18.97.14.90
Whatsapp

اترك رقمك و سنتواصل معك

بحث حول مناهج البحث العلمي

بحث حول مناهج البحث العلمي

بحث حول مناهج البحث العلمي

 

عناصر البحث حول مناهج البحث العلمي:

· المقدمة.

· تــــعريف ونشأة مفهوم المنهج العلمي.

· تصنيفات مناهج البحث العلمي الحديثة.

· أبــــــــــرز أنواع مناهج البحث العلمي.

· الخاتمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقدمة:

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا؛ تعالى برحمته، وتعاظم عما يتفوَّهون به بغير علم، وصلِّ اللهُمَّ على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد..

ظهرت النهضة الحديثة منذ ما يُناهز ثلاثة قرون؛ عن طريق البحث العلمي المُنظَّم، وكل يوم تُطالعنا وسائل الإعلام بشتَّى صُوَرها بمُنجزات جديدة في مختلف الميادين، حتى إن ذلك أصبح اعتياديًّا على مسامعنا، ووتيرة ذلك مُتسارعة للغاية، فما كان يحدث في القدم من متغيرات تقنية في سنوات أصبح اليوم في غضون شهور أو أسابيع، وربما أقل من ذلك، ولقد كان للمعارف العقلية الأولى دور فيما وصلنا إليه، وحتى وإن لم يذكرها المحدثون، سواء أكان ذلك بقصد، أو دون قصد، وشئنا أم أبينا فإن المعارف القديمة تمثل القواعد والأصول، ومنها ما جدَّدته الدراسات البحثية الحديثة، وأضافت إليه المزيد وعرضته في ثوب حديث، وأخرى تم نقدها واستبعادها، ولكل من النمطين أهميته، سواء ما تم تجديده، أو استبعاده، وكان السبيل إلى ذلك مناهج البحث العلمي التي فصَّلها العلماء أو الفلاسفة على مدار أزمان مُتتابعة.

 

تــــعريف ونشأة مفهوم المنهج العلمي.

أولًا: تـــــــــعريف المنهج:

· يُعرف "المنهج" في اللغة العربية بكونه طريقًا مستقيمًا وواضحًا، وتشتق منه لفظة "المنهاج"، وهي تعني الخطة الموضوعة سلفًا، ونرى آية قرآنية تدلنا على ذلك، حيث يقول المولى عزَّ وجلَّ: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)، صدق الله العظيم [المائدة:48]، فلقد أمر الله بأسس منظمة، وينبغي أن يسير عليها البشر وإلا ضلوا وساء سبيلهم.

· وأطلَّت علينا الكُتُب الفلسفية بكثير من التعاريف حول كلمة "المنهج"، فمنها ما أشار إلى كونه: "طريقة للحصول على المعارف حول مشكلة معينة"، وأخرى أوضحت أنه: "إجراء مُنظم لبلوغ هدف".

ثانيًا: تعريف المنهج العلمي:

يُعرف المنهج العلمي "Scientific Method" على أنه: "مجموعة من الطرق والأساليب التي تساعد الباحث في تحليل وتنظيم وتنسيق المهام، والتوصل للنظريات والقواعد والقوانين على الوجه العام، أو التعرف على حلول تتعلق بإشكالية علمية".

تعريف آخر للمنهج العلمي: يمكن أن نلخص المنهج العلمي بكونه طرحًا للأفكار مع عدم اعتماد صحَّتها دون وجود الدليل، وعلى سبيل المثال نجد أن الباحثين في علم الرياضيات يجب عليهم وضع استنتاجات مُبرهنة رقمية، وبالنسبة للباحثين في الكيمياء، يجب عليهم القيام بالتجربة والملاحظة، والباحثون في العلوم الإنسانية والاجتماعية يتوجَّب عليهم اتباع الاستدلال المنطقي والتدليل بما يقبله العقل.

ثالثًا: نشأة مناهج البحث العلمي:

مناهج البحث العلمي عند الحضارات القديمة:

لم يكن الإنسان الأول ببعيد عن الطرق المنظمة في التوصل للمعرفة، والمحرك الرئيسي هو الفضول الإنساني، وحاجة البشر لتطويع ما يُحيط بهم من بيئة، وسبر أغوار الكائنات الحية، وفي مقدمتها الإنسان ذاته، وجميع ما تم بلوغه من علوم يرتبط بصورة مباشرة بالنظام الذي يُعَدُّ أحد عناصر المنهج العلمي، والشاهد على ما نقول ما نراه من حضارات بشرية ظهرت منذ آلاف السنين.

مناهج البحث العلمي عند فلاسفة اليونان فترة ما قبل الميلاد:

· لليونانيين القُدامى نصيب في وضع لبنات مناهج البحث العلمي؛ ولكن كان العنصر الفلسفي هو المُتحكم، وغالبية فلاسفة اليونان استخدموا مناهج ذات بُعد استدلالي أو منطقي.

·ونجد المنهج الفرضي أحد أبرز المناهج العلمي التي استُخدمت، ويعتبره البعض من أقدم المناهج، وتُوجد مُترادفات أخرى لذلك المنهج؛ حيث يُعرف كذلك بالمنهج التحليلي، والمنهج الجدلي، وبرهان الخلف، ولقد وضع ذلك المنهج أفلاطون، ويعتمد على وضع كثير من الفرضيات، واختيار أنسبها لحل المشكلة، ويُقال في تلك الحالة إن الفرض مقبول أو لا.

· وكذلك فإن هناك منهجًا آخرَ استخدمه أرسطو، ويُعرف بالمنهج التمثيلي، ويعتمد المنهج الأخير على مبدأ الغائية، بمعنى أن بني البشر لديهم أهداف يرغبون في تحقيقها، ومن ثم يمكن تعميم ذلك على الكون المُحيط بجُملته.

مناهج البحث العلمي عند العرب:

لا يستوي الحديث عن مناهج البحث العلمي دون إلقاء الضوء على جهود العرب والمسلمين، فالبعض من المجددين أنصفهم وأوضح ما قاموا به من جهود، مثل فرانسيس بيكون، ورينيه ديكارت؛ حيث أوضحا صراحة في كتاباتهم بدور العرب القُدامى، وآخرون تناسوا ذلك رغبة منهم في قصب السبق، ومن أشهر علماء العرب والمسلمين كل من: ابن سينا، والمقدسي، وابن الهيثم، وابن رشد، وابن خلدون، والخوارزمي، والمقريزي، وجابر بن حيان... وغيرهم.

مناهج البحث العلمي كنظرية معاصرة بداية من القرن السابع عشر:

· من الناحية التاريخية فإن فكرة وضع قواعد وأسس لمناهج البحث العلمي ظهرت في القرن السابع عشر، وذلك بظهور كتاب الأورجانون الجيد NOVUM ORGANUM""، وأوضح العالم "فرانسيس بيكون" رؤيته ومعتقداته في ذلك الكتاب، وملخص ذلك هو أهمية الابتعاد عن النظريات الفلسفية اليونانية القديمة التي كانت تستمد جذورها من القياس، واستخدام التجارب والملاحظة المنظمة كبديل، ومن خلال الاستنباط يتحول الباحث من دراسة العام ليتوصل لفهم الخاص، على عكس الاستقراء الذي يبدأ بالعام، وينتهي بالخاص.

· راقت أفكار يكون لكثير من العلماء، وسار على دربه كل من رينيه ديكارت صاحب مقولة التحري والبحث من خلال البدء بالشكوك والانتهاء بالمؤكدات ذات القرائن، كما أن هناك آخرين وضعوا وحدثوا في نفس إطار الفكر التجريبي، ومن بينهم كل من: مورينو، ولين توماس، ودور كايم، وجون ديوي، ومور، ورسل، وستيوارت ميل، وكلود برنار... وغيرهم.

إعداد الأبحاث العلمية ونشرها

مفهوم علم المناهج:

· بظهور المنهج العلمي في هيئة الحديثة أصبحت هناك حاجة لقواعد تنظم ذلك العلم، ويتضح ذلك في علم المناهج، والذي يُعرف من الناحية الاصطلاحية على أنه العلم الذي يهتم بدراسة طرق وأساليب البحث، واسمه باللغة الإنجليزية "Methodology"، ووضع في ذلك كثير من الكتب، ومن أهمها "كتاب المنطق system of logic " للعالم جون ستيوارت ميل، وتبعه في ذلك العالم ناجل Nagel؛ حيث طرح تفاصيل أكثر في كتابه "بناء العالم The structure of science".

· يُعَدُّ العالم الألماني "كانت" أول من استخدم مصطلحmethodology" "، وقام بتقسيم المنطق إلى قسمين: والقسم الأول يتمثل في شروط العلم الصحيح، والقسم الثاني يتمثل في إيجاد شكل عام لطريقة التوصل للمعرفة، والأخير هو علم المناهج.

النزاع بين العلماء والفلاسفة في أحقية تأصيل المناهج العلمية:

بظهور علم المناهج ظهرت نزاعات فيما بين الفلاسفة والعلماء، ولكل منهم حججه حول أحقية تأصيل المناهج العلمية، وللجميع نفس الغاية، وهي الوصول للمعرفة العلمية الصحيحة:

· رأي العلماء: أوضح العلماء أن تكوين المناهج يحدث على أيديهم، وعن طريق التجارب، وحجتهم أنه قبل القيام بتلك التجارب لم يكن لديهم قواعد محددة لاتباعها، وظهرت النتائج من خلال الاحتكاك بالواقع، لذا فإنه ليس من الأمور المنطقية أن نُخضع العلم للقواعد المُسبقة.

· رأي الفلاسفة: رأى الفلاسفة أنهم الأقدر على وضع مناهج البحث العلمي في ظل إطار عام ينبثق من رؤية شاملة وخصائص مشتركة، والربط بين مختلف أنماط العلوم، فالفلاسفة ينظرون من خارج حدود الدائرة.

· التوفيق بين الرأيين: العلم يبدأ من العالم الذي يقوم بوضع نتائج وتقارير تفصيلية عن ما قام به من إجراءات وخطوات، وفي مرحلة تالية يأتي الفيلسوف الذي يتصف بالشمولية واتساع الأفق ليُبلور إطار منهجي، ويوضح الخصائص العقلية، والمعنيُّ بذلك أن الفلاسفة ومُتَّبعي المنطق ليسوا بمعزل عن العلماء، بل إنهم يقومون بوضع المناهج في ضوء تصورات ونتائج ومصادر العلماء، ومن ثم وضع القوانين والنظريات العامة.

 

تصنيفات مناهج البحث العلمي الحديثة:

كما أن فكرة المنهج البحث العلمي وعلم المناهج محل اختلاف بين العلماء والفلاسفة وذوي الصلة، فإن تصنيفات مناهج البحث العلمي على نفس المنوال، ولكل واضع للتصنيف رأيه وموازينه التي استند إليها، وفيما يلي سنفصل بعض التصنيفات الشهيرة:

- التصنيف وفقًا لرأي للعالم "هوتيني": المنهج الإبداعي، والمنهج التنبُّؤي، والمنهج التاريخي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاجتماعي.

- التصنيف وفقًا لرأي العالم "ماركيز": المسح الاجتماعي، المنهج الفلسفي، والمنهج التاريخي، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج الأنثروبولوجي، والمنهج التجريبي.

- التصنيف وفقًا لرأي العالمين "جود" و"سكيتس": منهج دراسة الحالة (المنهج المونوغرافي)، والمنهج التجريبي، والمنهج الوصفي، ومنهج دراسات التطور والنمو، والمنهج المسحي.

- جهود بعض علماء العرب: كان لبعض من علماء العرب رؤية خاصة بتصنيف مناهج البحث العلمي؛ ومن بين ذلك:

·تصنيف الدكتور/ محمود قاسم: وصنَّف مناهج البحث العلمي إلى: المنهج التاريخي، ومنهج العلوم الطبيعية، ومنهج علم الاجتماع، ومنهج الرياضيات.

·تصنيف الدكتور/ أحمد بدر: وصنَّف مناهج البحث العلمي إلى: المنهج المسحي، والمنهج التجريبي، والمنهج الإحصائي، والمنهج المونوجرافي.

· تصنيف الدكتور/ عبد الباسط محمد حسن: وصنَّف مناهج البحث العلمي إلى: منهج دراسة الحالة، والمنهج التجريبي، والمنهج المسحي، والمنهج التاريخي:

· تصنيف الدكتور/ عبد الرحمن بدوي: وصنف مناهج البحث العلمي إلى: المنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستدلالي.

· تصنيف الدكتور/ محمد طلعت عيسى: وصنَّف مناهج البحث العلمي إلى: المنهج التجريبي، والمنهج السببي المُقارن، والمنهج التاريخي، ونهج دراسة الحالة، والمنهج الإحصائي، ومنهج المسح الاجتماعي.

 

أبرز أنواع مناهج البحث العلمي:

فيما يلي تفصيل لأبرز أنواع مناهج البحث العلمي:

المنهج الوصفي:

التعريف والنشأة:

· يُعرف المنهج الوصفي بكونه: "أسلوبًا أو طريقة يتبعها الباحث من خلال الوصف لمشكلة أو ظاهرة بأسلوب علمي، وتجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بذلك، ثم القيام بالتحليل ووضع الاستنتاجات".

· البحث الوصفي كفكرة لم تكُن وليدة العصر، والمنهجيون ذاتهم يعترفون بذلك، ويمكن أن نقول إن ما طرأ هو وضع أُسُس وقواعد تنظيم تلك النوعية من الدراسات.

· يُعَدُّ العالم "فريدريك لوبلاي" في طليعة من وضعوا إطارًا عامًّا للدراسات الوصفية، حيث قام وبشكل عملي بإجراء بحوث للأحوال الاقتصادية والاجتماعية لمجموعة كبيرة من العاملين في فرنسا، ولا تقتصر أهمية المنهج الوصفي على الدراسات المُرتبطة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية فقط، بل يستخدم في شتَّى أنواع البحوث، والاختلاف في تلك الحالة كونه يستخدم بشكل أصيل أو فرعي.

الفروع:

تفرَّع من منهج البحث الوصفي مجموعة كبيرة من المناهج الأخرى، ووفقًا لتصنيف العالم "فان دالين" فإن فروع ذلك المنهج تتمثل في:

·المنهج المسحي: ويتفرع من ذلك: المنهج المسحي الاجتماعي، ومنهج دراسات الرأي العام، ومنهج السوق، ومنهج تحليل المحتوى، والمنهج الوثائقي، والمنهج التربوي، ومنهج تحليل الوظائف.

·المنهج النمائي (التتبعي): ويتفرع من ذلك: منهج دراسة الاتجاهات، ومنهج دراسة النمو.

·منهج العلاقات: ويتفرع من ذلك: المنهج الوصفي الارتباطي، والمنهج السببي المُقارن، ومنهج دراسة الحالة الواحدة.

الخطوات:

تتمثل خطوات تطبيق المنهج الوصفي في قيام الباحث بفحص مشكلة، والتأكد من إمكانية دراستها وفقًا للمعايير العلمية، وبعد ذلك يقوم الباحث بصياغة التساؤلات العلمية، ثم وضع فرضيات في ظل ما يمتلكه من معلومات أولية، ويتبع ذلك انتقاء عينة بحث ميداني، ثم اختيار أداة دراسة مناسبة، مثل: الاستبيان، والاختبارات، والملاحظة، والمقابلة، ثم القيام بعملية تجميع منظمة للمعلومات، ويتم تحليل تلك المعلومات عبر المُعادلات الإحصائية، ويتبع ذلك وضع نتائج للدراسة.

 

المنهج التاريخي:

التعريف والنشأة:

يُعرف الخبراء المنهج التاريخي على أنه: "طريقة يتبعها الباحث لمعرفة مدى صحة موضوع معين؛ من خلال الخلفية التاريخية الموثقة".

ويُطلق على ذلك المنهج كذلك اسم المنهج الاستردادي، وفيه يسترد الباحث المعارف من الماضي، من خلال ما حدث، سواء أكان ذلك عبارة عن تدوين أو رواية، ويُعتبر ارنست برنهام Ernest Bernheim هو واضع الإطار الحديث للمنهج التاريخي، وقام العالم فوستيل دوكولانغ بوضع تفاصيل أكبر حل ذلك المنهاج أو الطريقة.

الخطوات:

يبدأ البحث التاريخي من خلال اختيار الباحث للموضوع، ويتبع ذلك انتقاء المصادر والمراجع، والقيام بعملية نقد خارجي؛ بمعنى التأكد من صدق صاحب المصدر، ونقد داخلي، ويعني التأكد من دقة ما يكتب، وفي ضوء ذلك يقوم الباحث بعملية استبعاد للمعلومات التي لا تتوافق مع المعايير العلمية والمنطقية، ثم يقوم بعملية تركيب أو استنتاج للحقائق.

 

المنهج التجريبي:

التعريف والنشأة:

·يُعرف المنهج التجريبي على أنه: "طريقة بحثية يستخدم فيها الملاحظة والتجريب كأساس لدراسة الإشكاليات العلمية، وبما يساعد على التوصل لاستنتاجات في أعلى درجات الصحة والقبول".

· يُعَدُّ المنهج التجريبي طريقة مثالية لدراسة الظواهر، ويستخدم بصورة أكبر في العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفلك والطب والهندسة والفيزياء، وكذا يستخدم بنسبة أقل في دراسة العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويُعِدُّ البعض العالم جاليليو واضع الإطار العام لذلك المنهج، ويعتبر آخرون كلًّا من فرانسيس بيكون وروجر بيكون ورينيه ديكارت مؤصلين للمنهج التجريبي في هيئته الحديثة، ولكل منهم إسهاماته الجليلة فيما يتعلق بوضع أسس للمنهج التجريبي.

الخطوات:

يتطلب البحث التجريبي تحديدًا لمشكلة البحث، ثم القيام باستخراج المتغيرات الأساسية، وصياغة فرضيات، وهي عبارة عن علاقات بين المتغيرات، ومن ثم القيام بالملاحظة والتجريب، ويتبع ذلك وضع الاستنتاجات الختامية، ويختلف المنهج التاريخي والوصفي عن التجريبي فيما يتعلق بالتحكم في المتغيرات المستقلة، ومعرفة أثر على ذلك على المتغيرات التابعة؛ من خلال التجربة العملية.

 

الخاتمة:

بعد أن استعرضنا تفاصيل بحث حول مناهج البحث العلمي، وفصَّلنا تصنيفاتها وأبرز أنواعها، يجب أن نشير إلى أنه يصعب استخدام منهج واحد فقط من الناحية التطبيقية؛ حيث تتداخل وتتقاطع كثير من المناهج العلمية مع بعضها البعض؛ فنجد باحثين يستخدمون في نفس الموضوع المنهج الوصفي بالتزامن مع المنهج التاريخي و الاستدلالي، وهناك آخرون يستخدمون المنهج السببي المقارن مع المنهج الإحصائي... وهكذا.

إن قيمة المنهج العلمي تتمثَّل في كيفية استخدامه من جانب الباحث، وقد يعتقد البعض أن مناهج البحث العلمي تُكبِّل الباحث، وتجعله مُقيدًا ومُلتزمًا بتعليمات معينة، وهي على العكس من ذلك فهي بمثابة قواعد عامة منظمة، وتبقى التفاصيل دومًا في يد الباحث العلمي، ويمكن أن نمثل مناهج البحث العلمي بعلبة ألوان في يد الباحث، وعلى الباحث أن يرسم لنا اللوحة الجميلة التي تستحوذ على إعجاب المُطالعين.

 

"اللهُمَّ صلِّ وسَلِّم وبارك على نبيِّنا محمد في الأوَّلين والآخرين، وعدد ما ذكره الذَّاكرون منذ بدء الخليقة إلى يوم الدِّين".

 

 

 

يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات اضغط هنا


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك





ادخل بريدك الالكتروني و اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد





تواصل الآن 00966115103356