بحث ماجستير
يتمثَّل الماجستير في دراسة اختياريَّة بعد الحصول على البكالوريوس، أو الليسانس، ويتطلَّب ذلك دراسة لمُدَّة من عام لعامين على حسب مُحدِّدات جهة الدراسات العُليا التي يُقدِم الطالب على الالتحاق بها، ومن بين أشهر تصنيفات الماجستير ما يُعرف بالماجستير التنفيذي، والماجستير الأكاديمي، والماجستير التنفيذي يحتاج إليه من يرغب في اكتساب الخبرات العملية المتعلقة بوظيفة مُعيَّنة، ولا تتطلَّب انتظامًا دراسيًّا بصفة دائمة. أما الماجستير الأكاديمي فيتضمَّن معارفَ نظرية في المقام الأوَّل، ويتطلَّب تفرُّغًا كاملًا. وأيًّا كانت نوعية الماجستير فإنه في نهاية مدة الدراسة تتطلَّب الجامعات بحث ماجستير، ويختلف حجمه على حسب نوع الماجستير، ففي الماجستير التنفيذي أو المهني تُطلب بحوث محدودة وبسيطة من الطلاب، أما فيما يتعلق بالماجستير الأكاديمي أو النظري فتُطلب رسالة مُتكاملة الأركان، ويتراوح حجمها بين 150-250 صفحة حسب مُحدِّدات الدراسة، وسنوضح في مقالنا طريقة إعداد بحث ماجستير.
محتويات المقال:
· ما محددات اختيار موضوع بحث ماجستير؟
· كيف يمـــكن إعداد وتنفيذ بحث ماجستير؟
ما محددات اختيار موضوع بحث ماجستير؟
اختيار موضوع بحث ماجستير يكون في الغالب بالتوافق مع المشرف الذي يختاره الباحث، وفي الغالب فإن المشرف يطلب من الباحث موضوعًا في صميم تخصُّصه، وينطوي على تنفيذه أهمية من الناحية العلمية، ولا بد أن يكون مُوائمًا للوقت الذي تُتيحه جهة الدراسة أمام الباحث، وأن يكون موضوعًا مُتوافقًا مع الأخلاق المُجتمعية، وكذلك أن يكون مُناسبًا للظروف المادية للباحث، أو وفقًا لما تحدده جهة الدراسة من دعم مالي للباحثين تبعًا لمواثيق بعض الجامعات، مع أهمية توجيه الطالب لأصالة البحث، وخضوعه لنسب الاقتباس المقررة من جانب جهة الدراسات العُليا.
كيف يمكن إعداد وتنفيذ بحث ماجستير؟
يتطلَّب عمل بحث ماجستير عددًا من الإجراءات، ويستهدف الباحث من ذلك حلَّ مشكلة بصفة خاصة، أو الوصول لقواعد وأُسُس بشكل عام، وسنتعرَّف على تلك الإجراءات فيما يلي:
صفحة عنوان بحث الماجستير: وهي تُمثِّل أُولى الخطوات الكتابية للرسالة، وتتضمَّن بيانات جهة الدراسات العُليا، وتخصص الباحث، ويتبع ذلك العنوان في وسط الصفحة، وببُنط عريض، وأسفله اسم الطالب المُعدِّ، والمُشرفين، وفي النهاية تُكتب سنة تنفيذ البحث، ومن بين شروط جودة عنوان بحث ماجستير أن يُعبِّر عن فحوى الرسالة، وأن يتضمَّن متغيرًا أو أكثر (متغيرًا مُستقلًّا فقط، أو متغيرًا مُستقلًّا وتابعًا)، وأن يكون عنوانًا مُختصرًا، ولا يتخطَّى خمس عشرة مفردة، وأن يكون أصيلًا، وغير مُستهلك.
إهداء بحث الماجستير: هذا الجزء مُنفصل عن المادة العلمية التي تحتويها رسالة الماجستير، ويشكر فيه الباحث الأقربين، سواء الأب، أو الأم، أو الإخوة، والأخوات، أو الأبناء... إلخ، وينبغي أن يُكتب ذلك الجزء بلُغة بلاغية مُتميِّزة.
الشكر والتقدير: وبالمثل فإن ذلك الجزء غير مُرتبط بمنهجية البحث، ويُطلق عليه بمُسمَّى آخر الشكر والعرفان، وهو صفحة كتابية تتضمَّن شكر الباحث لأشخاص عيِّنة البحث، وكل الجهات التي ساعدته، ووفَّرت الجو المناسب لإجراء البحث، وقد يكون ذلك شركة أو جهة تعليمية أو مصحة نفسية... إلخ، بالإضافة إلى ذلك شكر الباحث للمشرفين الذين وقفوا بجانبه وأمدُّوه بالمعلومات والنصائح لتنفيذ بحث ماجستير.
الملخص: يحتوي ملخص رسالة الماجستير على العناصر الرئيسية التي تتألف منها الدراسة، وعلى وجه الخصوص الأهداف والاستنتاجات، ويكتب ذلك الجزء من نُسختين أحدهما باللغة العربية، وأخرى بالإنجليزية، وقد يضع البعض ذلك الجزء قبل الإهداء، بعد صفحة العنوان مباشرة، ولا تُوجد مشكلة في ذلك.
جُزء المقدمة:
يتوقَّف ترتيب مقدمة البحث العلمي، والمحتويات التي تتضمَّنها على حسب مستوى الدراسة، فعلى سبيل المثال فإن المقدمة في بحوث التعليم الأساسية بسيطة وقصيرة، أما في البحوث الجامعية فهي مُطوَّلة عن سابقتها، وفي رسالة الماجستير نجد المقدمة تحتوي على عناصر مختلفة، ويوضع لها باب يُعرف باسم باب المقدمة، وسنتناول عناصر المقدمة في بحث الماجستير بالتفصيل:
· جُملة افتتاحية توضح عموم الموضوع: يبدأ الباحث المقدمة بمجوعة جُمل تُلخِّص موضوع الرسالة بشكل عام.
· أهداف البحث (الدوافع): يضع الباحث مجموعة من الأهداف التي يرغب في تحقيقها من خلال بحث ماجستير، ومن بين الشروط التي يجب أن تتَّسم بها تلك الأهداف أن تكون أهدافًا منطقية، ويمكن تحقيقها، وأن تكون واضحة من حيث الصياغة اللغوية، وأن تكون ذات صلة بموضوع البحث، وللباحث أن يصوغ ما يراه مُناسبًا من أهداف.
· أهمية البحث (الأسباب): الأهمية تتمثَّل في الأسباب التي جعلت الباحث يتحفَّز لدراسة موضوع مُعيَّن، وأهمية بحث ماجستير تتمثَّل في إجابة سؤال: ما مُبرِّرات اختيار موضوع البحث؟
· مشكلة البحث: وهو جُزء يُلخِّص أبعاد وجوانب القضية التي يسوقها الباحث في رسالته؛ كي يستطيع القُرَّاء أن يتفهَّموا باقي الشروح التي يتضمَّنها المتن.
· تعريفات مصطلحات الدراسة: ومصطلحات الدراسة تتمثَّل في الكلمات المفتاحية المتكررة، أو المتغيرات التي يتضمَّنها البحث، ويوجد هناك نوعان من التعريفات؛ النوع الأول يتمثَّل في التعريف اللغوي، ويستعين الباحث في ذلك بقواميس اللغة العربية، أو القواميس الإنجليزية في حالة كون الموضوع مُدوَّنًا بالإنجليزية، والنوع الثاني يتمثَّل في التعريف الإجرائي، وهو يُوضِّح دلالة استخدام المصطلح في البحث.
· حدود الدراسة: وذلك الجُزء من أبرز الأجزاء التي يجب تضمينها لعناصر المقدمة في بحث ماجستير، وهناك أنواع مختلفة من الحدود، ويختار الباحث ما يناسب الدراسة، سواء أكانت حدودًا مكانية، أو حدودًا زمانية، أو حدودًا موضوعية.
· عيِّنة البحث: بخلاف المعلومات غير المباشرة التي يحصل عليها الباحث؛ من خلال المصادر والمراجع، فإن هناك بعض نوعيات البحوث التي تتطلَّب حصول الباحث على معلومات مباشرة من مفردات مجتمع الدراسة، وفي ذلك يختار الباحث عيِّنة بطريقة احتمالية، أو غير احتمالية، حسب رؤية الباحث، ومدى تجانُس المفردات التي تُمثِّل المجتمع، ويجب أن تكون العيِّنة ذات حجم مُناسب؛ كي يستطيع الباحث أن يُعمِّم نتائجه في حالة كون ذلك بين أهداف الرسالة.
· أدوات الدراسة: تختلف أدوات الدراسة التي يختارها الباحث لجمع المعلومات في بحث ماجستير وفقًا لنوعية البحث، وطريقة تفكير الباحث، ومن أبرز هذه الأدوات كل من الاستقصاء (الاستبيان)، والمُقابلة، والاختبارات، وأساليب الإسقاط، وطرق القياس الكمية، والمُلاحظة، ولا غضاضة في اختيار الباحث لأكثر من أداة دراسة.
· منهج البحث: ينبغي أن يُوضِّح البحث في مجموعة من الجُمل بمقدمة بحث ماجستير ما يستخدمه من مناهج علمية، وقد يكون ذلك المنهج الوصفي وما يتفرَّع منه من مناهج مثل: المنهج المسحي، ومنهج دراسة العلاقات، والمنهج النمائي، وبالمثل ما يتفرع مما سبق من مناهج، وكذا هناك مناهج أخرى أساسية، مثل: المنهج التجريبي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج التاريخي.. إلخ.
· فرضيات أو أسئلة البحث: تُمثِّل فرضيَّات، أو أسئلة بحث ماجستير ما يتوقَّعه الباحث من حلولًا غير مؤكدة لمشكلة الدراسة، واستخدام أيٍّ من الفرضيات أو التساؤلات يتوقف على عوامل عدَّة، ومن بينها طبيعة الموضوع، ووضوح المتغيرات الدراسية، والرغبة في دراسة مُوسَّعة من عدمه.
جزء الإطار النظري:
يتكوَّن الإطار النظري لبحث ماجستير من تقسيمات تختلف من رسالة لأخرى، وفقًا لما تُحدِّده جهات الدراسة، أو المُشرفون، وحسب إجمالي عدد صفحات الرسالة، بمعنى كلما زاد حجم الرسالة، تزداد الحاجة للتوسع في عدد التقسيمات من أبواب وفصول ومباحث، وهناك جُزء آخر مهم في الإطار النظري، ويتمثَّل في الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع الرسالة.
جُزء الخاتمة:
يشمل ذلك الجُزء مجموعة عناصر، وهي نتائج الرسالة التي يبلغها الباحث، وكذا ما يصوغه من توصيات في ضوء النتائج، بالإضافة إلى مُقترحات الإشكاليات التي انبثقت من الدراسة؛ كي يدرسها الباحثون الجُدد في نفس المجال.
مراجع البحث:
يستعرض الباحث بعد جُزء الخاتمة جميع المراجع والمصادر، التي تم توثيقها سلفًا في متن البحث في قائمة بالترتيب الأبجدي، على أن يبدأ الباحث بالمراجع والمصادر العربية، ثم غيرها من اللغات.
الأشكال والملاحق:
يضع الباحث في ذلك الجُزء الرُّسوم والمخطوطات والصور والجداول كمُرفقات.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات