عناصر البحث العلمي بالترتيب
عمل البحوث أو الرسائل العلمية ينبغي له نظام محدد المعالم، ويبدأ منذ تفكير الباحث في القضية التي سيتناولها في الدراسة، ويخضع ذلك للرغبات الذاتية في المقام الأول، ومدى قُدرة الباحث على الإبداع في موضوع ما يجول بذهنه، وقد يكون ما تم ذكره هي المحددات الأكاديمية المثالية، غير أن ذلك لا ينفي أن يكون هناك محددات أخرى يقتضيها الواقع العملي، ولها دور في تفصيل موضوع معين دون غيره، ومن بينها على سبيل المثال مُلاءمة البحث للوقت الذي تتيحه جهات الدراسة في سبيل إنجاز المهمة، وكذا الوفورات المالية التي يمتلكها الباحث، وبعد أن يُنهي الباحث الجدل حول الموضوع البحثي؛ ينبغي عليه التقدم بخطة البحث العلمي للجنة التقييم، وفي ضوء الدليل الجامعي الخاص بجهة الدراسات العليا، ويبدأ الباحث في التنفيذ العملي عند الموافقة على الخطة، وهو ما تنصبُّ عليه فقرات مقالنا عناصر البحث العلمي بالترتيب.
سؤال المقال:
ما عناصر البحث العلمي بالترتيب؟
· عنوان البحث
· صفحة الإهداء
· صفحة الشكر والتقدير
· ملخص الدراسة
· المقدمة وعناصرها
· الإطار النظري ومكوناته
· الخاتمة
· مراجع البحث
· المرفقات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما عناصر البحث العلمي بالترتيب؟
سنوضح فيما يلي عناصر البحث العلمي بالترتيب بدايةً من العنوان، وانتهاءً بمرفقات البحث:
عنوان البحث:
يبدأ اختيار عنوان البحث منذ كتابة الباحث لخطة البحث العلمي (مقترح البحث) أو (البروبوزال)، وقبل التنفيذ الفعلي للدراسة، ومن المهم أن يكون ذلك العنوان مهمًّا فيما يعكسه من موضوع، وأن يكون مُوجزًا في عدد كلماته، وواضحًا من حيث المفردات التي يتضمنها، وليس مُستهلكًا في رسائل سابقة، وأن يشمل المتغير المستقل كحد أدنى، مثل: (دراسة نقدية لشعر المتنبي)، وهنا نرى أن (شعر المتنبي) هو المتغير الوحيد فقط في العنوان، وهو متغير مستقل، أو المستقل والتابع معًا في حالة صياغة العنوان بهيئة علاقة، مثل: (العلاقة بين إدارة الوقت ونجاح شركات البترول في جمهورية مصر العربية)، وهنا نرى متغيرين (المستقل: إدارة الوقت، والتابع: شركات البترول في مصر)، وقد تنبثق متغيرات مستقلة أخرى، وتابعة حسب موضوع الدراسة.
صفحة الإهداء:
لا نعرف على وجه التحديد من أصَّل قواعد الإهداءات في البحوث العلمية، ولكن ذلك من بين العادات الحميدة في الأدبيات، وهي فقرات ليس لها صلة بالموضوع البحث أو ما يحتويه من شروح، والهدف منها اعتراف الباحث بفضل الأبوين، أو الزوجة، أو الأخوات، أو أحد الأقارب، أو الأهل بوجه عام، وهي جملة تحمل بين جنباتها تشبيهات بديعة، ويتفنن الباحثون في صياغتها، وبالطبع لها دور في إبراز موهبة الباحث اللغوية، وكثير ما يستحوذ ذلك على إعجاب المقيمين، وبالطبع يكون له ردة فعل بطريقة غير مباشرة في نيل رضاهم.
صفحة الشكر والتقدير:
وتهدف صفحة الشكر والتقدير إلى امتنان الباحث للدكاترة والمشرفين ممن قدموا النصائح والإرشادات للباحث، وبما ساعده في حل مشكلة البحث، والخروج بالهيئة الإيجابية المطلوبة، وكذا يمكن أن تتضمن تلك الصفحة شكرًا خاصًّا لعيِّنة الدراسة (المفحوصين) ممن أمدوا الباحث بمعلومات وفيرة ساهمت في وضع النتائج النهائية.
ملخص الدراسة:
وهو جزء يشرح فيه الباحث ما تحتويه الدراسة في ظل عرض مُوجز مع توقعاته بأهم النتائج، التي يمكن التوصل إليها عن طريق البحث، ويُكتب ملخص الدراسة في صفحة باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية.
المقدمة وعناصرها:
تتضمن مقدمة البحث عددًا من البنود، و نستعرضها فيما يلي:
· استعراض مختصر لموضوع الدراسة: في بداية المقدمة يوضح الباحث طبيعة الموضوع الذي يتناوله الباحث، وذلك كبداية قبل الانطلاق في تفصيل باقي عناصر البحث.
· أهداف البحث: وهي مجموعة من الفقرات التي يوضح فيها الباحث ما يرغب في الوصول إليه من الناحية المنهجية، وتُعد الأهداف وجهًا آخر لتساؤلات البحث أو الفرضيات، وبعض الباحثين يصوغون أسئلة وفرضيات فقط مع الاستغناء عن جزء الأهداف، غير أن الغالبية تفضل وضع أهداف حتى ولو كانت بنفس معاني التساؤلات والفرضيات، ومن بين الاعتبارات المهمة الواجب توافر في الأهداف، أن تتسم بالمنطقية ويمكن قياسها، وأن تُكتب بطريقة بسيطة وواضحة، ويمكن أن يكتب الباحث هدفًا رئيسيًّا أو أكثر، وأخرى فرعية منبثقة من ذلك.
· أهمية البحث: ويوضح الباحث في ذلك الجزء مجموعة من الأسباب، التي جعلته يتحفز ويختار مشكلة معينة وذات علاقة بصميم تخصصه، وهناك من يقسم الأهمية إلى أهمية نظرية، وأخرى عملية، مع وضع بنود لكل عنصر على حدة.
· مصطلحات الدراسة: وهي عبارة عن الكلمات أو المتغيرات البحثية المتكررة في البحث، ويقوم الباحث بتعريفها لغويًّا وإجرائيًّا؛ كي يستطيع القارئ أن يتفهم المغزى من إدراجها في البحث.
· عيِّنة الدراسة: جاء استخدام طريقة العيِّنة نتيجة وجود مجتمعات بحثية كبيرة للغاية، ومن ثم يصعب دراستها بصورة مسحية، حيث إن ذلك يتطلب وقتًا كبيرًا، وأموالًا لا طائل للباحث بها، لذا يختار الباحث مفردات بطريقة احتمالية أو انتقائية.
· أدوات البحث: توجد نوعيات مختلفة من أدوات البحث، ويختار الباحث منها ما يناسب موضوع الدراسة، ومن أبرزها كل من: الاستبيان، والاختبارات، والملاحظة، و الأساليب الإسقاطية، والمقابلة.
· منهج الدراسة: وهو طريقة محددة يختارها الباحث لدراسة الإشكالية أو القضية مكمن البحث، ومن أبرز أنواع هذه المناهج: المنهج التاريخي، والمنهج التجريبي بأنواعه، والمنهج الوصفي بأنواعه، والمنهج الاستنباطي، والمنهج المقارن، والمنهج الاستقرائي، ويجب على الباحث أن يوضح المناهج المستخدمة في موضوع بحثه صراحة ببند من بنود المقدمة.
· تساؤلات وفرضيات الدراسة: التساؤلات عبارة عن أسئلة بحثية أو استفسارات يطرحها الباحث، وفي إجابتها حل للمشكلة، وهي وسيلة مثالية لدراسة القضايا الاجتماعية، أما فرضيات الدراسة فهي تعكس علاقة بين متغيرين من متغيرات البحث، وقد يقوم الباحث بوضع سؤال أو فرضية رئيسية، وينبثق منهما فرعيات، حسب ما يتوافر لديه من متغيرات مستقلة وتابعة.
· محددات الدراسة: وهي مجموعة من القيود التي يفرضها الباحث على نفسه؛ بُغية التركيز في نواحٍ معينة، ومن أهمها: الحدود الزمانية، والحدود الموضوعية والحدود الجغرافية.
الإطار النظري ومكوناته:
وجزء الإطار النظري هو الجزء الأكبر من حيث عدد الصفحات في البحوث والرسائل العلمية، ويمكن أن يمثل 60-70% من إجمالي البحث، والحجم يتوقف على طبيعة موضوع البحث وحاجته لشرح مُستفيض من عدمه، ويتمثل الإطار النظري في:
· الأبواب وتقسيماتها: ويمكن أن يقسم الباحث رسالته إلى أبواب فقط، أو يتفرع إلى فصول يتضمنها كل باب، أو مباحث يحتويها كل فصل، وأكثر من ذلك على حسب الحاجة، ومن بين الاعتبارات أو النصائح المهمة عند كتابة المحتوى: ألا يبتعد الباحث عن محاور الموضوع الأساسية، وأن تخلو النصوص من أي أخطاء لغوية أو نحوية أو علمية، وأن يكون المحتوى مفيدًا ومُدعمًا لتوجهات معينة على الوجه العام، مع الأخذ في الاعتبار الموضوعية، وعدم التحيز دون وجود قرائن.
· استعراض الدراسات الســــابقة: ويقوم الباحث في ذلك الجزء باستعراض الدراسات السابقة التي لها صلة بقضية البحث، ويكون ذلك من خلال عملية تلخيص لتلك الدراسات، وتوضيح أهم نتائجها، ونقدها بأسلوب بنَّاء، وهناك بعض الباحثين ممن يضعون جزءًا آخر لتعريف القراء بالفرق بين هذه الدراسات وما صاغوه في رسائلهم، كما يوجد بعض الباحثين ممن يضعون ذلك الجزء بين عناصر مقدمة البحث العلمي، وبعيدًا عن الإطار النظري، ولا غضاضة في ذلك.
الخاتمة:
يتضمَّن جزء الخاتمة في البحوث والرسائل العلمية ما يلي:
· نتائج البحث: وهو ملخص لما بلغه الباحث من استنتاجات، وينظمها الباحث في بنود، وحبَّذا لو كان ذلك بنفس نظام ورود الفرضيات أو أسئلة البحث.
· توصيات الدراسة: وتُعبِّر توصيات الدراسة عن أفكار مهمة يمكن أن يطبقها متخذو القرار لعلاج المشكلة.
· المقترحات البحثية: وهي موضوعات جديدة ذات صلة بالدراسة الحالية، يقترحها الباحث ليتناولها الباحثون الآخرون في دراساتهم المستقبلية.
· فقرات ختامية نهائية: وهي صفحة أو أكثر تحتوي على عرض مُوجز لكيفية تصدِّي الباحث للموضوع، وتجاوزه للمعوقات التي واجهته، مع توضيح أهم نتائج وتوصيات البحث.
مراجع البحث:
يُدوِّن الباحث مختلف مراجع البحث أبجديًّا في قائمة، وفي حالة وجود مراجع أجنبية، فإما أن يخصص لها الباحث قائمة مستقلة، أو يكتبها بعد المراجع العربية، ويستخدم الباحث في ذلك طرقًا نظامية مختلفة، مثل: APA، أو MLA.
المرفقات:
يحتوي ذلك الجزء على الصور الفوتوغرافية، أو الرسوم أو النماذج أو الجداول التي تضمنتها الدراسة.
ملحوظة التقسيمات السابق شرحها في عناصر البحث العلمي بالترتيب هي الشائعة في البحوث والرسائل العلمية، غير أن هناك تقسيمات أخرى تُخالف ذلك، وقد يتنازل الباحث عن بند، أو يضيف بندًا آخر وفقًا لطبيعة موضوع الدراسة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات