مقدمة مشروع تخرج
يسعى طلاب وطالبات الجامعة لتنفيذ ما يُطلَب منهم من مشروعات، وينبغي أن تخرج بالهيئة والجودة المطلوبين، وتختلف مضامين تلك المشروعات وفقًا لطبيعة التخصص المدروس، والفكرة الإبداعية هي أساس أي مشروع، وَمِنْ ثَمَّ اتِّباع القواعد المنهجية في ذلك، ومشروع التخرج بدأت فكرته في مدينة "أكسفورد هيلز" بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1980م؛ حيث إن كثيرًا من خريجي المدارس والجامعات بتلك المدينة؛ كانوا يحتسون الخمور ابتهاجًا بتخرُّجهم، وتسبَّب ذلك في كثير من حوادث الطرقات، وهو ما حدا بالمسؤولين نحو تكوين فرق لتوعية المجتمع والشباب بخطورة الكحوليات، مع إطلاق فعاليات لليلة تخرج الطلاب، ودون تناول المشروبات الروحية التي تُذهب العقل، وارتبط ذلك بإعداد بحوث نظرية أو عملية مفيدة، وأطلق عليها "مشروع التخرج"، وتم تعميم تلك الفكرة في مختلف جامعات العالم.
بنود المقال:
- ما طرق اختيار مشروع التخرج؟
- ما سمـــــــــات مشروع التخرج الجيد؟
- ما العناصر التي تتضمَّنها مقدمة مشروع تخرج؟
- بعض النصائح والإرشادات فيما يخص تنفيذ مشروع التخرج.
ما طرق اختيار مشروع التخرج؟
تتباين طرق اختيار مشروع التخرج فيما بين جامعة وأخرى، وكذا حسب طبيعة اللوائح الداخلية لكل كلية، وبما لا يخِلُّ بالمحددات العامة التي توجد في الأدلَّة التي تصدر من مسؤولي التربية والتعليم في كل دولة، وقد يكون ذلك من خلال ما يلي:
- ترك اخـــــتيار المـــــــــوضوع للطــــــالب: وفي ذلك يتم إسناد مشروع، وفقًا لاختيار كل طالب على حدة، أو تكوين مجموعات لأكثر من طالب ويحددون ما يناسبهم، ويحدد وقت زمني مُعيَّن لإنجاز المشروع.
- تحديد الموضوع عن طريق جهة الدراسة: وفي تلك الطريقة تقوم الجهة المسؤولة بطرح خيارات متنوعة، وعلى الطلاب اختيار ما يناسبهم من موضوع، وقد يكون ذلك عن طريق التوافق مع الدكتور المشرف على البحث.
ما سمات مشروع التخرج الجيد؟
-
من المهم أن يُساهم مشروع التخرج في الخروج بقيمة على الجانب النظري؛ بمعنى تقديم معرفة أو نظرية جديدة لم يتوصل إليها السابقون، أو معالجة سلبيات مجتمعية من خلال وضع حلول جذرية، وقابلة للتنفيذ.
- ينبغي أن يكون مشروع التخرج مُنضبطًا من الجانبين المنهجي والمظهري، والمعنيُّ بالجانب المنهجي إتباع الطالب لأصول البحث العلمي، ومن بين ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الأمانة العلمية في النقل عن الآخرين، وعدم إحداث ضرر بالمفحوصين (عيِّنة الدراسة)، وذلك فيما يخص البحوث الميدانية، وبالنسبة للجانب المظهري؛ فيتمثَّل في هيئة البحث من حيث نوعية الخطوط والتنظيم الداخلي وطريقة توثيق المراجع... إلخ.
- ينبغي أن يبذل الطالب أقصى مجهود لديه، ويُرسِّخ في ذهنه القيمة التي يمكن أن يقدمها لوطنه أو بني جلدته؛ أيًّا كانت كنتهم؛ فلسنا بصدد كتابة أوراق تُركن في الخزائن، وفي هذه الفترة أصبح لبحوث التخرج أهمية كبيرة لدى الدول المتقدمة؛ حيث يتم الاستفادة منها على أرض الواقع.
ما العناصر التي تتضمَّنها مقدمة مشروع تخرج؟
تختلف العناصر التي تحتويها مقدمة مشروع تخرج ما، وذلك حسب طبيعة موضوع البحث العلمي، وعلى سبيل المثال يوجد بعض البحوث التي تتطلب عيِّنة (مبحوثين)، وينبغي توضيح ذلك البند في المقدمة، وأخرى لا تحتاج لاستقصاء معلومات ميدانية، وتعتمد على المصادر والمراجع فقد، وبالمثل عناصر أخرى يمكن أن تضمن للمقدمة أو لا، وسنوضح فيما يلي كامل عناصر مقدمة مشروع التخرج التي يمكن أن يحتاج إليها الباحثون والباحثات:
- الجُمل الافتتاحية للمقدمة: يبدأ الباحث مقدمة مشروع التخرج بمجموعة من الجُمل العامة عن موضوع الدراسة، وتهدف إلى جذب انتباه القُرَّاء، ويمكن أن يتمحور ذلك حول تخصص الطالب بشكل عام، مع توضيح طبيعة المشكلة دون تفصيلات، ويمكن التلميح ببعض من نتائج الباحث التي يحتمل أن يتوصل إليها الباحث، وما يتضمَّنه ذلك من أهمية.
- إشكالية البحث: وفي ذلك الجزء يُركِّز الباحث على موضوع المشكلة، والجوانب الخاصة بها؛ كبداية مهمة لتفهُّم المُطالعين للقضية المُثارة.
- محددات البحث: تتعدَّد محددات البحث أو حدود الدراسة، وهي تنقسم إلى حدود إلزامية لجميع الباحثين والباحثات، ويُعبِّر عن ذلك عنوان البحث، وكذا حدود اختيارية، مثل: الحدود الجغرافية، والزمانية، والبشرية، ومن المهم أن يوضح الباحث فقرات تفصيلية في ذلك.
- مبررات البحث (أهمية البحث): يُقصد بمبررات البحث (أهمية البحث) أسباب اختيار الباحث لمشكلة مُعيَّنة، وضلوع الباحث في كتابة مشروع بحثي لا بد أن ينطوي عليه أهمية على الجانب النظري، والجانب العملي التطبيقي، وعلى الباحث أن يوضح تلك الأوجه في بنود مُرتَّبة.
- مـــــقاصد البحث (أهداف البحث): تنصبُّ مقاصد البحث (أهداف الباحث) على مجموعة من الفقرات يوضح فيها الباحث ما يرغب في بلوغه، وهي صورة أخرى من صور التساؤلات أو الفرضيات، ولكن تُكتب بصيغ مختلفة ذات تفصيلات إنشائية.
- المنهج العلمي: منهج البحث العلمي يتمثَّل في أسلوب أو طريقة واضحة؛ يسير عليها الباحث للتوصُّل إلى نتائج نهائية يقتنع بها مُقيِّمو البحث، ومن المهم أن تتضمَّن مقدمة مشروع تخرج ذلك العنصر المحوري، مع توضيح سبب اتباع الباحث لمنهج علمي عن غيره، ومن بين المناهج المستخدمة بكثرة في تنفيذ مشروعات التخرج كل من: المنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، والمنهج التحليلي، والمنهج الارتباط، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الجدلي، وغيرها.
- مصطلحات البحث: من بين عناصر مقدمة مشروع التخرج تعريف مصطلحات البحث من الجانب الاصطلاحي أو الإجرائي، ويستهدف الباحث من ذلك تحديد طبيعة المتغيرات، وغيرها، وبما يجعل هناك اتفاقًا بين الباحث والقُرَّاء من الناحية الفكرية، حتى لا يحدث تأويل مُخالف لتلك المصطلحات أو الغاية منها.
- عيِّنة الدراسة: يحدد الباحث عيِّنة من الأشخاص أو الجهات؛ بهدف استقصاء معلومات وبيانات منهم، وطريقة اختيار تلك العيِّنة من خلال: (طريقة العيِّنة المساحية، وطريقة العيِّنة الحصصية، وطريقة العيِّنة المُنتظمة، وطريقة العيِّنة الجغرافية، وطريقة العيِّنة الهدفية)، وللباحث أن يختار ما يراه مناسبًا حسب طبيعة مشروع التخرج، ومن المهم توضيح عدد مفردات العيِّنة، وهل هي كافية للحكم على مجتمع الدراسة بغرض التعميم أو لا؟
- أدوات البحث: تُستخدم أدوات البحث العلمي؛ مثل: الاستبيان، والمقابلة، والملاحظة في الحصول على البيانات والمعلومات المرتبطة بإشكالية البحث، وعلى الباحث أن يحدد أداة أو أكثر، وبما يُتيح له الخروج بنتائج إيجابية.
- الفرضيات والتساؤلات: الفرضيات عبارة عن علاقة خبرية من متغير مستقل، وآخر تابع، والتساؤلات عبارة عن صيغ استفهامية قد تحمل متغيرًا مستقلًّا فقط، أو مستقلًّا وتابعًا، ويشيع استخدام الفرضيات في مشروعات التخرج التي تظهر فيها المتغيرات بشكل واضح، أما التساؤلات فتُستخدم بصورة أكبر في البحوث الوصفية، وذلك لا ينفي إمكانية تضمين الباحث لفرضيات وتساؤلات في الوقت نفسه.
بعض النصائح والإرشادات فيما يخص إعداد وتنفيذ مشروع التخرج:
-
في حالة كون تنفيذ مشروع التخرج يتم بشكل جماعي؛ فينبغي اختيار الزملاء المُجتهدين، وتوزيع المهام، بحيث يتم إنجاز المهمة بالجودة المطلوبة، وَمِنْ ثَمَّ الحصول على درجات كبيرة؛ تُضاف لرصيد الطالب.
- في حالة ترك جهة الدراسة الحرية للطلاب في اختيار مُشرف الرسالة؛ فينبغي سؤال من يمتلكون الخبرة من الخريجين السابقين عن أفضل المشرفين.
- ينبغي الاهتمام بعنصر التدقيق اللغوي بالنسبة لمشروعات التخرج؛ ومن غير المقبول أن يُخطئ طالب على وشك الحصول على شهادة جامعية في مفردات، أو في صياغة جُمل غير واضحة، أو في حشو وتكرار لا طائل منه.
- إن الالتزام بما هو محدد زمنيًّا لتسليم مشروع التخرج هو عنوان الطالب المُجِد، والتأخير مهما كبر أو صغر يقل من قيمة الطالب، ومن هذا المنطلق يجب الحرص على تقديم مشروع التخرج في المواعيد المحددة من جانب جهات الدراسة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات