مجلات علمية سريعة النشر
عادةً يفضّل الباحثون المجلات العلمية سريعة النشر التي لا تستغرق وقتاً طويلاً لنشر دراساتهم، خاصةً إذا كانوا يريدون تقديم شهادة النشر المعتمدة إلى المؤسسة التي يعملون بها للحصول على ترقية أو إلى الجامعات ليحصلوا على وظائف فيها، وهذا ما يسبب وقوع بعض الباحثين في مكائد المجلات العلمية الوهمية غير الموثوقة، التي تنشر الأبحاث العلمية دون تحكيم أو تدقيق علمي.
بعد أن يدفع الباحث تكاليف النشر -وقد تطالبه تلك المجلات المزورة بتكاليف إضافية مقابل سرعة النشر-يتفاجأ بأن شهادة النشر التي قدمت له غير معتمدة، لذلك على جميع الباحثين عدم تصديق أي مجلة علمية تدعي بأنها تحكّم الأبحاث وتنشرها بسرعة فائقة، لأن عملية التحكيم عملية معقدة وتستغرق وقتاً إلى أن ينهي الباحث جميع التعديلات التي قد تطلبها منه لجنة التحكيم.
ما هي المدة الطبيعية لنشر الأبحاث؟
النشر العلمي المعتمد والمصنّف يحتاج وقتاً حتى يتم بشكل مثالي، وليخرج البحث بصورة أكاديمية تليق بأصالته وقيمته العلمية، وتؤهله لأن يكون بحثاً مدرجاً ضمن قواعد بيانات دولية، فالمجلات المعتمدة والمصنفة تأخذ وقتاً حتى تنشر الأبحاث لكي تتحرى الدقة والنزاهة في عملية تحكيم الأبحاث وتجهيزها للنشر. تعتبر عملية تحكيم الأبحاث هي العملية الأطول في عمليات وإجراءات نشر الأبحاث، لما تحتاجه من دقة وجهد من قبل لجنة التحكيم.
أمّا المدة الطبيعية للقبول النهائي للبحث العلمي فهي من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، يكون خلالها البحث قد تم تحكيمه وتدقيقه من قبل لجنة تحكيم مختصة، تضم أساتذة كبار ومعروفين، وبعد ذلك يتم نشر البحث في أعداد المجلد القادم.
يجب الانتباه من إلى أن مجلات النشر العلمية المتخصصة والمحكمة، تصدر بشكل شهري أو ربعي أو سنوي، لذلك فإن أي مجلة تصدر بشكل عشوائي بدون تخصصات محددة، وبشكل غير دوري، هي مجلة مشبوهة.
سمات دور النشر والمجلات الوهمية
سنوضح الآن بعض الصفات التي تميز دور النشر والدوريات الوهمية عن دور النشر والدوريات المعروفة والمعتمدة، بالتالي على الباحث توخي الحذر الشديد عند اختيار المجلة العلمية التي سينشر فيها أبحاثه. تطغى على المجلات المزيفة الصفات التالية:
-
الموافقة السريعة على نشر الأبحاث دون تحكيم أو مراعاة جودة النشر، مما يؤدي لنشر أبحاث خادعة ولا معنى لها.
-
تحصل الدورية على مبلغ مالي مقابل نشر البحث، والشيء الغريب أن الباحث يمكن أن يتفاوض معهم ويجروا له تخفيضاً معتبراً، وللأسف الشديد انتشر في الآونة الأخيرة مندوبون عن تلك الدوريات، يقومون بتحصيل الأموال وإعطاء الموافقة على النشر.
-
تقوم دور النشر تلك بحملات دعائية إلكترونية قوية لحث وترغيب الأكاديميين لتقديم أبحاثهم أو إشراكهم في هيئات التحرير.
-
تعتمد تلك الدوريات وسيلة النشر الإلكتروني فقط، ولا تقدم نسخ مطبوعة للأبحاث التي تنشرها بغية توفير النفقات، إلاّ في حالة الطلب من أصحاب البحوث المنشورة وتفاوضهم على الأسعار.
-
تقوم تلك الدوريات بتشكيل مجالس إدارات من الأكاديميين دون إذن منهم، وتتعمد وضع أسماء علماء كثر من دول مختلفة دون وضع عناوينهم الإلكترونية، أو وضع عناوين وهمية.
-
تعيين هيئات تحرير بأسماء أكاديميين وهمية، وأحياناً تكون هيئة التحرير هي ذاتها لأكثر من دورية، وإن كانت متباعدة في التخصص، وغالباً ليس لديهم الخبرة الأكاديمية التي تؤهلهم لإنتاج منشورات علمية جيدة وذات جودة نشر مقبولة.
-
غالبية تلك المجلات لا تحمل عناوين واضحة تبين مقار عملها، أو تضع عناوين وهمية.
-
تتم عملية التحكيم والمراجعة في وقت قصير جداً وسريع مما يثير تساؤلات حول دقة عملية المراجعة والتحكيم وجودة عملية النشر.
-
تقليد أو سرقة أسماء أو مواقع الدوريات الأكثر رسوخاً وذات الشهرة العالمية.
-
معظم تلك الدوريات الوهمية لا يرد لها أي ذكر في أدلة وفهارس الدوريات المعروفة.
-
لا توجد سياسة واضحة للنشر والحفظ الرقمي لتلك الدوريات والمجلات على شبكة الانترنت، وأحياناً تصدر أعداداً كثيرة في المجلد الواحد.
-
بعض الدوريات تجمع بين اثنين أو أكثر من المجالات العلمية المتباعدة والتي عادة لا تجتمع سوياً، مثلاً، المجلة الدولية للفلسفة والعلوم الاجتماعية أو المجلة العالمية للعلوم الصيدلانية والتعليم.
-
كثيراً ما تدعى الدورية الوهمية بأنه يتم فهرسة الدورية والإشارة إليها ونشر ملخصات أبحاثها في قواعد البيانات العالمية المشهورة، وقد تضع على صدر صفحاتها أن لها معامل تأثير.
-
تقوم دور النشر الوهمية هذه بإصدار عدد هائل من الدوريات العلمية وفي مجالات مختلفة وخلال فترة زمنية وجيزة من عمر دار النشر تفوق قدرة أي دار نشر عريقة.
-
في بعض الأحيان يقوم الناشرون الوهميون بنسخ أهداف ومجالات النشر ومعلومات عامة لدوريات عالمية مرموقة وراسخة ونقلها لصفحات دورياتهم ومجلاتهم حرفياً.
-
بعض الناشرون الوهميون يتعمدون ابتكار أسماء جاذبة ومضللة لدورياتهم، وذلك بالاستيلاء على أسماء المجلات الراسخة وذات الشعبية، مع إضافة كلمات رنانة أمام أسماء دورياتهم المزعومة.
أهم المجلات العلمية المحكمة والمعتمدة سريعة النشر :
-
مجلات جامعة القاهرة:
تشمل مجموعة متميزة وأصيلة من الأبحاث العلمية الهامة، والتي تعتبر مرجعاً للعديد من الباحثين.
-
مجلات جامعة أم القرى:
تصدر عن جامعة أم القرى في السعودية، وتعتبر من المجلات المتميزة في العالم العربي، نظراً لانتقائها المواضيع والمشكلات البحثية الهامة.
-
مجلات جامعة الأزهر:
هي مجموعة مجلات محكمة ومعتمدة، تنتقي الأبحاث الأصيلة وتهتم بالمجالات الطبيعية والإنسانية.
-
المجلة الإلكترونية الشاملة متعددة المعرفة MECSJ:
من أفضل المجلات العربية، وتتميز بالتحكيم السريع حيث تقوم المجلة بتلك المهمة على الوجه الأمثل وبالسرعة المطلوبة من أجل الوصول لمكانة أكاديمية مناسبة، ويتم ذلك من خلال مجموعة كبيرة من المحكّمين والخبراء. تصدر المجلة شهرياً ونالت العديد من التقديرات الدولية وتنشر في مجالات علوم الطبيعة والحاسب والعلوم الاجتماعية والطبية والفنون والآداب والإدارة والاقتصاد والهندسة وبأسعار مناسبة.
موقع المجلة : www.mecsj.com/ar
-
مجلة الدراسات الجامعية للبحوث الشاملة USRIJ:
مجلة دولية محكّمة تصدر بصورة فصلية لإتاحة الفرصة أمام الباحثين والطلبة والأساتذة الجامعيين من مختلف المجالات والتخصصات لمشاركة اسهاماتهم ومشاركاتهم البحثية التي تنسجم مع أصول البحث العلمي ذات الاعتراف العالمي وجودة المحتوى.
موقع المجلة : https://usrij.com/
-
المجلة الإلكترونية الشاملة متعددة التخصصات EIMJ:
مجلة علميّة دوليّة محكّمة تم إنشائها عام 2017 وحاصلة على اعتماد ISI وتهدف إلى تعزيز عمليات النشر للأبحاث العلمية الأصيلة بين الباحثين العرب وفي بيئة تحكيم ونشر دقيقة، والارتقاء بمستوى البحوث المنشورة من خلال تحكيمها من لجنة تحكيم من كبرى اللجان المتخصصة من المحكمين العرب والأجانب ذوي الخبرة في المجال المطلوب نشره، بالإضافة إلى تغطية حاجة كافة الباحثين العرب في نشر البحوث من مختلف التخصصات التربوية والعلمية والأدبية والقانونية وغيرها الكثير محليّاً واقليميّاً وعالميّاً.
موقع المجلة: https://www.eimj.org/
خاتمة :
خلاصة القول، أن المجلات العلمية المحكمة والمعتمدة والمتخصصة، هي مجلات تحرص على نشر الأبحاث في قالب أكاديمي معياري حسب الشروط الدولية، لذلك فهي تستغرق بعض الوقت (من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع) قبل تقديم خطاب القبول للباحثين، ويتم نشر الأبحاث بشكل دوري في أعداد المجلد القادم، ويجب الحذر من الجهات الوهمية غير المتخصصة التي تنشر الأبحاث بشكل غير دوري وفي أوقات عشوائية من أجل كسب المال، وعرضنا المجلات المتخصصة المعتمدة سريعة النشر وكذلك أشرنا إلى صفات دور النشر والدوريات الوهمية.
في نهاية هذا المقال، ننوه إلى أن سرعة نشر الأبحاث قد تأتي على حساب جودة النشر، لذلك فإن سرعة النشر يجب أن تكون منطقية بحيث يكون هناك وقت لتحكيم الأبحاث وتنسيقها وإعطائها حقها في التدقيق ليتم نشرها بشكل مثالي وعالي الجودة وفق المعايير العالمية.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات