تعريف البحث العلمي
البحث العلمي مُقوِّم رئيسيٌّ من أجل تحقيق التَّطوُّرات المنشودة، وذلك على مختلف المستويات، سواء الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية... وغيرها، وتهتم المنظومات التعليمية في مختلف الدول بتلك الفترة بالأبحاث العلمية؛ سواء في المدارس والجامعات
أو بمراحل الدراسات العُليا، من أجل تعضيد المفاصل التي تُبنى عليها الدولة، واللحاق بالركب، والتفوق على الآخرين، والبعض ينفق مليارات من الدولارات سنويًا في سبيل تحقيق ذلك، فالبحث العلمي يختصر سنين من العمل، ويفتح العقول، ويحفز ملكات الإبداع
ويساعد على التفرد، ولقد فطنت كثير من الدول المتوسطة والنامية لذلك، والبعض منها بدأ منذ فترة في بناء قواعد علمية، وتهيئة البيئة المناسبة للباحثين، وسنقدم في هذا المقال تفصيلًا لتعريف البحث العلمي، ومجموعة أخرى من البنود المهمة.
مشمول المقال:
تعريف البحث العلمي.
جوانب البحث العلمي.
الموضوع.
المنهج.
الشكل.
تعريف البحث العلمي:
كلمة البحث من الجانب اللغوي تعني: التنقيب والكشف والتفتيش والطلب، أما من الناحية الاصطلاحية فتعني التوصل للجديد بناءً على دراسة مُؤصِّلة، وفقًا لقواعد وطرق منظمة.
تبارى العلميون في تقديم تعريفات مختلفة للبحث العلمي، ومن بينها:
يعرف البحث العلمي على أنه طريقة منهجية؛ من خلال الربط بين عديد من المفاهيم والنظريات، وبما يساعد في استيضاح الأمور، والتوصل لنتائج.
ويعرف البحث العلمي بأنه عديد من الإجراءات المرتبة، والتي يستخدمها الباحثون؛ من أجل التعرف على جوانب مختلفة تتعلق بموضوع أو إشكالية واقعية، والهدف هو وضع الاستنتاجات، والتوصل لحلول فعَّالة ويمكن تطبيقها.
ويعرف البحث العلمي على أنه إطار عام يسير عليه الباحث على حسب طبيعة موضوع البحث؛ لتفصيل مشكلة أثارت حفيظة الباحث، وذلك عن طريق أساليب وأدوات لجميع المعلومات وترتيبها وتحليلها، والتوصل لاستنتاجات وفقًا لبراهين.
ويعرف البحث العلمي أيضًا على أنه إعمال العقل والتفكير؛ من خلال استخدام مهارات وقواعد فيما يخص ظاهرة معينة، ومحاولة فهم الأسباب، من خلال طرح أسئلة أو وضع فرضيات، والخروج بخلاصة أو نتائج.
جوانب البحث العلمي:
للبحث العلمي ثلاثة جوانب أساسية، وتتمثل في:
الموضوع:
وهو عبارة عن المحور الرئيسي للبحث، ويتبلور حول فكرة رئيسية، وقد ينبثق منها مجموعة من الأفكار الفرعية، ومن أهم الشروط التي يجب أن يتخذها الباحثون في الاعتبار عند اختيار موضوع البحث:
أن يكون متوافقًا مع دراسة الباحث، سواء في فترة الجامعة، أو المقررات التكميلية التي يتم تناولها في الدراسات العُليا.
أن يكون موضوع البحث مناسبًا للأموال التي توجد لدى الباحث، أو المنح التي تقدمها جهات الدراسة في بعض الجامعات.
وكذلك وجب أن يكون الموضوع مُتوافقًا مع المدة الزمنية التي تمنحها جهات الدراسات للباحثين؛ لإنهاء البحث أو الرسالة العلمية.
وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون الموضوع مهمًا، وبعيدًا عن الموضوعات السطحية أو التي تنعدم الفائدة منها، أو التي تُثير الفتن لتعلقها بالديانات السماوية، أو العادات والتقاليد المُرسَّخة في المجتمعات منذ زمن.
المنهج:
يعبر المنهج عن الطريقة التي يستخدمها الباحثون والباحثات في تفصيل مُختلف جوانب موضوع البحث، ومن أهم المناهج العلمي التي تجد صدى كبيرًا، ويعتمد عليها الباحثون عند إعداد وتنفيذ الأبحاث كل من:
المنهج الكمي:
ويرتبط ذلك المنهج بالبيانات العددية، ويمكن من خلاله التوصل إلى أرقام ترتبط بالظاهرة، وبلوغ نتائج بصورة أكثر إقناعًا.
المنهج الوصفي:
يُعد المنهج الوصفي من أقدم وأبرز المناهج العلمية، ويعتمد على دراسة الباحث لظاهرة بهيئتها في الطبيعة، ويقوم بتوصيفها بشكل مفصل، ثم جمع المعلومات والبيانات المرتبطة بها، ويطرح أسئلة أو فرضيات تدور حول هذه الظاهرة، ثم يتبع ذلك شرح كامل؛ للتوصل لنتائج لها مدلول.
المنهج التاريخي أو الاستردادي:
ويرتبط المنهج التاريخي بالأحداث الماضية التي تتعلق بموضوع البحث؛ كخطوة مهمة لفهم الأحداث الحالية، ومن ثم تخمين ما يمكن أن يحدث مستقبلًا.
المنهج التجريبي:
ويهتم ذلك المنهج بالتجربة العلمية والملاحظة، وصياغة الفرضيات، التي تعبر عن العلاقات بين المتغيرات التي تتعلق بموضوع الدراسة، ويمكن تقيسم التجارب إلى تجارب معملية، وغير معملية، ويتم إجراء التجارب وفقًا لشروط يوفرها الباحث.
منهج المسح الاجتماعي:
ويُستخدم منهج المسح الاجتماعي في حالة كون مجتمع الدراسة كبيرًا من حيث الحجم؛ ومثال على ذلك إحصائيات التعداد السكاني، وحصر المواليد، والوفيات... إلخ.
المنهج الاستنباطي:
ويستخدم الباحثون ذلك المنهج عن طريق الاعتماد في البداية على قاعدة أو نظرية علمية عامة، وتطبيقها على الجُزئيات، وهو على عكس المنهج الاستقرائي، بمعنى يبدأ بالعام وينتهي بالخاص.
المنهج الفلسفي:
يعتبر المنهج الفلسفي أحد المناهج العلمية المهمة، والتي تتناول الموضوعات المعنوية والتأملية، ويعتمد على إعمال العقل والتفكير المتعمق؛ للوصول إلى المسببات.
المنهج الاستقرائي:
ويعتمد المنهج الاستقرائي في البحث العلمي على دراسة جُزئيات أو مفردات من المجتمع الكلي للدراسة، بأسلوب دقيق ومنظم
ومن خلال وضع مجموعة من المتغيرات التي تحكم الظاهرة محل البحث، ومن ثم الخروج بنتائج يمكن القيام بتعميمها على باقي جُزئيات البحث.
منهج دراسة الحالة:
وهو يشبه المنهج الاستقرائي؛ من حيث الاهتمام بدراسة إحدى الحالات التي تمثل مجتمعًا أكبر، وعلى سبيل المثال دراسة حالة أسرية أو مصنع أو قرية أو مدرسة
والتعرف على جميع الجوانب المرتبطة بها في ضوء الموضوع المُثار، ومن ثم إجراء التعميمات
الشكل:
شكل البحث العلمي عبارة عن إجراءات مُرتَّبة، وتنظيمية للمحتوى المكتوب، وتتمثَّل في:
عنوان البحث:
يقوم الباحث باختيار عنوان البحث، وذلك في ضوء الموضوع الذي ينتقيه الباحث العلمي، ومن بين المعايير المهمة في عنوان البحث أن يتَّسم بالوضوح والبساطة
والإيجاز، وكذا التعبير عن المضمون الكلي للبحث، وأن يحمل في طيَّاته قضية مهمة، وأن يتضمن أبرز المتغيرات في البحث.
مقدمة البحث:
وهي صفحة أو أكثر تعبر عن مضمون البحث أو الرسالة العلمية بأسلوب عام، ويجب أن تتضمن طبيعة المنهج المستخدم
ونبذة بسيطة عمَّا يمكن أن يتوصل إليه الباحث من نتائج، ويمكن أن يحتوي على قرائن من القرآن أو السنة النبوية، وما إلى غير ذلك من قرائن.
مشكلة البحث:
وهو عبارة عن جزء صغير يوضح فيه الباحث جوانب المشكلة العلمية، وهي بمثابة ملخص بسيط للموضوع.
أهمية البحث: وتتمثل الأهمية في المبررات التي يصوغها الباحث؛ بُغية تعريف القُرَّاء بأسباب تناوله موضوع البحث.
أهداف البحث:
وهي عبارة عن نقاط لما يتمنَّى الباحث أن يحققه بانتهاء إجراءات البحث، ويرتبط ذلك الجزء بالفرضيات، والنتائج بصورة أكبر.
حدود البحث:
وتتمثَّل في الحدود الموضوعية (طبيعة موضوع البحث)، والحدود الزمانية (الفترة التي يتناولها البحث)
والحدود المكانية (منطقة أو مناطق إجراء البحث)، والعيِّنة الدراسية (مفردات الدراسة).
مصطلحات البحث:
والمصطلحات البحثية تتمثَّل في تعريف لُغوي وإجرائي لمتغيرات البحث، أو أي مصطلح آخر يرى البحث أهمية لتعريفه.
أسئلة البحث:
وهي عبارة عن أطروحات تعبر عن حل مؤقت للبحث، وهي تبدأ بأداة استفهام مثل: ما، هل، كيف، متى، ماذا... إلخ
ويمكن أن يطرح الباحث أكثر من سؤال على حسب رؤيته لحاجة البحث لذلك.
الإطار النظري:
ويتألَّف من فصلين، الفصل الأول عبارة عن محتوى أو متن البحث من مجموعة الأبواب والفصول والمباحث
والتي يشرح فيها الباحث كل أبعاد البحث، والفصل الثاني يتكوَّن من المؤلفات أو الدراسات السابقة، والتي تتشابه مع موضوع الدراسة.
النتائج:
وهي عبارة عن الخلاصة أو الاستنتاجات التي يتوصل إليها الباحث، وذلك بعد الانتهاء من تفصيل المحتوى.
التوصيات والمُقترحات:
والتوصيات تتمثَّل في مجموعة من الحلول، التي يضعها الباحث بُغية حل مشكلة البحث
أما جزء المُقترحات فيتمثَّل في عدد من الموضوعات التي يصوغها الباحث؛ كي يتناولها باحثون آخرون في رسائلهم العلمية.
الخاتمة ومراجع البحث:
وهما آخر جزأين في البحث، والخاتمة هي الجزء الأخير في البحث، ويوضح فيها الباحث أبرز الجهود
وأهم نتائج وتوصيات البحث، أما مراجع البحث فهي صفحة تتضمن جميع المؤلفات التي وثَّقها الباحث في المتن.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات