تحديد إمكانيات البحث
تحديد إمكانيات البحث
إن تحديد إمكانيات البحث هو أمر اساسي يمكن من خلاله تقييم البحث وهل هو مستوفي جميع شروط البحث العلمي الجيد أم لا، كما يظهر عبره هل استطاع الباحث الوصول الى غاياته وأهدافه المحددة، وهل أضاف شيء الى التخصص العلمي الذي ينتمي اليه أو للمجتمع على العموم.
وتحديد إمكانيات البحث تتوضح من خلال اتباع الباحث العلمي لمجموعة من الخطوات التي تصل بالبحث الى بر الأمان، وهذا كله بحاجة من الباحث العلمي او الطالب أن يمتلك خبرة ومعرفة كبيرة تسمح له باختيار المشكلة البحثية بالشكل الصحيح، وأن يختار المنهج العلمي الصحيح ويقوم بجميع الخطوات التي سنذكرها في هذا المقال للوصول الى بحث علمي جيد.
تحديد إمكانيات البحث العلمي:
إن تحديد إمكانيات البحث العلمي تتم من خلال تحديد مدى نجاح الباحث في كتابة جميع خطوات بحثه بالشكل الأمثل، وهل اتبع في كل خطوة منها المواصفات التي تجعلها تخرج بأفضل صورة، فما هي أهم هذه الخطوات:
-
عنوان البحث العلمي:
على الباحث العلمي أن يختار عنوان دراسته بحيث يعبر بشكل واضح وشامل عن مشكلة او ظاهرة البحث، وأن يختار الكلمات الواضحة والمفهومة سهلة الحفظ، والعنوان الجيد يكون متوسط الطول بين خمس كلمات حتى خمسة عشرة كلمة، فالعنوان القصير لن يكون كافي للتعبير عن موضوع البحث، بينما يكون العنوان الطويل ممل وغير مناسب.
-
تنظيم البحث وتحديد أهدافه:
إن تحديد إمكانيات البحث العلمي تظهر من خلال تنظيمه، فلا يمكن لأي دراسة علمية ان تكون ناجحة وأن تصل الى نتائج منطقية وصحيحة مبرهنة بالأدلة والبراهين، إذا تمت دراستها بشكل عشوائي، وهذا ما يحتم على الباحث العلمي ان ينظم جميع مراحل دراسته، وأن يتبع منهج علمي او أكثر يتناسب مع موضوع البحث، وسيساعده ذلك في الحصول على البيانات والمعلومات الصحيحة وفي تحليلها بالشكل الصحيح، كما يفترض أن يتم تحديد أهداف البحث العلمي بالشكل الصحيح، وتوضيح الحدود الموضوعية والمكانية والزمانية للدراسة.
-
أن يكون الباحث على دراية كبيرة بمشكلة البحث:
على الباحث بعد أن يحدد مشكلة او ظاهرة البحث أن يعود الى الكثير من الدراسات السابقة المرتبطة كلياً أو جزئياً بها، وأن يكون على اطلاع كبير بموضوع الدراسة ليستطيع الإحاطة بالموضوع من جوانبه كافة.
-
مقدمة البحث العلمي:
إن المقدمة من اهم الاجزاء التي لها دور في تحديد إمكانيات البحث، وذلك كونها مفتاح الدراسة وعنصرها التسويقي الذي يشوق القارئ على اكمال قراءة الدراسة أو عدم اكمال قراءتها، والمقدمة الجيدة هي التي تكون مختصرة بحدود الصفحة الواحدة، والتي تكتب بكلمات واضحة سهلة ومفهومة، وبجمل مترابطة.
تحتوي المقدمة على شرح مختصر وشامل لكافة محتويات وعناصر الدراسة، وخصوصاً العنوان وأهداف الدراسة، وتوضح سبب اختيار الباحث لهذه المشكلة او الظاهرة بالتحديد، وما هي أهميتها والفائدة من دراستها، والنتائج التي وصل اليها، وهنا لا بد لنا من تقديم النصيحة للباحثين العلميين أو طلابنا الاعزاء أن يتم تأجيل كتابة المقدمة الى ما بعد الانتهاء من كتابة كامل البحث العلمي، فبالرغم من أن المقدمة تكون في بداية الدراسة ولكنها يجب أن تحتوي كما ذكرنا كافة عناصر الدراسة، والتي قد يتم تعديلها خلال الدراسة، وبالتالي فإن تأجيلها يسمح له بالتعمق اكثر بالبحث ومعرفة كل محتوياته وبذلك عرضها بشكل أفضل.
-
تحديد اهداف البحث العلمي وكتابة أسئلته أو فرضياته:
إن تحديد إمكانيات البحث العلمي تظهر من خلال عرض اهداف الدراسة والفائدة المحققة من تحقيق هذه الأهداف، ويقوم الباحث من خلال صياغة فروض أو اسئلة البحث بتحديد الأهداف الرئيسية والفرعية للدراسة، وبشكل تغطي فيه كافة أبواب وفصول البحث.
-
تحديد المناهج العلمية المتبعة:
على الباحث العلمي ان يختار المنهج او المناهج العلمية الملائمة لموضوع بحثه، وذلك كي يتمكن من الوصول الى المعلومات الدقيقة واتخاذ الاجراءات التي توصل الى نتائج دقيقة مبرهنة.
-
متن الدراسة العلمية:
وهو جوهر الدراسة العلمية والخطوة الاساسية التي يمكن من خلالها تحديد إمكانيات البحث، حيث يقوم الباحث من خلال المتن المقسّم الى ابواب وفصول، بمناقشة الفرضيات والأسئلة الدراسية، وجمع المعلومات من عينة الدراسة عبر إحدى ادوات الدراسة، مع تحليل هذه المعلومات، على أن يتم الانتقال بين الابواب والفصول بصورة سلسة وبحيث تتكامل المعلومات مع بعضها البعض.
-
عرض نتائج البحث:
إن الوصول الى النتائج الدقيقة المثبتة بالأدلة والبراهين هو أهم نقطة يعتمد عليها في تحديد إمكانيات البحث العلمي، فهي خلاصة كل ما عرض في البحث، ويجب أن يكون الوصول الى النتائج قد تم بشكل متسق مع ما تمت مناقشته داخل البحث، حيث يعرض الباحث من خلالها ما وصل اليه من حلول ونتائج مترافقة مع الإثباتات العلمية المنطقية اللازمة.
-
خاتمة البحث العلمي:
وهي الفقرة الختامية التي يعرض فيها لمحة مختصرة عن المشكلة او الظاهرة التي تمت دراستها، والنتائج التي وصل اليها البحث واهمية هذه النتائج، كما يعرض الباحث العلمي للمجهودات التي بذلها في عمله البحثي، والعقبات التي واجهته والطريقة التي اتبعها لتجاوز العقبات.
من الافضل للباحث ان يعرض توصياته في نهاية البحث سواء بشكل منفصل قبل الخاتمة او كفقرة من ضمن الخاتمة، وأن يعرض من خلال التوصيات اقتراحاته التي توضح فهمه لظاهرة البحث العلمي، مع نصائح للباحثين الآخرين للتوسع في نقطة او أكثر من نقاط البحث ودراستها في يحث منفصل، كما يمكن ان يوضح الى اين وصل في الدراسة العلمية مع نصيحة للباحثين الآخرين أن يكملوا من المكان الذي وصلت اليه الدراسة.
-
توثيق المراجع والمصادر:
وهي من الاساسيات في تحديد إمكانيات البحث حيث تظهر أمانة الباحث العلمية، ومقدار الدراسات السابقة التي راجعها في دراسته والتي تغني البحث العلمي وتثريه، فمن الضروري في أي بحث علمي أن يوثق الباحث المصادر والمراجع وفق إحدى طرق التوثيق الاكاديمية المعروفة عالمياً.
كيف يتم تحديد إمكانيات البحث
يمكن تحديد إمكانيات البحث العلمي من خلال الإجابة على بعض الأسئلة، بداية من الأسئلة المتعلقة بمشكلة أو ظاهرة البحث ومنها:
هل مشكلة او ظاهرة البحث أصيلة وإبداعية وحديثة؟
هل المشكلة أو الظاهرة واضحة ومحددة؟
ما هي القيمة الحقيقية لهذه المشكلة والفائدة المرجوة من دراستها؟.
هل الوصول الى النتائج البحثية الصحيحة سيكون له انعكاس ايجابي على مجتمع او جماعة واسعة؟
هل يساهم حل المشكلة أو الظاهرة البحثية في عمل أبحاث علمية جديدة؟
بعد تحديد إمكانيات البحث من جهة مشكلة او ظاهرة الدراسة، يأتي الدور على تحديدها من خلال أسلوب البحث، وهذا ما يمكن التعبير عنه من خلال مجموعة أسئلة ومنها:
هل صيغت مشكلة البحث وأهدافه من خلال فروض أو تساؤلات دقيقة وواضحة تصاغ بصورة سليمة؟.
هل حدود البحث العلمي محددة وواضحة؟
هل وضع الباحث خطة بحث صحيحة؟
هل التزم الباحث العلمي بجميع خطوات البحث العلمي الاساسية؟
هل التزم بشروط العنوان الجيد؟
هل أظهر الباحث الاساليب والاجراءات المعتمدة بفحص فرضيات واسئلة البحث؟
هل تم اختيار عينة الدراسة وأدوات البحث والتحاليل والاختبارات الاحصائية بالشكل العلمي المتناسب مع موضوع البحث؟
هل جرى تحديد مصطلحات البحث من قبل الباحث؟
هل عينة الدراسة تعبر عن مجتمع البحث؟
هل ضبط الباحث كافة العوامل المؤثرة على متغيرات البحث؟
هل جرى عرض البحث بكافة مراحله وفق تسلسل مبني على الفرضيات والأسئلة البحثية؟
هل أجاب الباحث عن كل أسئلة البحث؟
هل فحص الباحث فرضيات الدراسة؟
هل اعتمد الباحث على المصادر والمراجع الموثوقة الأولية الحديثة؟
هل كان عدد المصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في دراسته العلمية كافية؟
هل كان عرض النتائج واضحاً؟
هل استخدمت الجداول والرسوم البيانية بعرض النتائج؟
هل كانت نتائج البحث مرتبطة بما تمّ بحثه في الدراسة؟ وهل هي مرتبطة بفرضيات وأسئلة البحث؟
هل كتب البحث بلغة سليمة خالية من الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية؟
وبذلك نكون قد حاولنا ان نذكر بشكل تفصيلي كل ما هو مرتبط في تحديد إمكانيات البحث العلمي.
يقدم موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية العديد من الخدمات في رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا .. لطلب اي من هذه الخدمات