خطة مناهج البحث العلمي
تُعرَف خطة مناهج البحث العلمي بأنها خطوات مُترابطة وبنائية؛ ومُصطلح عليها من جانب خبراء العلوم والأبحاث، ويستهدف ذلك دراسة أحد الموضوعات أو المشكلات، التي توجد بشكل واقعي وملموس، ومكررة الحدوث، وهنا ينبغي التنويه في أنه لا مجال هنا للموضوعات محدودة القيمة، وتسهم خطة مناهج البحث العلمي في استيضاح الأمور، وإجلاء الغموض، والسير بثبات، من خلال طرح أسئلة أو وضع فرضيات من قريحة ذهن الباحث، وذات صلة بالموضوع؛ لتعزيز الإطار البحثي، وتقديم الشروح، والمناط هو الوصول لاستنتاجات، وبناءً عليها يضع الباحث التوصيات والمقترحات، ثم يصوغ الخاتمة، وسنخصص بنود المقال للحديث بشكل مُستفيض عن خطة مناهج البحث العلمي؛ كي يتعرف الباحثون على الطريقة المثالية في ذلك.
ما الهدف من وضع خطة مناهج البحث العلمي؟
-
إن تنظيم أي عمل يتطلب تخطيطًا؛ ومن هذا المنطلق تمثل خطة مناهج البحث العلمي مسارًا تنظيميًا مهمًّا، وعلى دربها يخطو الباحث خطواته في تنفيذ الرسالة، وبما يساعد في خروج في خروجها بالهيئة اللائقة، ومن ثم الحصول على ما يأمل من درجة عملية؛ تساعد في اتقاء مكانة أكاديمية أو جامعية مناسبة، أو العمل بإحدى الجهات التخصصية، بالإضافة إلى المكانة الاجتماعية المتميزة.
-
تطلب جميع جهات الدراسات العليا من الطلاب المنتظمين بالماجستير أو الدكتوراه تقديم خطة مناهج البحث العلمي، والهدف من ذلك هو تقييم البحث أو الرسالة قبل أن يشرع الباحثون في التنفيذ، والتأكد من مدى تحقق فائدة علمية، وفي حالة مطابقة الخطة للشروط التي تقرها الجامعات؛ فسيتم قبولها، وإبلاغ الباحثين بذلك، وتحديد مشرف للرسالة، والبدء في تحريرها، أما في حالة رفض الخطة؛ فيتحتم على الباحث في تلك الحالة تقديم غيرها.
-
هناك بعض الجهات العلمية التي تطلب خطة مناهج البحث العلمي من الباحثين أو الباحثات؛ وذلك قبل تقديم اعتمادات مالية لهم، من أجل التعرف على مدى جودة البحث المُزمع تنفيذه، وجدوى الإنفاق المالي، حتى لا يدخل ذلك في عداد إهدار المال العام على بحث لا تتحقق منه قيمه.
ما خطة مناهج البحث العلمي؟
خطة مناهج البحث العلمي عبارة عن تصوُّر مبدئي لما ستكون عليه هيئة البحث، ويضعها الباحث؛ من خلال خلفية معلوماتية ناجمة عن قراءات موسعة، وذلك فيما يرتبط بموضوع معين، ويطلق على خطة مناهج البحث العلمي مصطلحات أخرى مثل: المقترح البحثي، أو مشروع البحث... إلخ، والمغزى واحد، وسنوضح فيما يلي أبرز ما تتضمنه خطة مناهج البحث العلمي:
بيانات الطالب أو الباحث:
في بداية النموذج الخاص بخطة مناهج البحث العلمي ينبغي على الباحث أن يدون البيانات الشخصية المتعلقة به مثل: الاسم، والتخصص، وجهة الدراسات العليا، وسنة التخرج الجامعي.... إلخ.
عنوان البحث:
عنوان البحث جزء بديهي وأوَّلي من أجزاء خطة مناهج البحث العلمي، وقد يكون ذلك راسخًا في ذهن الباحث قبل أن يتقدم للدراسات العليا، أو عند القراءة المبدئية لمصادر البحث والدراسات السابقة، ولكي يقدم الباحث عنوانًا مُلائمًا فإن أهم شروط ذلك هو أن يكون عنوان البحث مُوجزًا، ومفيدًا علميًا، ومعبرًا عن مشمول البحث، وواضح المعالم، وخاليًا من الأخطاء المنهجية واللغوية، وحبَّذا لو كان مثيرًا للاهتمام وغير تقليدي.
إشكالية الدراسة:
تمثل إِشكالية الدراسة أو البحث المحور الأساسي الذي دعا الباحث لتناول الموضوع، وينبغي تحديد إطارها وجوانبها؛ كي يعيش القراء تلك التجربة، ويستفيدوا من النتائج، وهي ملخص للدراسة في جزء بسيط من حيث الحجم.
حدود البحث:
من بين الأمور الهامة في العمل البحثي أن يكون محدد المعالم؛ حتى لا يصبح متعددًا ومتشعبًا، ومن ثم يظهر بشكل مُترهِّل، وفي ذلك يتوجَّب على الباحث أن يوضح حدود البحث الجغرافية، أو الموضوعية، أو المكانية، وكذلك ما يخص التفاصيل المرتبطة بعينة الدراسة إن وُجدت، وذلك ما يجب أن يوضحه الباحث في خطة مناهج البحث العلمي.
المنهج المتبع:
يوجد مناهج بحثية متنوعة، ويجب أن يحدد الباحث في خطته طبيعة ما سيتم استخدامه من مناهج، والأشهر في ذلك هم: المنهج المقارن، والمنهج الوصفي، ومنهج الحالة الواحدة، والمنهج التجريبي، والمنهج الشرعي، والمنهج الاستقرائي، ولكل منهج من هذه المناهج طريقته وخطواته، ولا يوجد غضاضة في أن يعتمد الباحث على أكثر منهج، ولكن يجب أن يسوق مبررات ذلك.
أسئلة البحث العلمي أو فرضياته:
-
كثير من الباحثين لا يوجد لديهم خلفية معلوماتية حول الفرق بين أسئلة البحث العلمي والفروض، وسنوضح ذلك بشرح بسيط؛ حيث إن أسئلة البحث يمكن أن تحمل متغيرًا واحدًا فقط فأكثر، وتُصاغ بصورة استفهامية، أما الفروض أو الفرضيات فلا بد لها من متغيرين أحدهما يطلق عليه متغير مستقل، وآخر متغير تابع، وتصاغ بشكل خبري، وينبغي لها في الغالب تفصيل وتحليل دقيق؛ من خلال التحليل الإحصائي؛ للتعرف على مدى الترابط بين المتغيرات، والخروج بدلالات رقمية.
-
تستخدم أسئلة البحث العلمي في البحوث الاجتماعية الوصفية بكثرة؛ أما الفروض أو الفرضيات؛ فتستخدم في مختلف أنواع البحوث التطبيقية، غير أن هناك مدارس مختلفة في ذلك، ومن الممكن أن يقوم الباحث باستخدام النمطين في بعض الأبحاث؛ سواء أسئلة البحث أو الفرضيات؛ لتدعيم البحث بالقرائن بصورة أكبر.
-
لأسئلة البحث أو الفرضيات أهمية كبيرة في خطة مناهج البحث العلمي، وكلما كانت ذات جودة، ومعبرة عن موضوع قوي ومهم، سواء في الجانب العلمي أو الاجتماعي؛ كان ذلك أدعى لقبول خطة مناهج البحث العلمي من جانب جهات التقييم المسؤولة عن ذلك.
أبواب وفصول ومباحث ومطالب البحث:
من المهم أن يوضح الباحث في خطة مناهج البحث العلمي (المشروع البحثي) أهم أبواب الباحث، وما ينبثق منها من فصول، ومن ثم مباحث ومطالب، ويجب أن يكون ذلك عاكسًا للهيئة المنظمة التي سيخرج بها البحث، ومن خلال تسلسل فكري منضبط، مع الابتعاد عن التكرار في مسمى العناوين الرئيسية للمحتويات، سواء باللفظ أو المعنى، وقد يترك للباحث التقسيم الكلي، أو يشترط على طريقة ذلك في دليل الجامعة.
الدراسات السابقة والمصادر المعلوماتية:
-
الـــدراسات السابقة: وتُعتبر الدراسات السابقة عُنصرًا محوريًّا في خطة مناهج البحث العلمي، ومن المهم أن ينتقيها الباحثون بكل دقة، ومن أهم سمات الدراسات السابقة الجيدة أن تكون ذات علاقة وصلة بموضوع البحث؛ سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأن تكون حديثة من حيث الإصدار أو التأليف، وأن تكون موثقة، وفي حالة عدم وجود دراسات سابقة للبحث العلمي؛ فيجب على الباحث أن يوضح ذلك في خطة مناهج البحث العلمي (المقترح البحثي).
-
المصادر المعلوماتية: من المهم أن يقدم الباحث في خطة مناهج البحث العلمي أهم المصادر المعلوماتية، والتي سيُبنى عليها جوانب البحث، وهى إما شخصية أو علمية أو من جهات رسمية أو مجتمعية، وينبغي أن يختار الباحث مصادر ذات مصداقية.
تخمين لأهم وأبرز النتائج: إن خطة مناهج البحث العلمي ينبغي أن تحتوي على توقع لنتائج البحث، وبناءً على ذلك يدرس المشرفون أو المقيمون الموقف الكُلي من أهمية البحث، ولنلقي نظرة موجزة على طبيعة النتائج في البحث، حيث إنها تُعد من أهم الأجزاء، وترتبط بأهداف وأسئلة وفروض البحث بصورة مباشرة.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات