خطوات المنهج العلمي في علم النفس
يعد المنهج العلمي من الأدوات المهمة التي اهتم بها الفلاسفة من قديم الزمان و ادخلوه على الحضارة البشرية الحديثة و أصبح شائع الاستخدام و تكمن أهمية المنهج العلمي كونه ينظم طريقة الباحث من حيث ترتيب أفكاره وتقسيمها و ينعكس ذلك عند كتابة أو إقامة بحث أو دراسة علمية و من خلال المنهج العلمي يحقق الباحث الأهداف من بحثه أو دراسته التي قام بها في وقت سابق ، و استفاد الباحثون من الخبرات العملية الواقعية المجربة حيث وجه المنهج العلمي الباحثون للاستفادة من الأبحاث و الدراسات السابقة للحصول على معلومات شاملة و كبيرة من خلال المصادر و المراجع و التجارب السابقة ، و حدد المنهج العلمي العديد من الخطوات لتوفير الوقت و الجهد من خلال اتباع وسائل و خطط ممنهجة تساعده على تحديد الوقت اللازم للبحث و تحديد المصادر بشكل دقيق و محدد لكي يبتعد عن العشوائية و إضاعة الجهد و الوقت .
تتعدد و تتنوع مناهج البحث العلمي و تتنوع اختصاصاتها و سندرس في مقالنا هذا خطوات المنهج العلمي في اختصاص علم النفس و سنتحدث عن العديد من المناهج العلمية التي تعمل في مجال علم النفس :
المنهج التجريبي:
هو: الدراسة الموجهة المقصودة لمجموعة من المتغيرات والعلاقات المركبة، والتي تفسر بواسطة الضبط والتحكم والتجريب .
يعتمد المنهج التجريبي على التجربة العملية و العلمية الدقيقة الواضحة التي تكون قابلة للتطبيق من خلال ما توصل إليه الباحث بشكل نظري ، و تكون التجربة و المشاهدات المباشرة لنتائج البحث أو الدراسة هي عماد و أساس المشكلة البحثية المتداولة في البحث .
و يعد المنهج التجريبي في علم النفس من أول المناهج البحثية و أكثرها أصالة و دقة ، استخدم المنهج التجريبي و اعتمده في نظرياته جون لوك و هيوم و اعتبر جون لوك المنهج التجريبي هو الطريق الوحيد للوصول إلى المعرفة .
و للمنهج التجريبي في علم النفس خصائص عديدة منها ؛ الدقة و الوضوح و ذلك بسبب استخدامه الكبير للملاحظة العلمية والعملية ذات الدقة الكبيرة من خلال الاستفادة من التجريب و التطبيق على مجتمع البحث أو الدراسة للعديد من المرات مما يؤكد و يوثق صحة نتائج النظرية أو البحث أو ينفيها ، و تتثبت على شكل نظريات و قوانين علمية ثابتة يستخدمها الطلاب و الباحثون أثناء دراستهم و أبحاثهم .
و حقق المنهج التجريبي فوائد عظيمة في المجالات العلمية بشكل عام و مجال علم النفس بشكل خاص ، و بالرغم من فوائده الكبيرة إلا أنه ليس المنهج الوحيد المستخدم في علم النفس لأن السلوك و الظواهر النفسية و الحالات الانفعالية والوجدانية تعتبر تجريدية لا يمكن التجريب عليها بشكل دائم أو اخضاعها للتطبيق بشكل مادي .
و اصبح المنهج التجريبي يستخدم في المدارس و المجتمعات الضيقة و الكبيرة التي تضم أعداد بشرية كبيرة و متنوعة و متعددة مما جعله مرناً يعتمد على الملاحظة الموجهة .
المنهج الذاتي :
اتخذ الأنسان في المنهج الذاتي مصدر المعلومات و البيانات من نفسه و ذاته عينة ليمضي في بحثه ، و يصنف المنهج الذاتي في علم النفس من اقدم المناهج البحثية المتداولة حيث اعتمده الأنسان في العديد من محاولاته لدراسة و معرفة السلوك البشري ، لهذا انتبه الأنسان لمراقبة نفسه و ملاحظة ردود أفعاله و ماهية سلوكياته ، و اهتم المنهج الذاتي بدراسة الشعور الذي يعيشه الأنسان و دراسة المثيرات التي يتأثر بها من خلال متابعة المصادر المتعددة و سميت تلك الملاحظات بالملاحظة الباطنية او التأمل الباطني أو المراقبة الداخلية الذاتية .
و للمنهج الذاتي العديد من العيوب التي تعيق استخدامه كثيراً في مجال علم النفس و منها نسبية نتائج البحث لأنه يأخذ قدرة الفرد الواحد في التحليل و التطبيق و التقدير و الوصف و هذا يجعل نتائج البحث غير مطلقة و لا تكون ذات فائدة لتعميمها و أيضا المنهج الذاتي يأخذ بالتأمل الباطني و يعطي نتائج غير دقيقة و محدودة جداً .
المنهج التتابعي :
يهتم المنهج التتابعي بدراسة و متابعة عمليات النمو النفسي خلال المراحل العمرية المختلفة لحياة الأنسان ، من خلال اختيار عينة بحث من الأطفال و إجراء عليهم التجارب النفسية القياسية و الاختبارات و التجارب بواسطة الوسائل و الادوات القياسية خلال فترات زمنية طويلة مثل أسبوع أو شهر أو ثلاثة أشهر أو أكثر .
و يتم تدوين و تسجيل التغيرات النفسية و العاطفية التي تحدث للأطفال أثناء مراحل نموهم المتنوعة و رصد الظواهر النفسية و مراحل تطورها عند الاطفال ، و إجراء الاختبارات السلوكية العديدة التي يستخدم الباحث فيها أدوات مثل الملاحظة و المراقبة المباشرة و التأمل .
ويمكن تعميم نتائج المنهج التتابعي لأنه من المناهج التي تعطي نتائج دقيقة نسبياً و ثابتة و يمكن اعتمادها .
المنهج الوصفي:
يقدم المنهج الوصفي وصف حول قضية أو ظاهرة محل البحث أو الدراسة عن طريق إجراء محاولات في فهم تفاصيل و خصائص و أفكار الظاهرة ، و يعتمد بشكل كبير على قدرة الباحث لصياغة الفرضيات البحثية على شكل أسئلة واضحة و محددة بالإضافة إلى عينات البحث التي يتم اجراء البحث عليها .
و يتم التأكد من نجاح المنهج الوصفي من خلال الحقائق العلمية و النفسية التي استخدمها الباحث و الأدوات مثل استمارة دراسة الحالة و المقابلة و الاستبيان و الملاحظة .
المنهج التاريخي :
يهتم المنهج التاريخي بدراسة الظواهر والعلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، و أدواته الوثائق التاريخية وما تعكسه من تأويل واستنباط للحقائق والوقائع المختلفة التي جعلته ينشئ المعطيات التاريخية .
و يعمل المنهج التاريخي من خلال دراسته للظواهر المختلفة على الربط بينها وبين الخلفية التاريخية لها، ومتابعة تطورها الزمني بكافة الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية، وتبيين أثر عامل الزمان والمكان في تلك الظواهر .
و مما تقدم من خلال مقالنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدث عن خطوات المنهج العلمي في علم النفس حيث بينا أهمية المنهج العملي و أهميته بالنسبة لعلم النفس و تداولنا المناهج العلمية النفسية كالمنهج التتابعي، الوصفي، الذاتي ، التجريبي، و التاريخي .
وفقكم الله .
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات