خاتمة عن منهجية البحث العلمي
خاتمة عن منهجية البحث العلمي
قبل الوصول الى خاتمة عن منهجية البحث العلمي يفترض التعرف على المقصود منها، وخصوصاً أنها من الأمور بالغة الأهمية في أي بحث علمي ناجح، فالتنظيم والدقة شرط لا بدّ منه لقبول الدراسة العلمية ووصولها الى نتائج علمية منطقية صحيحة.
فلا يمكن تصور بحث علمي جيد الى أي تخصص علمي انتمى، دون أن يكون الباحث قد اعتمد منهجية علمية واضحة، فالدراسة العلمية تحتاج لمعايير ومقاييس وضوابط وخطوات يفترض اتباعها من الباحث العلمي، ليصل الى بحث علمي مميز ومتكامل قابل للنشر في المجلات العلمية المحكمة.
وبذلك نجد الاختلاف الواضح بين الأبحاث العلمية وأي موضوع إنشائي أو خبر أو مقال صحفي، فالبحث العلمي يوصل الى نتائج تؤثر في التقدم العلمي وفي تطور الحياة البشرية، ولذلك يجب اتباع منهجية البحث العلمي التي ترتب وتنظم الدراسة من جميع نواحيها.
تعريف منهجية البحث العلمي
بعد ما ذكرناه يمكن ان نعرّف منهجية البحث العلمي بمجموعة الخطوات العلمية المنظمة التي يتبعها الباحث العلمي عند دراسته ظاهرة أو إشكالية علمية معينة، ويمكنه عبر هذه الخطوات الوصول الى نتائج علمية دقيقة تساهم بحل ظاهرة أو مشكلة البحث.
إن خاتمة عن منهجية البحث العلمي هي إحدى مراحل اعداد منهجية البحث العلمي التي سنتحدث عنها في فقراتنا اللاحقة.
مراحل اعداد منهجية البحث العلمي
اختيار موضوع او مشكلة البحث
على الرغم من أنها تعتبر خطوة تمهيدية يقوم الباحث بها قبل الشروع في البحث، ولكنها من اهم خطوات نجاح البحث، فيفترض على الباحث العلمي أن يدرس ويبحث بشكل كبير ومعمق قبل اختيار موضوع بحثه، الذي يحتاج منه الإبداع، فكلما كان الباحث دقيقاً ومبدعاً ومبتكراً، كلما استطاع أن يختار مشكلة أو ظاهرة بحثه بشكل صحيح، بحيث تكون مرتبطة بتخصصه العلمي، وتكون ظاهرة جديدة أصيلة وقابلة للبحث والدراسة والحل، مع الانتباه لضرورة تحقيق الدراسة البحثية الفائدة سواء للتخصص العلمي الذي تنتمي اليه أو الى المجتمع الإنساني عموماً.
ومن اهم الشروط عند اختيار موضوع البحث العلمي أو ظاهرة البحث، ان يمتلك الباحث العلمي الرغبة الكبيرة في دراسة هذه الظاهرة او الإشكالية العلمية القابلة للدراسة على أرض الواقع، وأن يدرس إمكانياته سواء من الناحية العلمية أو من الناحية المادية وهل هو قادر على حل المشكلة والوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة.
تحديد عنوان البحث العلمي:
بعد اختيار موضوع البحث تأتي الخطوة الأولى في منهجية البحث العلمي التي تتضمن تحديد العنوان المناسب للموضوع الذي اختاره الباحث العلمي، فيكون هذا العنوان مميز قادر على جذب القارئ، ويجب أن يكون معبر عن الموضوع بشكل كامل، وبالتالي يختار الباحث العلمي عنوان متوسط الطول لأن العنوان القصير لن يكون كافياً للتعبير عن موضوعات البحث والعنوان الطويل سيكون ممل ينفّر القارئ من قراءة البحث.
مقدمة البحث العلمي:
إن المقدمة هي الخطوة التسويقية للبحث العلمي، فمن خلال المقدمة المختصرة التي لا تتجاوز الصفحة الواحدة، يقوم الباحث بعرض كل ما سيطرحه ويناقشه في دراسته العلمية، وذلك بأسلوب سهل وكلمات مفهومة مترابطة خالية من أي أخطاء إملائية، وبالتالي نجد أن المقدمة هي التي قد تجذب القارئ وتشجعه على متابعة قراءة البحث العلمي، وقد تجعله لا يتشجع على الغوص في الدراسة.
تحديد خطة البحث العلمي:
على الباحث من خلال هذا الجزء من اجزاء منهجية البحث العلمي أن يوضح سبب اختياره لهذه الظاهرة أو الإشكالية البحثية، وأن يوضح أهمية دراسته والفوائد التي يتوقع الحصول عليها من هذه الدراسة، وعلى الباحث العلمي أن يوضح التجارب العلمية التي يريد القيام بها أو ذكر أن البحث سيقتصر على الدراسة النظرية.
فرضيات وأسئلة الدراسة في البحث العلمي:
وهي من أبرز مراحل منهجية البحث العلمي، فمن خلالها يضع الباحث العلمي فرضيات وأسئلة دراسته العلمية، كما يضع تصوره المبدئي للإجابة عنها، والباحث الجيد هو الذي يحسن اختيار فرضيات وأسئلة البحث ويصوغها بشكل واضح ومفهوم بالنسبة للقارئ بعيداً عن المصطلحات المبهمة وغير المفهومة.
أبواب وفصول البحث العلمي:
قبل أن نصل الى خاتمة عن منهجية البحث العلمي، يجب كتابة أبواب وفصول البحث العلمي، وتعتبر هذه الخطوة الاهم والأكثر صعوبة، فهي محور البحث الذي يحتاج الى الكثير من الوقت والجهد لدراسة المسببات التي أدت للظاهرة وفيها يتم استخدام المناهج العلمية وأدوات الدراسة واختيار العينة الدراسية.
يقوم الباحث في متن البحث بجمع المعلومات والبيانات البحثية، والحصول على ما يحتاجه من مواد علمية من الدراسات السابقة المتعلقة كلياً أو جزئياً بموضوع بحثه، مع أهمية توثيق هذه المراجع والمصادر وفق إحدى طرق التوثيق العلمي المعتمدة عالمياً.
ويفترض على الباحث تنظيم بحثه وتقسيمه الى أبواب وفصول رئيسية وفرعية، وذلك وفق ترتيب منطقي بعيد عن أي عشوائية، ليتمكن الباحث من التدرج في دراسته بشكل منضبط، فتكون كل كلمة تتمة للكلمة التي قبلها، وكل جملة أو فقرة هي إكمال لما قبلها وتمهيد لما يأتي بعدها، وكل باب أو فصل من فصول البحث مترابط بما قبله ويكمل الفكرة السابقة ويوصل الى الفكرة اللاحقة بطريقة سلسة، وبجمل إنشائية مفهومة خالية من الأخطاء النحوية أو الإملائية.
كتابة نتائج البحث
وهي من أهم مراحل منهجية البحث العلمي، ومن أهم الأجزاء التي يتوقف عندها الاساتذة أو من يقيّم البحث العلمي أثناء مناقشته، فمن خلال النتائج تحلل المعلومات والبيانات بإحدى الطرق العلمية الإحصائية، وتستخلص النتائج التي تكون عبر فقرات معبرة وقصيرة، ذات دلالات مهمة يتم تدعيمها بالأرقام.
توصيات الباحث ومقترحاته:
وهي الخطوة قبل الأخيرة التي تسبق خاتمة عن منهجية البحث العلمي، وفي هذه الفقرة يذكر الباحث الصعوبات التي واجهها في دراسته، والمقترحات التي قد يستفيد منها أي باحث علمي لاحق لإكمال الدراسة من النقطة التي انتهى منها هذا البحث.
خاتمة عن منهجية البحث العلمي:
إن الخاتمة هي الخطوة الاخيرة في منهجية البحث العلمي، والتي قد يجمعها بعض الباحثين العلميين مع فقرة التوصيات، في وقت يتركها آخرون في قسم مستقل، وتتميز الخاتمة كما المقدمة بالاختصار بحيث لا تتجاوز الصفحة الواحدة، ويذكر فيها الباحث كل ما مر معه في الدراسة العلمية وكل ما ناقشه، والطريقة التي استخدمها للوصول الى نتائج بحثه.
وبذلك نكون قد عرضنا لكم تعريف منهجية البحث العلمي وما هي مراحل هذه المنهجية المتكونة من اختيار موضوع او مشكلة البحث التي تعتبر المرحلة التمهيدية للخطوات العملية التي تبدأ باختيار عنوان البحث العلمية، ثمّ كتابة المقدمة التي يمكن اعتبارها القسم التسويقي للبحث، لنصل الى تحديد خطة البحث العلمي، وكتابة فرضيات وأسئلة البحث بما تتضمنه من توقع لنتائج الدراسة العلمية، ثمّ ندخل بعد ذلك الى المراحل الأهم التي تتضمن متن البحث بما يحتويه من أبواب وفصول، مما يمنح الباحث العلمي القدرة على كتابة نتائج البحث مع مقترحاته وتوصياته، لنصل في الختام الى آخر مرحلة من مراحل الدراسة وهي خاتمة عن منهجية البحث العلمي.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات