف من حيث الحجم على حسب طبيعة الموضوع الذي يتطرق له الباحث، وكذا المرحلة التي يدرس فيها الباحث، فنجد البعض يخصص له فصلًا أو بابًا كاملًا، وآخرون يكتفون بصفحة، أو أقل.
· يمكن أن يتضمن البحث عدَّة مقدمات لكل فصل أو باب على حسب تقسيمات الباحث، وذلك بالإضافة إلى المقدمة الرئيسية التي يصوغها الباحث في بداية البحث.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات